آراءأهم الأخبار
أخر الأخبار

رد الجميل

 

بقلم… وسام الجمال

 

كانت لحظة هامه في حياته فبعد سنوات الفقر التي عاشها ينتقل إلى حياة الأثرياء في لحظة بعدما جائته رساله من أحد المحامين للحضور إلى مكتبه في الغد لأمر هام.
ظل طوال الليل يفكر لماذا يريده المحامي خاصة وانه كان مدينا لاحد الأشخاص فكان الغالب علي تفكيره ان الدائن يريد أن يشتكيه لم تدق عيناه النوم من القلق.
في اليوم التالي توجه إلى مكتب المحامي مسرعا وعندما سمح له بالدخول سأله هل تعرف فلان قال نعم ابن خالة والدي وكان صديقه المقرب لكنه سافر منذ سنوات طويله حتى أنه لم يحضر جنازة والدي.
أخبره المحامي أنه توفي منذ شهر وترك وصيه باسم والدك تؤول الي ورثته إن كان قد توفي لقد وصي له بعشرة ملايين جنبها وترك له رساله عندي.
وبعد البحث تبين أنك الوريث الوحيد لوالدك هذا شيك بالمبلغ لحامله وهذه الرساله التي تركها.
ذهب إلى البنك يتأكد من صحة الشيك فوجده صحيح فقام بفتح حساب باسمه وضع فيه المبلغ ثم توجه إلى المنزل ولم يخير زوجته وأبنائه بماحدث.
دخل الي غرفته وأغلق الباب وبدأ في قراءة الرساله كانت بدايتها ثناء ومدح من قريب والده علي والده وانه لولا أن جعله الله سببا لسفره لما جني تلك الثروة وان ماتركه له ليس إلا القليل ولايعد ثمنا لفعلته معه فلقد قام ببيبع نصف القيراط للذي يمتلكه لمساعدته في سفره وان هذا النصف لو كان موجود الآن لبيع بسعر غالي.
أخذ الرسالة ووضعه في جيبه ثم توجه إلى أحد المشايخ وسأله ماذا يفعل لرد هذا الجميل ويكون في الأساس شكرا لله أخبره الشيخ ان هناك فتاة تريد إحضار باقي جهازها فان ساعدها بكون هذا شكرا جيدا وافق علي الفور وذهب مع الشيخ الي منزل الفتاة لتخبره أمها أن الزيجه فشلت بسبب عدم قدرتهم علي تجهيزها سالها عن تليفون العريس واتصل به ليخبره ان الفتاه أصبحت جاهزة لكنه رفض واخبره انه يتزوج٣ابنة خالته.
خرجت الفتاة من غرفتها يكسو ملامحها الحزن ليراها فتاة جميله بل شديدة الجمال سالها عن عمرها أخبرته انها واحد وعشرون عاما قال لها عريسك موجود وسيحضر ليلا ليتقدم لكي.
ذهب إلى منزله جمع زوجته وأبنائه الثلاثه الأكبر موظفا في إحدى شركات القطاع الغام والثاني مدرسا وابنته في كلية الطب.
اخبر ابنه الأكبر انه يريد أن يزوجه لتنطلق ضحكات الجميع استهزاءا لان حالهم لبس بالجيذ والزواج مسئولية ومصاريف وشقه الي آخره اخبرهم انه مستعد لكل هذا.
كل ماعليهم رؤية العروس وبعدها يخبرهم كيفية استعداده وافقوا جبرا لخاطره وعندما ذهبوا اعجبوا جميعا بالقناة وتقدم لوالدتها بطلب يدها ولا نريد شيء منكم العريس جاهز من كل شيء كان يقول كلامه وسط استغراب أسرته.
وافقت البنت ووالدتها واتفق معهم على كتب الكتاب بعد شهر.
خرج هو وأسرته وهم يطلقون ضحكات مكبوته ظنا منهم انه قد جن بدلا من أن يتوجهوا الي المنزل اخبرهم انه يريد أن يريهم شيء ذهبوا الي إحدى المنازل بالمنطقة والذي كان معروض للبيع مقابل مليون جنبها ومكون من ثلاث أدوار مجهزين بالكامل اتفق مع صاحبه على شرائه وسيحضر المبلغ غدا في الصباح كاملا كل هذا وزوجته تظنه قد جن حتى ذهبوا للمنزل
وصلت زوجته المنزل صرخت قائله له ماذا فعلت هل جننت ماذا حدث جلس على الاريكه يضحك بصوت مسموع وسط ذهول الجميع ثم اخرج الخطاب من جيبه واعطاه لزوجته التي بدأت في القراءة وعيناها تلمع ثم وقعت مغشية عليها حاول إفاقتها حتى فاقت و اخبرهم انه سيقسم الإرث علي أبنائه بالنصيب الشرعي ويترك له ولزوجته مبلغا يقوم بالحج منه والتمتع بما بقى من عمره.
في اليوم التالي ذهبوا إلى البنك ومنح الولدين كل منهما ثلاث ملايين والبنت مليون ونصف واخذ مليون أعطاه لصاحب المنزل الذي اشتراه وكتب لكل ابن شقة باسمه كذلك البنت ثم ترك لهم الخيار في التصرف في الأموال.
جلس الثلاث أخوه سويا وقرروا عمل مشروع خاص بهم على ان يدفع كل منهم نصف مليون ويتركوا الباقي كما هو بالفعل بدوا في مشروعهم وتزوج الأخ الأكبر من الفتاة التي إختارها والده والأخ الأصغر تزوج ابنة خالته بينما خطبت الفتاه لمعيد عندها بالكلية.
ذهب الزوج والزوجه إلى الأراضي المقدسة لاقامة شعيرة الحج وعاد ليبدأ في مباشرة اعماله مع أبنائه لكنه ظل في شقته القديمة وأصبح من كبار رجال الأعمال وبدأ في رد الجميل والشكر لله فاشتهر بتقديم يد المساعدة لكل محتاج مما جعل تجارته رابحه.
وفي يوم خرج من منزله ليذهب إلى مقر عمله لكنه ما ان وصل حتى أصيب بنوبة تعب نقل على اثرها الي المستشفى لتفيض روحه الي بارئها بعد أن أوصي أبنائه بالحفاظ على ترابطهم والمداومه على فعل الخير.

زر الذهاب إلى الأعلى