الشاعرة….. آيات عبد المنعم
لا تمشطنِي بِعَينيكْ
أنَا لا أَودُّ أَنْ أَلتَفَّ بِكَامِلِ شَعرِي
حَولَ عُنُقِـكَ أَو الخِصرِ!!
وَلا أَوَدُّ أَن أَكتَسِيَ ذِرَاعَكَ
بِجُهَنَّمِيَّةِ الأَحلامِ وَالأَلوَانِ تِلكَ..
رُبَّمَا كُلُّ مَا كُنتُ أَوَدُّ استِعَارَتَهُ
هُوَ الصَّوتُ المُمكِنُ؛
حَتَّى أُنَادِيَني بِاسمِكَ..
وَأرتَسِمَ فِي عَينَيكَ كُحلاً بَاهِتـًا..
أَو ظِلا!
وَحيًا لِلخَيَالِ..
جَنـَّةً مِنَ الخُلدِ، بَاطنُها النعيمُ،
تَكسُوهَا العَنَاقِـيدُ، وَأطيَافُ الحَيَاةِ.
رُبَّمَا مَا أَردْتُ أَنْ أَشرَبَ خَمرَ رَاحتَيكَ..
وَلا أَنْ أَتقـَوقـَعَ فِي كَهفِ صَدرِكَ مُضغَةً
لا قـَبضَةً، وَلا تَنهِيدَةً..
عَوانٌ بَينَ ذَلِكَ!
كُلُّ مَا أَضمَرَتُ: تَمنَّيْتُ عليكَ..
أَنْ تَحتَفِظَ بِابتِسَامَتِكَ الأُولَى لِي،
أَلا تَقـتَرِبَ.
فَلا تُعانِقـْنِي وَلا تُحِبَّنِي بَعدَ الآَنَ أَكثرَ..
آَنستُ مِنكَ مَا تَشُدُّ إِليهِ الرُّوحُ بَعضَ رِحَالِهَا
وََأَخذتُ فِي سِرِّ التَّجَلِّي، قـَبَسًا مِنَ الرَّحَمَاتِ
نَهرًا تَدَفـَّق، تَواترَ بَعض َشَريَانِي؛
فَألهَمَنِي.. وَأَدهَشَنِي اتـِّجَاهًا
والآَنَ.. مَاذَا سَأفعَلُ حَتَّى تَنسَانِي؟!
حَتـَّى تَكُفَّ عَنِ ازدِرَائِي،
حَتَّى تَلفظَنَي بَعِيدًا
خَارِجَ دَوَائِرَ ذَاكِرَتِكَ
المُتَرَبِّصَةِ.. الشَّائِكَةِ!
فَلا تُمَشِّطْنِي بِالنَّظَرِ مَرَّةً أُخرَى
حِينَ أَلقَـاكَ
رُبَّمَا كَانَ كُلُّ مَا فِي جَانِبِي الشَّرقِـيِّ..
بَابٌ.. دَربٌ مِن سَرَابٍ
بَاطِنُهُ نعيمُكَ..
وَظَاهِرُهُ الرَّجَاءْ.
