بلاش عصبية وتوتر و يأس.. كيف تقوي المناعة النفسية لجسمك ضد مصاعب الحياة

الناس يمتلكون أجهزة مناعة ضد الأمراض الجسمية، ولكن معظمنا لا يعرف أننا نمتلك أجهزة مناعة ضد الأمراض النفسية، فكما ان بعضنا يصاب بالانفلونزا بداية الشتاء ولا يصاب بها آخر حتى لو مطرت الدنيا ثلجا ، كذلك الحال مع المناعة النفسية التي تعني قدرة الجسم على التصدي لمعظم الأمراض النفسية والعصبية.

يقول الدكتور قاسم حسين صالح، رئيس الجمعية النفسية العراقية ان الأبحاث والدراسات اكدت أنه كلما قويت المناعة النفسية للجسم قلّ حدوث الأمراض النفسية، وكلما قلّت الأمراض النفسية قلّت الأمراض العضوية، وان الكثير من الأمراض النفسية تؤدي إلى أمراض عضوية، والكثير من الأمراض العضوية سببها أمراض نفسية.

اضاف ان البعض يولد بجهاز مناعة قوي ضد الامراض الجسمية وآخرون يصابون بها بمجرّد (عطسة) من المقابل، كذلك الحال مع المناعة النفسية وكل واحد وحظه.

وقال الدكتور قاسم حسين صالح، رئيس الجمعية النفسية العراقية ان الانسان يستطيع ان يقوّي جهاز مناعته النفسي بنفسه، واليك الوصفة:

 

 عزز ثقتك بنفسك وكن واقعيا

في تقييم قدراتك وامكاناتك ومهاراتك.لا تبالغ فيها ولا تقلل من قيمتها..وضع لك هدفا يتماشى معها ولا يفوقها كي لا تصاب بالاحباط. واذا كان هدفك بعيد المدى..قسّمه لأهداف قصيرة، وكافيء ذاتك على كلّ هدف تنجزه بأن تقضي سهرة مع عائلتك..اصدقائك، او تناول وجبة طعام تحبها..ما يجعل ذاتك تشعر انك تمنحها تقديرا يشجعها ويدفعها للأمام.

كن يَقِظًا لكل ما يحيط بك

 احصر الأشخاص والمواقف والأحداث التي تُحفِّزك وتشعرك بالضغط وتَجنَّبها قدرَ الإمكان، ولا يعني ذلك أن تكون جبانًا وغير قادر على المواجهة، وإنما يعني تفادي ما يُمكن تفاديه دون خسائر.

تَجنَّب الإرهاق، ولا تعمل لفترات طويلة

خذ قسطًا من الراحة عندما تعمل لفترة طويلة، وتذكَّر أن المهم هو جودة ما تُنتِجه لا كَمُّ ما تُنتِجه.

تعلَّم كيف تكون مرنًا في تعاملك مع ضغوط الحياة

 ولا تسمح لها بأن تشوِّه مظهرك وتُفقِدك طبيعتك. وقدّر ان هنالك اشخاصا ومواقف وظروفا تفرض نفسها عليك فرضا، وانك مهما بذلت من جهد فسيطرتك عليها محدودة، وانك تحتاج الى الصبر والمرونة.

أحسن الظن بالآخرين وكن إيجابيا

 وحاول أن تلتمس لهم الأعذار. سامحهم لأن ذلك يدعم مناعتك، وتذكر قولنا الماثور (ربّ ضارّة نافعة) ما يعني ان تنظر دائما للجوانب الإيجابية من المحن التي تمر بها.

اضحك من قلبك وانسَ الهموم والمتاعب

تشير الدلائل إلى أن الضحك يرفع الروح المعنوية ويضاعف من قدرة الجسم على تفادي بعض الأمراض.. فالتجارب أثبتت أن من يتابعون البرامج المسلّية والمضحكة يتمتعون بقدرة فائقة في الحفاظ على جهازهم المناعي.

تمتع بحياة عاطفية سليمة

 وكن قادرا على ان تعطي في الحب اكثر مما تأخذ.. واختر شريكك المناسب وتبادل معه المشاعر بتلقائية.

ضاعف عدد معارفك وعزز روابطك الاجتماعية

 تعرّف على المزيد من الأصدقاء، واقضِ معهم أطول فترة ممكنة، وضاعف نشاطك الاجتماعي بالاشتراك في أعمال تطوعية أو حضور ندوات وأمسيات أدبية.

واشار الدكتور قاسم حسين صالح، رئيس الجمعية النفسية العراقية الىإن ما سبق يُعَد وقاية نفسيَّة، لكنها وحدها لا تغني، فهناك جانب بيولوجي عليك مراعاته، حيث يحتاج جسدك للراحة والنوم، من ست إلى ثمان ساعات يوميًّا، فللنوم والراحة تأثير قوي على صحة الفرد وقدرته على مواجهة الضغوط النفسية، وهناك أيضًا ممارسة الرياضة واسهلها المشي في الأماكن المفتوحة.

وتابع قائلا:هناك معلومة لا يعرفها كثيرون هي ان نوع الغذاء الذي نتناوله له علاقة بالمناعة النفسية، فهنالك اغذية تضعفها واغذية تقويها. وبدون الدخول في التفاصيل، اتبع هذه القاعدة العامة: تناوَل من كلِّ الأصناف باعتدال وتنوُّع، تحصل على الفائدة مكتملة..ولتكن بوجبات متوازنة وبكميات معتدلة، ولا تنشغل،بالاحرى..لا تنشغلي بالمواقع الالكترونية الخاصة بالاغذية والعناوين الجذابة التي تخصص فواكه دون غيرها،فكل الفواكه والخضروات الطازجة لها مفعول السحر في تقوية المناعة النفسية، وهي مثل (البطنج) للحية في طرد اليأس!

ربما ستقول: حيل دكتور..كل القائمة الطويلة لازم اعملها..حتى اقوّي جهاز مناعتي النفسية وما اشعر ابد باليأس..فأجيبك: ابدأ بأسهلها..وسترى بعد ذلك.

 

 

السعادة الزوجية

 

 وأثبتت الدراسات أنّ التنفس العميق والتأمل يساعدان على التخلّص من مستويات هرمونات التوتر في الجسم. ومن شأن هذه الهرمونات أن تسبب الإلتهابات التي تكون المسبب الأول لأمراض المناعة الذاتية.

 

إجعلي المشي جزءًا من نمط حياتكِ

 ليس من المفترض أن يكون المشي لمدة طويلة أو بسرعة. إخرجي قليلاً الى خارج منزلك أو العمل، وإمشي لمدة 20 دقيقة. أثبتت الأبحاث أنّ هذه الممارسة المعتدلة من رياضة المشي سواء في الأماكن المقفلة أو المفتوحة تساعد في صلابة الجسم وحصوله على مناعة ذاتية، كما أنها تسهم في تحسين المزاج.

 

حددي ساعة يومية للراحة

 ليس من الضروي أن تنامي خلال هذه الفترة، بل يمكنك الإستلقاء، القراءة، أو التأمل، وستكون النتائج مدهشة. لا تكوني محرجة في ذلك، إخبري عائلتك أو مديرك في العمل بإحتياجك الضروري لهذه الساعة. من شأن هذه التقنية أن تجعلك منتجة وحيوية خلال بقية النهار.

 

إبحثي عن الدعم

قد يكون عائلتك أو أصدقائك، أو أيضاً هؤلاء الاشخاص الذين يشاركونكِ المرض ذاته. ومهما يكن من تختارين، فأنتِ بحاجة الى أشخاص يدعمونك في حياتكِ، وخاصة في الأوقات التي لا تستطيعين خلالها رفع أي غرض، مهما كان صغيرًا، عن الأرض.

 

تعلمي أن تكوني بطيئة

 أكدّت الدراسات أن أكثر النساء المتكيفات مع أمراضهن المزمنة، هن اللواتي تعلمن أن يكن بطيئات في العمل. أضيفي على أعمالك وحياتكِ كل ما لا يجلب التوتر. يمكنك أيضاً تكييف نفسك مع كل ما تستطيعين إنجازه في أعمالك لتكوني مرتاحة. وإتبعي الأسلوب التالي: بدلاً من أن تجعلين المرض يناسب حياتكِ، إجعلي حياتكِ تتكيف مع المرض. ستشعرين بأفضل حالٍ، وستجدين نفسكِ قادرة على التعامل مع المرض بشكل أفضل.

 

شاركي في علاج نفسك

 كيف يكون ذلك؟ إذا كان طبيبك الخاص لا يستمع إليكِ جيداً، ويقلل من أهمية الشكاوى الخاصة بمرضكِ، أو يرفض أي نهج بديل أو مرادف للعلاج الطبي، وكذلك لا ينصح بأي علاج آخر، فيما تجدين أن هناك وسائل أخرى تفيدك، لا تترددي وحاولي البحص عن طبيب آخر وطرق علاج بديلة. 

 

تأقلمي مع فكرة إنّك في رحلة طويلة لا نهاية لها

 العيش مع مرض مزمن، لا يمكن الشفاء منه، يتوجب عليك أن تتأقلمي معه. فعندما تعانين من أحد أمراض المناعة الذاتية، تشعرين بالضعف، ولكن يجب أن تركزي على طرق العلاج والنواحي الإيجابية من أجل الإستفادة منها.. 

و حاولي أن تعتادي على مرضك ولا تستلمي له، واسعي إلى التفاؤل فهو السلاح الأقوى والأنفع. 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى