محيى الزيدى يكتب : حيلة الصهاينة ودهاء المصريين

مما لا شك فيه ، ان حصول أبى أحمد رئيس وزراء اثيوبيا على جائزة نوبل للسلام ، اصاب جموع الناس بالدهشة ليس فى مصر فقط بل فى معظم بلدان العالم التى تدرك وتعى جيدا قيمة السلام بين الشعوب ، والتى تأكدت من انحراف الجائزة الرفيعة عن مسارها منذ احداث الربيع العربى عندما اخذتها توكل كرمان عميلة اسرائيل الأولى بالشرق الأوسط ، بتحفيز من اللوبى الصهيونى الذى اصبح يتحكم بها لأهداف سياسية ..

وتناسى اعضاء لجنة جائزة نوبل ما يفعله أبى احمد رئيس وزراء اثيوبيا لأغتصاب حقوق المياه التاريخية لأكثر من ١٠٠ مليون مصري ، وتناسوا فشل أبى احمد يهودى الفكر ومسيحى الديانه فى انهاء الصراع العرقى المميت بين قبائل “الأورمو” وعددها 40 مليون نسمة وقبائل السورما ووفاة الألاف بالتطهير العرقى ، ثم تجاهلت اللجنة تفاقم الخلافات بين أثيوبيا ومصر حول مياة النيل الذى يعد اخطر قضية تواجة شعوب دول المصب ..

والمثير للدهشة حقا ، ان لجنة الجائزة تناست مطالبات اسرائيل المستمرة لأثيوبيا بحصة ثابتة من مياه نهر النيل ، خاصة بعد قيامها بنشر انظمة دفاع جوى حديثة حول السد لحمايته ، بالأضافة لمساندتها موقف أبى احمد في قضية سد النهضة بالأموال والدعم الفنى ، بعد الزيارة التى قام بها لأسرائيل في اواخر يوليو الماضى ، حيث كانت أزمة سد النهضة مع مصر والسودان من أهم القضايا التى ناقشتها الحكومة الأسرائلية معه ، حيث جددت ادعائتها بحقها فى مياه نهر النيل ، حال نجاحها فى حمايته واغتصاب حقوق المصريين التاريخية فى النهر العظيم ، برغم ان الاتفاقيات الدولية منذعام‏1891‏ بين بريطانيا وإيطاليا‏ بخصوص الحفاظ على مياة نهر عطبرة والمعاهدة الموقعة بين بريطانيا وإثيوبيا عام ١٩٠٢ عندما تعهد إمبراطور إثيوبيا‏”‏ ميليك الثاني‏”‏ بعدم إقامة أو السماح بإقامة أيه أشغال علي النيل الأزرق وبحيرة تانا ونهر السوباط ، يمكن أن توقف تدفق مياهها إلي نهر النيل‏ ..

كما اكدت اتفاقية مياه النيل عام 1929 بين مصر وبريطانيا -التي كانت تنوب عن السودان وأوغندا وتنزانيا على أن لا تقام بغير اتفاق مسبق مع الحكومة المصرية أية أعمال ري أو سدود على النيل وفروعه أو على البحيرات التي ينبع منها، سواء في السودان أو في البلاد الواقعة تحت الإدارة البريطانية لعدم إنقاص مقدار المياه التي تصل مصر أو تعديل تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه ، على حق مصر الطبيعي والتاريخي في نهر النيل ، وايضا اتفاقية مياه النيل 1959 التى وقعت بالقاهرة في نوفمبر 1959 بين مصر والسودان، وجاءت مكملة لاتفاقية عام 1929 ،حيث شملت على الضبط الكامل لمياه النيل الواصلة لكل من مصر والسودان ..

ولهذا يتضح ان فوز أبى احمد بالعاهرة “نوبل” انما هو مساندة صهيونية بحسب ما اعلنته صحيفة “اى ٢٤” الأسرائيلية ودعما سياسيا له ليحوذ اعجاب العالم وتأييده ضد حق مصر فى نهر النيل ..

ولذلك فأن حيلة الصهاينة لن تنطلى على عبقرية ودهاء المصريين خاصة فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السييي الذى تعهد بالحفاظ على حقوق المصريين فى مياه النيل .

زر الذهاب إلى الأعلى