حادث المنوفية الذى هز وجدان وقلوب المصريين يظهر نهاية تربية الأسرة الخاطئة وان الاسرة مسؤلة قبل الابن عما حدث من جريمة بشعة ومقززة .ويوضح دور الوعي في الحكم على الاشياء. كما يكشف ان القضاة هو كلمة الله على الأرض وان المتاجرة بالدماء خسة ونذالة وسوء تربية واخلاق فاسدة.
عندما تصبح التربية مقتصرة على الإنفاق سنجد ألف راجح يعثون في الأرض فساداً تابعنا جميعنا حادث قتل الشاب محمود البنا شهيد المروءة والشهامة مصوراً بكل بشاعته .
لقد أعتمدت أسرة راجح على إسعاد إبنها على حساب الآخرين. ولم تقومه ولا تعلمه كيف يكون عنصراً محترماً يحترم حقوق الغير بل رأينا شاباً مستهترا يأخذ من الوحوش خصالها .
راجح هذا كائن مريض دموي قذر تربيته تربية غير سوية . والعيب كل العيب على أهله الذين لم يحسنوا تربيته تربية صحية. ولكنهم تركوه كالوحش بالبرية يطيح شمال ويمين ويسيئ لجيل بأكمله .
نعم هو يستحق الإعدام في ميدان عام مثلما فعل بالضبط هو ومن كانوا معه بأن يقطعوا أمام الجميع ليسوا وحدهم .ولكن هم أسرتهم التي أهملت تربيتهم. وأخرجتهم للمجتمع عناصر فاسدة يعتقدون أنهم ملكوا العالم بأسره وأصبحوا لا يهابوا شئ ولا يعرفوا دين ولا قيم ولا حتى أدني قوانين الإنسانية .
هذا الشاب الضائع مثله مثل الكثير ممن يعيشون بالدنيا دون ضمائر يعتقدون أنهم أصبحوا بعيدين عن عقاب الله عز وجل .
حتى لو الأوراق التي قدمت لقاضي الأرض أخرجته من تحت المقصلة فسيكون هذا عقاب أعظم من قاضي السماء له ولأسرته فسيلبسهم الله لباس العار والذل وكسر النفس وكراهية الله وجميع خلقه .و سيمشون في الأرض مطأطأي الرؤوس يتمنون الموت ولن يجدوه حتى لا يكون لهم رحمة إلى أن يشاء الله ويقضي أمراً كان مفعولا .
حكم الله هو الفاصل فهناك ممثلون لحكم الله بالأرض اختصهم بتحقيق العدالة .وهؤلاء لايؤثر على قرراتهم الرأي العام فهم يحكمون بما آتاهم الله من علم فقط .
هؤلاء القضاة يعرفون جيداً أن الكلمة الأولى والأخيرة لله عز وجل وما يحكمهم هو ضميرهم أولاً والذي يعزز حكمهم القانون والأثباتات .
أما أننا نتحول جميعنا لقضاة ونحاول أن نؤثر على القضاء فهذا عبث بما تعنيه الكلمة من معنى لن يقبله أي عاقل واعي .
جميعنا إعتصر قلبه ألما وأصبنا بفاجعة عظيمة بل وفقدنا الاتزان بعدما عرفنا بالحادث ودعونا بالرحمة للشهيد محمود البنا . وأن يسقي الله أبواه من نهر الكوثر ويصبرهم ويربط على قلوبهم. وليس منا من يطيق بشاعة الحادث وإذا كان هذا إختيار الله لهم فلأنه سبحانه أراد أن يرفع مكانتهم بالجنة .
لكن أن يتحول الحادث إلى متاجرة بدماء أولادنا فهذا ما لا نقبله . هناك من يتلاعبون بعواطف المصريين ويوجهونهم إلى شئ ضد الوطن مثلما فعلوا من قبل لتكون هناك ذريعة للفوضى مرة أخرى .
الله سبحانه اسمه العدل فكيف يكون من أسمائه العدل ويترك الظلم والجور يجتاحان الأرض . أتركوا الأحكام لله فهو عز وجل من سيجعل قاضي الأرض يحكم بمشيئته .
اللهم يسر أمورنا وآمن روعاتنا وإهدنا صراطك المستقيم يارب العالمين
اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة وجميع مؤسساتها بقواها الصلبة والناعمة .