عاطف عبد الستار يكتب : السيسي.. واللعب مع الكبار
حل الازمة السورية لو تم كما هو مخطط سيدرس في كتب التاريخ كنموذج على كيفية تعاون 3 قوى هى مصر السيسي وأمريكا ترامب وروسيا بوتين في حل مشكلة كانت ستؤدي الى حرب عالمية.
مصر وروسيا وامريكا اتفقوا على حل مأساة سوريا التي بدأها منذ ٢٠١٢ باراك اوباما وهيلاري كلينتون بالتنسيق مع عدة دول .. و حدث تنسيق مصرى روسى امريكى أسفر عن فرملة عدوان بهلول اسطنبول على سوريا.. لقد كان قردو مجرد قطعة شطرنج تلاعب بها ترامب وبوتين والسيسي في شرق سوريا.
وبعد ان اعلن الأسد ان الأكراد خانوا سوريا ولن يتعاون معهم . تحدث وفد أمنى مصرى مع الأسد . و أقنع بشار بأهمية قبول الأكراد لو أراد لَم شَمل سوريا كبلد موحد على كامل أراضيه .
التنسيق المصرى الروسي اقنع الأكراد انه من الأفضل لهم ان يعودوا الى حضن بلدهم حيث سيكون لهم حكم ذاتي فى الدستور الجديد الذي سيعطي الحق للجميع في تعايش سلمي تحت مظلة وطن واحد هو سوريا الموحدة . ووافق الأكراد على دخول الجيش السوري الى شرق الفرات مكان القوات الأمريكية.
وهذا يفسر سرعة وصول الجيش السوري الى أقصي الحدود الشمالية السورية خلال ساعات بدون اي معارك . وأخذ مكان تمركز القوات الأمريكية التى تركت له تجهيزات أماكنها للإعاشة كما هى وسط ترحيب شعبى .
وفد من الأكراد قام بزيارة مصر واجتمع مع سامح شكرى وزير الخارجية. وتم الاتفاق على الانسحاب الكردي من شرق سوريا لصالح الجيش السوري حتى لا يدخلها الجيش التركي ويذبح الأقليات الكردية والمسيحية والعشائرية فيها.
خلال زيارة المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لواشنطن نقل مدبولى رسالة من السيسي الى ترامب خلال لقاءه المفاجئ وغير المعد سلفا مع مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي.
خرج بينس من لقاء مدبولى يقول :لا يوجد غير مصر واحدة في العالم. ومن القاهرة خرج بيان من الخارجية يرحب بجهود ترامب في حل ازمة شرق سوريا. وخرج بيان من واشنطن يعلن قرار ترامب بإيفاد نائبه ووزير الخارجية الى انقرة لمقابلة اردوغان.
تعمد ترامب إهانة اردوغان عشية لقاء الأخير مع بينس. وسرب ترامب رسالته الى اردوغان والتي تتضمن ألفاظا غير لائقة وتطاول صريح.
اعلن بينس وحده من قلب انقرة وقف العملية العسكرية التركية نبع الخراب رغم انه يفترض ان يعلم الجيش التركي ذلك من قردو قائده الأعلى.
ترامب يريد ان يفي بوعوده الانتخابية بعدم الدخول في حروب جديدة وبعودة الجنود الأمريكيين للوطن. وبنجاح التنسيق الثلاثى حصدت امريكا ترامب الفضل في وقف القتال. وترامب يحتاج لمثل هذا الانتصار العالمي لتقوية موقفه أمام الشعب الأمريكى خاصة وهو مقبل على انتخابات رئاسية .
اردوغان تعرض لعمل متناسق بين امريكا وروسيا من الضغط والتهديد من قبل ترامب وبوتين.. احتواء الأسد لأكراد سوريا انهى مخاوف اردوغان من اتحادهم مع أكراد تركيا. وإقامة دولة لهم بين تركيا وسوريا والعراق وايران. و كل هذه البلاد متفقة على ان تلك الدولة مرفوضة.
طوقت مصر السيسى طموحات العثمانيين الجدد في شرق وشمال سوريا. نفذ ترامب خطته بالانسحاب من خطوط المواجهة مع ايران في الحسكة والرقة. تسلمت سوريا المحافظتين و مناطق جديدة في شرق حلب. وكسبت الدولة السورية المنطقة الأمنة التى تمنع دخول وخروج اى شىء من سوريا إلى تركيا والعكس.
يبدو ان رجال الظل صقور مصر بالتنسيق مع روسيا والصين وبحنكة شديدة تدخلوا لتهدئة التوترات التجارية بين أمريكا والصين..وأهدوا ترامب انتصارا ثانيا يدعمه أمام أنصاره من المزارعين. وتم عقد تفاهم تجارى يتضمن قبول الصين المحاصيل الأمريكية مقابل إيقاف الرسوم ألأمريكية الجديدة على السلع والمنتجات الصينية.
شعبية ترامب ترتفع في أمريكا..بوتين نجح فى حماية خط الغاز الخاص بروسيا في سوريا.
وكما يبدو ان هناك امل في حدوث إنتعاش اقتصادي سيحدث جراء مشروعات إعادة إعمار سوريا. وانتعاش اقتصادى اخر تستفيد منه روسيا وأمريكا ومصر والصين في إفريقيا تسمع عن مقدماته فى قمتى سوتشى وأثينا خلال الأيام المقبلة.
عبقرية اللاعب المصرى المحنك تجلت على رقعة الشطرنج فى خلق مصالح مشتركة ومنافع اقتصادية مع الكبار بدلا من الدخول في حروب تريدها الماسونية سيكون الجميع فيها خاسر.
مصر دعاة سلام وتعاون وخير للإنسانية في مواجهة خبث أهل الشر.