منطقة الشرق الأوسط مازالت تتعرض لمخطط خبيث يستهدف تقسيم المقسم ونشر الفوضى وتفكيك الجيوش الوطنية لصالح المشروع الأمريكي الذي له أهداف اقتصادية وسياسية وعسكرية وهو ما رأيناه يطبق فى العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان .
الأهداف الرئيسية لهذا المشروع الخبيث يمكن تلخيصها كما يلي:
– إفساح المجال لتمدد ابنهم المدلل إسرائيل وإضعاف أى قوة محتملة تهدده .
– نهب ثروات المنطقة فى السوق السوداء بأرخص الأسعار كما حدث مع النفط السورى واليمنى والليبي خصوصاً بعد إكتشاف غاز شرق المتوسط .
– تطويع الجيوش الوطنية لهذه الدول وتحويلها لما يشبه شركة أمن تخدم الأجندة الغربية ومصالحها كما الحال فى أوكرانيا مثلاً .
– منع ظهور نمور إقتصادية جديدة تنافس ولو جزئياً الهيمنة الاقتصادية الغربية وتعطيل مشاريع الرئيس السيسي للبينية التحتية والمدن الجديدة وإستصلاح الأراضي وتطوير الموانئ وشبكات النقل والسكك الحديدية .
– رفض مصر المستمر إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها خصوصاً الأمريكية .
– جعلوا دول الشرق الأوسط ملاعب لاستضافة الحرب الباردة بين القوة الكبرى لتصفية الحسابات بين الكبار .
– جيش مصـر الجيش الأكبر المتبقي في الإقليم بعد تدمير الجيش العراقي والسوري والليبي وتضاعف قوة جيش مصـر نتيجة التطوير الغير مسبوق الذى نفذه الرئيس السيسي وامتلاك أذرع طولا فى الجو والبحر والقواعد العسكرية على أطراف جغرافية مصر وتوطين تصنيع السلاح محلياً وتنويع مصادر التسليح.
كما إن أتساع قوة مصـر العسكرية تزيد بالضرورة من نفوذها السياسي مما يمنع مخططات تفتيت العراق وتفكيك السودان وتقسيم ليبيا والتهام ما تبقى من فلسطين المحتلة .
– امتلاك مصر درة تاج العالم قناة السويس والفوضى ستفتح الباب لتدويل إدارة القناة ومن يسيطر من المعسكرين الأمريكي والصيني عليها سيمتلك نقطة تفوق استراتيجية عسكرية فى حالة اندلاع الحرب المحتملة بينهما .
– انتهاج مصر فى علاقتها الخارجية مبدأ التوازن وتجنب الاستقطاب وإستقلال القرار الوطني ما يجعلها تحت ضغط المخططات والمؤامرات الغربية لتطويعها سياسياً وقبولها إملاءات لصالح الأجندة الغربية ضد مصالحها الوطنية .
– حرب الممرات التجارية تحول مصـر لرئة الحياة لمشروع القرن الصيني “طريق الحرير” والذى يضمن لها التفوق الاقتصادي على أمريكا من خلال مشروعات ربط البحرين الأحمر والمتوسط بشبكة من الطرق الحديثة وشبكة من خطوط السكك الحديدية مثل العين السخنة العلمين وطابا العريش بالإضافة لمشروع تطوير قناة السويس والمنطقة الاقتصادية لها وتطوير الموانئ بشكل غير مسبوق خصوصاً موانئ السخنة والعريش وبورسعيد شرقاً وفى إطار الحرب على الهيمنة على الممرات والطرق التجارية و حال إفساح المجال للممر الهندى الصهيوخليجى الأمريكى يكون ضرب مصـر هو ضرباً لمشروع القرن الصيني .
أمريكا والغرب وخصوصا بريطانيا وغيرهم من الدول الأوربية دول ترعي الشر من زمن طويل وليس لهم مبادئ ولا عقيدة وأنهم الراعي الرسمي لمنظومة الشر العالمية وإنها دول وأنظمة قائمة علي الاستعمار لكل شيء بكل أنواعه سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا لصالح اباطرة الشر وهذا عملها وهدفها وغايتها بدون اعتبار لأي مكون من الإنسانية .
لذلك هم تامروا علي كل دول العالم وليس مصر فقط وقبل مصر تآمروا كما ذكرت علي الدول العربية العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان ودمروهم وقاموا بزراعة الكيان الصهيوني في المنطقة العربية وسد الخراب الأثيوبي وتآمروا من قبل علي روسيا والصين وكوريا الشمالية وكذلك تتامر أمريكا نفسها علي باقي دول الاتحاد الأوروبي لتظل خاضعه لها وكل هذا منذ زمن طويل وأمام أعين الجميع وتحت بصره وهذه نصف إجابة السؤال
يجب أن نسأل نحن أنفسنا :
– لماذا تأمرت الأمة العربية علي بعضها البعض .
– ما الذي كان سببا لأن تصل الأمة العربية إلي هذا المستوي من الانهيار .
– لماذا تفككت الأمة العربية منذ زمن وتركوا أنفسهم فريسة للذئاب والضباع تنهش في جسد الأمة بل ساعدوا في تدمير أنفسهم عندما تخاذلوا وتواطؤا علي أنفسهم لصالح المستعمر وتركوه يدمر كل هذه الدول وجيوشها وشعوبها وسرقة أموالها والجميع يجلس في مقاعد المشاهدين .
أليس كان من الأولي الوقوف في وجه الغرب ومعنا جميع الجيوش العربية المدمرة من العراق وليبيا وسوريا واليمن والسودان ولكن للأسف قال الجميع أنا ومن بعدي الطوفان وخان الجميع بعضهم البعض لحساب المستعمر بل وتسابقوا ليقدموا له فروض الولاء والطاعة بإقامة قواعد عسكرية للمستعمر وتقديم الأموال والثروات الطائلة للحفاظ علي عروشهم .
أنهي العدو المرحلة الأولي والاصعب في المعادلة بنجاح والمرحلة الثانية بإقامة قواعده العسكرية وإخضاع المتبقي لسطوته فكان من الطبيعي الانتقال للمرحلة الأخيرة بالتهام باقي الدول وتدميرها وسرقة أموالها وخيراتها تطور طبيعي للمراحل السابقة.
وباقي الدول العربية لم تتعظ من السابق ولم تستفيد من تدمير وقتل اخوانها من الدول ولم يتحرك لها عقل ولا قلب ولا بصيرة وكأنه عقاب آلله لهم بطمس بصيرتهم حتي يلقوا نفس المصير ويساقون إلي المذبح كما تساق الشياه ولم يتعظوا من الماضي ويستفيقوا ويتوحدوا لمجابهة الشر القادم لهم ويتكاملوا للدفاع عن أنفسهم .
نعيش الواقع المرير لأمة العرب خانوا أنفسهم وخانوا بعضهم البعض وخانوا أمانة دولهم وشعوبهم والبلاء الأكبر إنهم لم يستفيقوا حتي الآن ويتوحدوا .
هذه هي الحقيقة رغم قسوتها ولكن يتبقى الأمل واليقين بالله ونصره.