آراء

د.فتحي حسين يكتب: بعد إعلان الهدنة ..خسائر إسرائيل في حربها علي غزة

بلا شك أن الحرب التي توقفت مؤقتا فيما يسمي بإعلان الهدنة بين إسرائيل وحماس بفلسطين ،حصدت خسائر كبيرة للطرفين ،وخاصة للجانب الإسرائيلي! فعلي الرغم من  ابادة المنازل وقتل الأبرياء بغزة حوالي اكتر من ٢٠ الف مواطن ،واصابةاكثر من ٤٠ الف مواطن فلسطيني من غزة،نصفهم وفقا الاحصائيات الرسمية من الأطفال ،فضلا عن تدمير البنية التحتية والمنازل والبيوت والعمارات والمدارس والمستشفيات والأسواق والجوامع والكنائس ،والعالم يتفرج وكأنها فيلم اجنبي انتاج هوليود ،ثم يخلدون بعدها الي النوم الهادئ وكأن شيئا لم يكن ،بالرغم من انتهاكات إسرائيل وامريكا لكل الاعراف والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان!

لكن علي الوجه الاخر نري خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي الأكثر قوة بالطبع وعتاد وأسلحة وجيش من جماعة حماس في المقابل ،الا أنه كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة ،وحتي بعد مرور ما يقارب اليوم الخمسين من بداية الحرب في ٧ اكتوبر الماضي حتي الان.

نجد أن الخسائر الإسرائيلية كثيرة والحمد لله ، وايضا امريكا الشريك الاستراتيجي للكيان اليهودي ،الغائب الحاضر دوما في أي نزاع مع إسرائيل! فهي وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وهي الغطرسة والبلطجة وعدم مراعاة حقوق الإنسان دوما !

وإذا نظرنا الي دول إسرائيل المحتل الغاصب لأراضي فلسطين فنجد أن هناك خسائر بالجملة فى الاقتصاد الإسرائيلي منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى ،حيث شهدت المؤشرات الاقتصادية على كافة المستويات تراجع كبير كان أولها هبوط حاد فى الأسهم بالبورصة الإسرائيلية، قدرة بحوالى مليار دولار !

تلاها انخفص حاد و غير مسبوق في العملة المحلية الإسرائيلية وهي ” الشيكل” حيث بلغ أدنى مستوى له منذ 2015 كما شهدت الأسواق انخفاضات حاده بعد عملية 6 اكتوبر !!.

بالإضافة إلى الأزمة الكبرى والتي سوف تلقى بظلالها على المدى القصير والطويل على سوق العمل فى إسرائيل إلا وهى استدعاء الاحتياط من الشباب الإسرائيلي والذى يقدر بحوالي 350 ألف جندى 99%منهم يعملون فى مهن حيوية وهامة مما يؤدي إلى إصابة النشاط الاقتصادي بالجنوب بالشلل التام ،وهو ما يجعلهم يستنزفون أموالا طائلة مقابل هذا التحرك والتدريب والاستعداد، حتي بلغ الانفاق اليومي ما يقارب ال٢٠٠ مليون دولار ،حيث وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في إحدى تقريرها عن تداعيات الحرب واصفه الاقتصاد الإسرائيلي بالمترنح نتيجة زيادة الإنفاق العسكري مع استمرار توجيه الضربات الجوية لقطاع غزة!!

في حين كانت إسرائيل تنتظر التصنيف الائتماني تحصل فيه على تقيم إيجابي يعزز من زيادة الاستثمارات الأجنبية فى قطاع السياحة ولكن ماحدث في 7 أكتوبر وجه ضربة قاسية له حيث تراجعت نسبة الإقبال على الفنادق السياحية في تل أبيب بنسبة 60%!!

وحظرت وكالة موديز العالمية من مخاطر استمرار التوتر العسكري عليها واكدت أنه سوف يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل على الاقتصاد الإسرائيلي !!

وفى تقرير صادر عن هبوعليم هو احد اكبر بنوك اسرائيل أن خسائر اسرائيل من هجمات حماس بلغت على أقل تقدير 15%من الناتج المحلي الإجمالي اى 27 مليار شيكل هو ما يعادل 6.8مليار وأوضح البنك أن هذا سوف يؤدى إلى زيادة العجز بما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام القادم لتصبح خسائر اسرائيل هى الأعلى منذ حرب اكتوبر 73 !!

وفي نفس السياق أكد ت إحدى البنوك في اسرائيل أن تكلفة عملية الجرف الصاعد كلفت اسرائيل حوالى3.5 مليار شيكل وفى تقرير لصندوق النقد الدولي فى مشاوراته مع إسرائيل اوضح أن الاشتباكات العسكرية أثارت بشكل كبير على الاقتصاد الإسرائيلي وزادة من نزيف خروج أموال المستثمرين الأجانب من السوق الإسرائيلي بالإضافة لاستمرار تراجع القوة الشرائية للاسر!!

كما أن الصندوق كان يأمل أن ينخفض الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي بشكل أكبر ويظل أقل من60%الا أن تبعات الضربات العسكرية أطاحت بحلم إسرائيل في الوصول إلى مؤشرات اقتصادية إيجابية تساعدها في مفاوضاتها مع الصندوق وفى ظل حشد الآلية العسكرية الإسرائيلية لجتياح قطاع غزة بريا ترتفع معه التكلفة المادية وترى الدوائر الاقتصادية أن الخسائر المحتملة جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة سوف يؤدى إلى شلل فى الاقتصاد بالإضافة استنزاف بورصة تل أبيب واوضحت أن تكلفة الحرب على غزة تقدر يومياً بمليار دولار وأن حجم الخسائر سيعتمد على تطور ساحة الحرب وهل سوف تمتد لجهات أخرى ام لا؟

ورغم كل الدعم العربى الذى يقدم لإسرائيل خاصةً من المنظمات الصهيونية العالمية والتى تضخ أموال طائلة الان لإسرائيل لمساعدتها في حربها على غزة إلا أن كل المؤشرات تؤكد أنه سوف يظل فترة طويلة يعانى من تداعيات حربه على قطاع غزة. الاقتصاد الإسرائيلي يترنح 6.5 مليار دولار خسائر 7 أكتوبر و مليار دولار يوميا خسائر فى حالة الاجتياح البرى!

ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة فقد ارتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 14128 شهيداً بينهم أكثر من 5840 طفلاً و3920 امرأة.كما ارتفع عدد الإصابات جراء العدوان الإسرائيلي إلى 33 ألف إصابة أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء. كما ارتفع عدد المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 6800 مفقود بينهم أكثر من 4500 طفل وامرأة.كما أن هناك 205 شهداء من الكوادر الطبية و22 من الدفاع المدني و62 صحفياً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.!

ورغم اعلان الهدنة الدولية ووقف إطلاق النار بين الطرفين لمدة أسبوع إلا أن إسرائيل لم تحقق الهدف من الحرب ،رلما كان هدفها هو القضاء على حماس بغزة وتحرير الأسري الإسرائيلين،وهو ما لم يتحقق لهم حتي الان ،ومن ثم يمكن أن نقول إن إسرائيل ومن ورائها أمريكا هما الخاسرين الأكبر وليس أهل غزة الضعفاء ،ولله في خلقه شئون!!

زر الذهاب إلى الأعلى