فنزويلا تشيد بالجهود المصرية – القطرية في هدنة غزة
ويلمر بارينتوس: نسعى لتعزيز التعاون مع مصر .. وحل جويانا إسيكيبو بالتصويت لا التحكيم
كتب: محمد حربي
أشاد السفير الفنزويلي بالقاهرة ويلمر أومار بارينتوس، بالجهود الكبيرة، التي بذلتها جمهورية مصر العربية، وبالشراكة مع دولة قطر الشقيقة، من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة ووقف للقتال في قطاع غزة، لبضعة أيام، موضحا شجب وإدانة بلاده لكافة الانتهاكات وأعمال العدوان والقتل التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، مشيرا إلى أن كاراكاس تدعم وتساند الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، التي هي مسألة وقت، لافتا إلى أن فنزويلا عاشت يوما ما نفس ظروف فلسطين تحت الاحتلال الأسباني، حتى تحررت ونالت حريتها، بفضل المقاومة المسلحة للثوار الفنزويليين، مشددا على أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار اختلاف أدوات كل مرحلة زمنية، وأن هناك مسارات أخرى على طريق دبلوماسية السلام، وليس بالضرورة بندقية الثوار لتحرير الأوطان .
وقال السفير ويلمر أومار بارينتوس، خلال مؤتمر صحفي، تحدث فيه عن الحقوق السيادية لفنزويلا في منطقة جوايانا إسيكيبوا، الأصول والمحطات التاريخية للنزاع، والاستفتاء الذي يجري يوم الأحد 3 ديسمبر المقبل، ليدلي الشعب الفنزويلي برأيه بشأن الإقليم عبر صناديق التصويت الحرة، لا قرارات التحكيم المسيسة، والموجهة، بل وربما المعلبة في معامل دوائر صناعة القرار في الدول العظمى، التي تعطي لنفسها حق الوصاية والهيمنة على الشؤون الداخلية، والسيادية لدول أخرى، كاملة السيادة، وأعضاء لهم نفس الحقوق المتساوية تحت القبة الأممية، بمنظمة الأمم المتحدة.
الروح البوليفارية
ورغم الهموم الفنزويلية ممتدة الجذور، إلا أن روح البوليفارية طغت على لقاء السفير الفنزويلي ويلمر أومار بارينتوس مع الصحفيين، فبدأ حديثه بإلقاء الضوء على واقع القضية الفلسطينية الراهن، والحرب العدوانية الغاشمة التي تعرض لها قطاع غزة، تحت القصف الإسرائيلي، وسقوط آلاف الشهداء الفلسطينيين من المدنيين العزل، أكثرهم الأطفال، النساء، والشيوخ، وتدمير للمباني والبنية التحية، والمحاولات الإسرائيلية المدبرة بتهجير مليوني مواطن من القطاع باتجاه سيناء المصرية، ليسدل معها الستار على قضية فلسطين، وإعلان وفاتها قبل موتها .
مخطط التهجير
وثمن ويلمر أومار بارينتوس ، موقف القيادة المصرية الشجاع في إجهاض المخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة المحتلة، وتفريغ القضية الفلسطينية، وتصفيتها، مؤكدا أن الرئيس فنزويلي نيكولاس مادورو، أكد كثيرا على موقف فنزويلا قيادة وحكومة وشعبا، الدعم والمساند للخطوات والإجراءات التي تقوم بها جمهورية مصر العربية، بشأن قضية فلسطين، وأن الفنزويليين مع الحق الفلسطيني، الذي يناضل من أجل الحصول على استقلاله، وحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس .
مصر وقطر
وقال ويلمر أومار بارينتوس ، إن فنزويلا أيضا، داعمة لتحرك جامعة الدول العربية من أجل مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة قادة إسرائيل على ما ارتكبوه من جرائم بحق الفلسطينيين، وأنه بجانب ذلك، لابد من موقف دولي ضاغط في اتجاه استمرار هدنة غزة، التي تحققت بفضل جهود ومساعي ونجاح للدبلوماسية المصرية والقطرية، وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار، موضحا أن فلسطين يوما ما سوف تتحرر، لأنها قضية عادلة، خاصة في ظل زيادة عدد الدول المتعاطفة، بعد تراجع غالبيتها عن دعمها ومساندها السابقة للاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أدركوا الحقيقة، وشاهدوا جميعا حجم الانتهاكات اللانسانية، وجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، على مرأى ومسمع من القوى العظمى المهيمنة على صناعة القرار العالمي.
دبلوماسية السلام
وأوضح السفير ويلمر أومار بارينتوس ، بأنه على الرغم من أوجه التشابه الكبيرة في الحالتين الفلسطينية والفنزويلية، سواء بالنسبة للإحتلال ومجازر المحتل، وسقوط الشهداء، وإن كانت قد فرضت على الفنزويليين حمل السلاح، لأنه لم يكن هناك من خيارات بديلة أمامهم، فرضتها ظروف المرحلة التاريخية للكفاح في مواجهة قوة الاستعمار الأسباني، إلا أنه لايمكن إعتباره هو الخيار الوحيد في التحرر حاليا، بل هناك مسار دبلوماسية السلام، الذي يتناسب ولغة هذا العصر، إمكانية مخاطبة الرأي العام العالمي، والضمير الحر، من أجل أن يعم الإستقرار في الإقليم والعالم، وتستمر مسيرة التنمية العالمية .
مصر وفنزويلا
ثم انتقل السفير ويلمر أومار بارينتوس، للحديث عن الزيارة المثمرة لوزير الخارجية الفنزويلي للقاهرة يومي 5 و 6 نوفمبر الجاري، بإعتبارها تشكل خطوة مهمة في نمو العلاقات الثنائية بين الدولتين، حيث تم بحث العديد من المجالات محل الإهتمام المشترك، كالزراعة، والبترول والغاز، والبتروكيماويات، وصناعة الأدوية خاصة، والثقافة، والزراعة، حيث جرت مناقشات مع مع وزير الزراعة المصري بشأن تبادل المنتجات الزراعية، وما يمكن أن تساعد به مصر فنزويلا لاستثمار وزراعة نحو 24 مليون هيكتار من الاراضي الزراعية الخصبة، بما لدى المصريين من خبرات زراعية، فضلا عن بحث إعادة إحياء اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين، وسوف تعقد في العاصمة كاراكاس الجولة الثانية لهذه اللجنة، التي تسهم في تعزيز العلاقات التجارية المشتركة، التي كانت قد توقفت منذ ثورة يناير 2011 .
جوايانا فنزويلية
وفي محاولة لتوضيح الصورة للرأي العام المصري والعربي، والعالمي، بشأن ما يحدث في منطقة جوايانا إسيكيبوا.. أكد السفير ويلمر أومار بارينتوس، أن فنزويلا تتمسك بحقها السيادي الشرعي، وترى أن الحل الوحيد والصحيح هو خيار الإستفتاء عبر صناديق التصويت، وليس آليات التحكيم داخل أروقة محكمة العدل الدولية، والمعلبة أحكامها سلفا في دوائر صنع قرار القوى العظمى، موضحا أهمية هذا الإقليم من حيث ما يزخر به من معادن وثروات، وبها ثاني اكبر احتياطي من الذهب بالعالم، وما تملكه من احتياطيات نفطية ضخمة، فضلا عن كمية المياه المتوفرة، أنها سوف تظل جزءا من الأراضي الفنزويلية، التي لا يمكن التنازل عنها، محملا المملكة المتحدة البريطانية مسؤولية هذا التوتر على حدود فنزويلا، منذ الاستعمار البريطاني في السابق .
وأضاف السفير ويلمر أومار بارينتوس، أن جوايانا، وجزء من المعارضة الفنزويلية تستقوي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتستعدي واشنطن على فنزويلا، وتبارك الحصار الإقتصادي الذي تفرضه أمريكا على الشعب الفنزويلي منذ فترة، وتسبب في تدهور عملية التنمية والنمو، وتراجع نصيب الفرد في مستوى المعيشة، وانتقاله من مصفوفة الرفاهية والدخل المرتفع، إلى الفقر، والتدهور في الخدمات والرعاية التعليمية والصحية، لافتا إلى أن إرادة الفنزويليين أقوى من كل هذه المؤامرات الخارجية وخيانة بعض المعارضة للوطن، وأنه يوما ما سوف ينتصر الشعب الفنزويلي، ويزدهر إقتصاد فنزويلا، ويتم إعادة ترميم كاملة بما فيها الإقتصاد، وتحقيق الرفاهية للفنزويليين.