كتب: محمد حربي
أكد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، إن ضمان كرامة المواطن، وإتاحة الفرصة أمامه للمشاركة في عملية التنمية، هي جوهر حقوق الإنسان، وأنه بدون ضمان الحقوق الإقتصادية، فلا معنى من الحديث عن أي حقوق أخرى . ولذلك فإن محاربة الفساد وتعزيز سيادة القانون هي الأداة الأهم، لحماية حقوق الإنسان، كما دعا المجتمع الدولي التصدي لمسألة تسييس قضية حقوق الإنسان .
وقال الدكتور شرف، خلال ندوة ” تعزيز حقوق الإنسان بالتنمية .. رؤية صينية عربية ” والإحتفال ” بإطلاق الطبعة العربية من كتاب شي جين بينغ.. احترام حقوق الإنسان وضمانها إن فلسفة الدولة الصينية قائمة على مبدأ، رفاهية المواطن ونهضة الأمة، وهذا الحلم، هو الذي رسم مسار القيادات الصينية المتعاقبة، منذ أول إجتماع للحزب الشيوعي الصيني،ولا سيما فيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان، وما حدث فيها من تدرج على مدى قرن من الزمان، وعبر بناء مزيد من الثقة بين الحزب والشعب .
رضاء المواطن
وأشار إلى أن المواطن، كان هو محور إهتمام القيادة الصينية، ولذا كان الحرص على إدراج إحترام حقوق في الدستور الصيني، وكانت النقلة النوعية في المجال الحقوق الإنساني، مع إنعقاد المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، ورسم رئيس الصين خارطة طريق في هذا الشأن .
وأضاف أن تحقيق العدالة الإجتماعية، ورضاء المواطن، الذي يأتي على قمة حقوق الإنسان، ومثال على ذلك القضاء على قضية الفقر، وقد أهتمت الحكومة الصينية بذلك إهتماما كبيرا، ونجحت في ذلك عام 1921، وقبل عشر سنوات من البرنامج الزمني المخطط ضمن هدف التنمية المستدامة 2030 .
لافتا إلى أن الصين، تمثل عضوا فاعلا داخل الأمم المتحدة، ودائما تكون داعمة لقضايا حقوق الإنسان التي يتم طرحها أمميا، ومنها مطالبتها بالمراجعة الدولية الشاملة، التي تتعارض إلى حد كبير مع هيمنة الغرب، الذي يستخدم حقوق الإنسان كأداة سياسية لإلقاء اللوم على الآخرين.
جهود التنمية
ونوه للمؤامرة الغربية في محاولة تشويه صورة الصين فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، وإتهامها بأنه دولة غير ديمقراطية، لافتا إلى أن الهدف الحقيق، محاولة تشتيت جهود التنمية الإقتصادية الصينية، السريعة، وغير المسبوقة .
وشدد على أن الغرب الذي يحتكر لنفسه لغة خطاب حقوق الإنسان، يتناسى بأن هذه القضية هي نتائج يمكن البناء عليها خطوة بخطوة، وليست مجرد مثل عليا، علما بأن الدول الغربية في تفشل فقط داخليا على صعيد تنمية الفرد، بل أن تاريخها يشهد بتدميرها لحياة الناس ومستقبلهم في أنحاء كثيرة من العالم، وبات على المجتمع الدولي وضح حدا لمسألة تسييس قضيى حقوق الإنسان .
مصر والصين
من جانبه، أكد غاو أنمينغ،نائب الرئيس ورئيس تحريرالعام للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، على عمق العلاقات المصرية الصينية، كاصحاب حضارة عريقة، ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقد بدأت بينهما أعمال التبادل منذ أكثر من ألفي سنة، وظل ينمو بإضطراد خلال السنوات الأخيرة، تحت قيادة ورعاية الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحقق التعاون العملي الثنائي، وبخطى حثيثة، تمثل بوضوح في التنسيق بصورة عميقة لمشاركة الدولتين في بناء “الحزام والطريق” ورؤية 2030 لمصر .
موضحا أنه كان من ثمار الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين القاهرة وبكين، ما أعلن عنه مؤخرا، خلال قمة بريكس التي عقدت في جنوب أفريقيا، في الترحيب بإنضمام مصر إليها بعضوية كاملة اعتبارا من عام 2024، الأمر الذي سيعزز العلاقات الصينية- المصرية مجددا، في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتكنولوجيا إلى مرحلة جديدة.
وأضاف أن معظم الدول وخاصة النامية، تواجه صعوبات في التنمية السلمية للبشرية تحديات مثل الركود الاقتصادي والمجابهات السياسية، والصراعات العسكرية وتغير المناخ، والطاقة والأمن الغذائي، مما يؤكد على أن دعوة الصين لمفهوم “تعزيز التنمية من خلال التعاون، وتعزيز حقوق الإنسان من خلال التنمية”، لها مغزى عميق بشكل خاص في الوقت الحاضر.
من جانبه أكد القائم بالأعمال بالسفارة الصينية لدى مصر تشانغ تاو، على إهتمام الصين بمفهوم حقوق الإنسان الذي يضع الشعب في المقام الأول، وتعتبر حق البقاء وحق التنمية من حقوق الإنسان الأساسية، وتتخذ شعور الشعب بالكسب والسعادة والأمن كمعايير مهمة لقياس مدى حقوق الإنسان. في السنوات الـ100 الماضية، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في إيجاد طريق يتناسب مع الظروف الوطنية الصينية في مجال حقوق الإنسان، خاصة بعد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب، صنعنا معجزتين التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأجل، وحللنا مشكلة الفقر المدقع بشكل تاريخي، مما دفع قضية حقوق الإنسان في الصين لتحقيق إنجازات تاريخية.
موضحا، أن مصر على طريق تنمية حقوق الإنسان الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية. في عام 2021، أطلقت مصر الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مما يعكس إرادتها السياسية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها الدولية. كما تعمل مصر على دفع الاستراتيجيات الهامة مثل “رؤية 2030″ و”مبادرة حياة كريمة” و”مبادرة تكافل وكرامة”، وتلتزم بحماية وتحسين معيشة الشعب وحماية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال التنمية.
من جانبه أكد السفير منير الفاسي، رئيس إدارة حقوق الإنسان بجامعة الدول العربية، على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية وعلى عمق الروابط التاريخية بين الحضارتين العريقتين، العربية والصينية، موضحا أن التنمية وحقوق الإنسان صنوان لا يفترقان