Site icon بوابة العمال

إنتحار

 

بقلم… وسام الجمال

 

لاتحكموا علي بالكفر أو الإيمان أتركو الحكم على لله فهو أعلم بحالي فانتم لم تمروا بما مررت به ولم تعانوا ما عانيت .
كانت تلك المقدمة في الرسالة التي وجدها ضابط الشرطة في جيب المنتحر الذي سقط من شرفة منزله.
بدأ الضابط في تكملة قراءة الرساله التي إختلط فيها حبر القلم بدموع المتتحر منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أحب الجميع أحب الخير للجميع مافكرت يوما ما لماذا فلان معه وفلان لا. منحت الحب للجميع لكن علي مدار السنين حصدت الكره حتى شككت في نفسي.
بدأت حياتي بفقدان الام ثم الاب مرورا بالاجداد والجدات فقدت كل الأحبة في الوقت الذي كنت أحتاج لهم فيه.
اما الباقين كانوا ينظرون لي نظرة مجنون صاحب خيال واسع دون نظرهم إلى أني صاحب طموح حتى أصابوني بالأحباط وأصبحت أعيش خائفا من شيء ما لا أعلمه.
كانت عندي آمال وطموحات ليس لنفسي فقط بل لأتفع من حولي كانوا دائما يحبطون في وفي طموحاتي.
مرت الأعوام تلو الأعوام وكل يوم يمر أرى الكره في أعين وتصرفات كل من حولي. حتى من تنطق السنتهم بالحب تظهر أفعالهم الكره.
حاولت الحياة وسط هذا الكره الذي بدأ بأني لم أستطع الحصول على إرثي بعدما وضع أعمامي يدهم عليه محتفظين به لابنائهم دوني ثم أخوتي الذين حصلوا مني على كل ما أملك بالحيل والغدر وكلمات المحبة الزائفه وكنت عندهم محمودا طالما معي ما أمنحهم وعندما أنتهي ما معي ظهروا على حقيقتهم المرة لقد أشاعوا أني أخذت أرثهم بين الناس وأني ظالم لهم والناس يصدقون.
الأفظع من هذا الابناء والزوجة لم أتأخر عنهم يوما ما فعلت المستحيل من أجلهم كانت أحضر لهم لبن العصفور وفي الأخير وجدت نكرانا للجميل.
ناهيك عن الأصدقاء ممن خذلوني بكل معاني الخذلان لقد كنت لهم العقل المفكر لم اتخاذل لحظة عن أعانتهم والوقوف بجوارهم كنت لهم خير الأصدقاء حتى فوجئت بهم يبتعدون لأسباب إخترعوها مهم من أبتعد في صمت ومنهم من قال لي أن اسلوبي غير مرغوب فيه دون توضيح لهذا الأسلوب مما جعلني أدرك أنها حجة فارغة.
لقد وجدت نفسي محاطا بكمية كبيرة من الأسئلة التي تدور في عقلي الي أين المفر أشاعات وحوارات تنم عن كذب فاضح من الجميع لم أعد أدري مايحدث حولي هل كنت أنا علي صواب أم هم هل أعطيت بسخأ حتى فقدت نفسي من أجل من لايحترمون عهودهم ومواثيقهم هل كنت مخطيء عندما فضلت الجميع على نفسي هل كان المفروض أن أعيش لنفسي.
الان تركت لهم الحياة التي أحبوها وكرهتها لم أعد أطيق النظر في وجوههم ذهبت لمن أحببت بعدما تملك اليأس مني في حياة لم أتمكن من جاراتها.
الان تركتهم لعلهم يفرحون ويتأقلمون في حياتهم بدوني لحظات وأدفن وأعلم أن لا أحد سيترحم علي بل سيتهموني بالكفر واليأس لكني مهما كتبت لن يشعروا بما شعرت به

Exit mobile version