Site icon بوابة العمال

عادل عبدالصبور يكتب : سلاماً لأرواح صناع النصر العظيم

في الثانية ظهر السادس من أكتوبر عام 1973 الموافق العاشر من رمضان، نجحت قواتنا المسلحة الباسلة في إقتحام خط برليف المنيع وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر وسطرت ملحمة عسكرية خلدها التاريخ، بعد أن أصدر الرئيس البطل أنور السادات قرار الحرب.

تلك المعركة التي أعادت العزة والكرامة للوطن العربي الجريح، وانتصار إرادة المصريين و إرادة الشعوب العربية، التي وقفت صفاً واحداً مع قواتنا المسلحة على خط القتال.

ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لإنتصار أكتوبر المجيد( مرور ٥٠ عاماً) الذي استعاد الأرض المحتلة، والذي سيبقى أعظم إنتصار حققه العرب على الإستعمار، يشن إعلام العدو الصهيوني حملة ممنهجة من الأكاذيب وتزييف التاريخ وقلب الحقائق، للتقليل من حجم هذا الحدث الجلل الذي زلزل الأرض تحت أقدام العدو الصهيوني ولقن الصهيونية العالمية وأعوانها وحلفائها (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) درساً قاسياً وأذاقها مرارة الهزيمة، لذا بات من الضروري، بل من الواجب الوطني والقومي توثيق أحداث هذه الملحمة العسكرية العظيمة وقبلها ملحمة حرب الثلاث سنوات (حرب الإستنزاف)، التي هيأت الأجواء للعبور العظيم بعد أن تم إعادة هيكلة القوات المسلحة واستخدام الأساليب العلمية وتطوير الآداء والمعدات.

تلك الحرب التي بدأت في أقل من شهر من النكسة، بعد أن رفض الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الإستسلام، وبعد أن خرج الشعب كله عن بكرة أبيه يرفض تنحي الزعيم ويرفض الهزيمه، لتبدأ مرحلة جديدة من التحدي ومن النضال لإستعادة الأرض وإزالة آثار العدوان، فكانت حروب الإستنزاف التي فتحت الباب أمام هذا النصر العظيم، و دمرت عزيمة وإرادة الجيش الصهيوني قبل تدمير القوات والمعدات، وكبدته خسائر فادحةوكان لمؤتمر الخرطوم دور كبير في توحيد الصف العربي لمواجهة العدو المحتل.

الآن ورغم مرور ٥٠ عاماً على هذا الإنتصار العظيم لم نتمكن من توثيق هذه الملحمة العسكرية الفريدة، ولم نتمكن من مد الأجيال الجديدة بالمعلومات السليمة، وهو أمر بات غير مقبول في ظل المحاولات المستميتة، التي يقوم بها إعلام العدو الصهيوني لتشويه هذا الإنتصار العظيم والتقليل منه خاصة وأن هذا العدو نجح في تحقيق العديد من المكاسب خلال السنوات الأخيرة أخطرها التطبيع مع بعض الدول العربية، والخروج من حالة العزلة التي يعيشها هذا الكيان المستعمر.

أتمنى أن يكون الإحتفال باليوبيل الذهبي هو بداية الحفاظ على الهوية وترسيخ قيم الإنتماء، وتخليد كل من ساهم في إستعادة العزة والكرامة للشعوب العربية قبل إستعادة الأرض،وأن يصبح لدينا وثيقة معتمدة تستفيد منها الأجيال الجديدة التي تفتقد للمعرفة وتنقصها المعلومات الدقيقة، الصحيحة.

سلاماً لأرواح شهداء الوطن، وسلاماً لأرواح صناع النصر العظيم وسلاماً لكل من ضحى من أجل عزة وكرامة وطننا، ورحم الله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس البطل محمد أنور السادات بطل العبور العظيم ورحم الله الرئيس الراحل محمد حسني مبارك صاحب الضربة الجوية الأولى ورحم الله كل قيادات القوات المسلحة وفي مقدمتهم الفريق سعد الدين الشاذلي مهندس عملية العبور والفريق أول محمد فوزي الذي أعاد تطوير القوات المسلحة وقاد حروب الإستنزاف،

وكل سنه وشعب مصر وشعوب الأمة العربية وقواتنا المسلحة ورئيس مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي بخير وسعادة.
.

 

Exit mobile version