أهم الأخبارتحقيقات و ملفاتحوادث

احترس منحدر الموت بفوكة.. وأهالي الضبعة يحملون وزارة النقل المسئولية

قيادات شعبية ونواب مطروح يطالبون الشركة المنفذة إضاءة الطريق ولافتات إرشادية لحماية أرواح المواطنين


كتب: محمد حربي
البشر قبل الحجر، والمجتمعات المتقدمة تجعل الإنسان محور التنمية وهدفها، وتحاول مصر اللحاق بهذا الركب المتقدم، ومع الجمهورية الجديدة، تتبنى القيادة المصرية، مفاهيم الارتقاء بجودة الخدمات في شتى مناحيها، ومنها تدشين ” المشروع القومي للطرق “، الذي خصصت له الدولة ميزانية ضخمة تقدر بمليارات الجنيهات، مما جعل الترتيب المصري يتحسن على مؤشر التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، من المركز 118 عام 2014 م، إلى المركز 28 في عام 2019 م، إلا أن منحدر الموت بقرية فوكة التابعة لمركز ومدينة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، بما يمثله من تهديد مستمر لأرواح المواطنين، أفسد على الأهالي والقيادات الشعبية فرحتهم بهذه النهضة، وارتفعت أصواتهم، لتحمل وزارة النقل، والشركة المنفذة، مسئولية دماء الضحايا التي تنزف على الأسفل من وقت لآخر، بسبب عدم وجود إضاءة ولا لافتات إرشادية وتحذيرية، لذا استغاثوا بصحيفة و”بوابة العمال ” لدق ناقوس الخطر، وتوصيل صوتهم للفريق المهندس كامل الوزير، وزير النقل.
ظل ولسنوات طويلة، منحدر الموت بقرية فوكة، التابعة لمركز ومدينة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، يشكل تهديدا لأرواح المواطنين، ونزيفا مستمرا للدماء على الإسفلت، وواحدة من حوادثها المروعة، كانت حصيلتها 45 ضحية، وإصابة 38 شخصا آخرين، عندما تصادم قطار مطروح مع عدد من سيارات وأتوبيسات المصيفين، على المزلقان الذي يقطع طريق القرية – ذو المنحدر الشديد للقادم من الغرب في اتجاه الإسكندرية شرقا -، في صيف 16 يوليو عام 2008، وما بين الحين والآخر، تتكرر الحوادث، دون أن يلتفت أحد من المسئولين لعلاج جذري لأسباب المشكلة، لا بإنشاء كوبري أعلى سكة القطار، ولا حتى بنقل كامل لوصلة السكة الحديد بالقرية لجنوب الطريق الدولى، منعا لوقوع الحوادث، وحماية لأرواح المواطنين.
محافظ مطروح.

من جانبه أشاد هاني أبو قاوي الجميعي، أمين شباب المحافظة، عضو نموذج محاكاة مجلس الشيوخ التابع لوزارة الشباب والرياضة، أنه بإسم كل أبناء الضبعة ومرسى مطروح، بالجهود التي يقوم بها اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، وتواجده الدائم في قلب الحدث، وفتح مكتبه دائما أمام الأهالي، والاستماع إلى شكواهم، وإصدار التوجيهات بحلها، كما أعربوا عن إعتزازهم بأعمال التطوير التي يشهده الشريط الساحلي إسكندرية – مطروح، وأنه شيء يبعث على الفخر،ضمن خطة الدولة للتنمية بالساحل الشمالي، حيث كل اتجاه به عدد 6 حارات، مع حارتين خدمة في كل إتجاه، مع كباري وأنفاق، على مسافات معينة.
حوادث مروعة
وقال هاني أبو قاوي ، إن مزلقان فوكة كان يقطع الطريق الساحلي إسكندرية – مطروح، وعلى أثر حادثة مروعة تصادم قطار مع سيارات، راح ضحيتها عشرات الوفيات ومئات الإصابات، تم بعد عام 2011 إنشاء كوبري أعلى المزلقان في الاتجاهين، وبعد التوسعة التي شهدها الطريق الساحلي خلال العام الماضي، أصبح هذا الكوبري يخدم إتجاه واحد، هو القادم من الإسكندرية شرقا، في إتجاه مدينة مطروح غربا، أما الإتجاه العكسي، يمر أسفل الكوبري ويعبر المزلقان.
الكتل الخرسانية
وأوضح هاني أبو قاوي، بأنه نظرا لوجود منحدر شديد، قبل مزلقان فوكة في الاتجاه القادم من مطروح غربا إلى الإسكندرية شرقا، يترتب عليه عدم قدرة قائد السيارة على عملية التحكم في المركبة، أو ايقافها عند المزلقان، مع عدم وجود إضاءة ليلا، أو لوحات مرورية فوسفورية إرشادية، لذا تحدث حوادث السير المتكررة والمروعة، والتصادم في الكتل الخرسانية الناتجة عن أعمال توسعة الطريق، وتنقلب السيارات، وتنزف دماء الضحايا على الأسفلت.
عمال المزلقان
وأشار هاني أبو قاوي، إلى أنه يقترح لحل هذه المشكلة، وتفادي الحوادث المتكررة، ضرورة إنشاء كوبري إضافي أعلى مزلقان سكة حديد قرية فوكة، للإتجاه القادم من مطروح نحو الإسكندرية، وإلى أن يتم ذلك، يمكن لهيئة السكة الحديد فتح المزلقان وتعيين عاملين أحدهم وردية ليلية والأخر بالنهار، مع وضع لافتات ارشادية، وتمركز لدورية من رجال المرور لضبط حركة السير والسرعة لقائدي السيارات، خاصة الذين يترددون لأول مرة على الطريق، ويتفاجئوا بالموقف، ويكونوا الأكثر عرضة لارتكاب الحوادث في هذه المنطقة.
رئيس الضبعة
وأضاف هاني أبو قاوي، أنهم كثيرا ما خاطبوا رئيس مجلس مدينة الضبعة، من أجل إنارة المداخل على جانبي الطريق عند منحدر الموت، لتأمين أرواح الأهالي من سكان التجمعات السكنية التي يبعد بعضها نحو 300 متر تقريبا، دون أي استجابة – خاصة مع وجود فتحات على جانبي الطريق، وكتل خرسانية مبعثرة من بقايا أعمال توسعة الطريق، تصطدم بها السيارات لعدم وجود إضاءة ليلا، وأنهم يحملونه المسئولية التضامنية مع وزارة النقل فيما يقع من حوادث، معربا عن أملهم في استجابة سريعة من المسئولين لوضع حد لمسلسل نزيف الدم على اسفلت قرية فوكة.
منحدر ومزلقان
من جانبه، أكد العمدة عمران إمبيوة، عمدة قبيلة القناشات بمطروح، أن الجميع يساند توجهات الدولة في عملية التنمية، كما أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الطفرة وحجم الإنجازات في قطاع الطرق، والتوسعات في الإتجاهين الاسكندرية – مطروح، والعكس، ووجود 6 حارات في كل إتجاه، إلا أنه تبقى مشكلة منحدر ومزلقان فوكة بحاجة إلى حل، خاصة مع وجود حواجز وكتل اسمنية، بدون عاكس ضوئي ليلا، مما يتسبب في وقوع كثيرا من الحوادث.
خفراء وإضاءة
وقال العمدة عمران، إنهم يطالبون بضرورة استكمال الجزء الاخر من الكوبري، لتفادي وقوع الحوادث، خاصة لمن هم لا يعرفون الطريق ويرتادوه لأول مرة، كما يجب أن تقوم وزارة النقل، والهيئة الهندسية المسئولة عن تنفيذ الطريق بإضاءة هذه المنطقة، وعمل لافتات إراشادية تضئ في الليل، لتحذير قائدي السيارات من وجود منحدر خطير أمامهم، والاحتراس من الكتل الخراسانية، وكذلك على الإدارة العامة للمرور أن تقوم بعملية تمركز من أجل إرشاد السيارات القادمة، وفتح مزلقان السكة الحديد، وتعيين خفراء عليه.
الشركة المنفذة.

من جانبه أكد النائب جمال الشورى عضو مجلس النواب عن مطروح، أهمية تناول الموضوع، بعيدا عن التهويل، الذي قد يضخم المشكلة، لدرجة تجعلنا نغفل الجهد الذي قامت به إدارة المهندسين بالقوات المسلحة المشرفة على تكملة طريق الضبعة مطروح، والتي أنجزت وانتهت من الكباري، وتتبقى تحويلة واحدة عند قرية فوكة.
وقال النائب جمال الشورى، إنهم يقدرون سبب التأخير في إنهاء هذه التحويلة، خاصة وأنه جاري العمل على تحويل مسار القطار إلى جنوب الطريق الساحلي، ولكن إلى أن يتم ذلك، فهم يطالبون الشركة المنفذة بضرورة إنارة الطريق، ووضع لافتات مضيئة ليلا وعلامات إرشادية، يهتدي بها قائد المركبات أثناء السير، لتفادي الحوادث.
تحويل القطار
أما النائب عيسى أبو تمر عضو مجلس النواب، فقال إنهم بالتعاون مع محافظة مطروح، طالبوا وزير النقل بضرورة عمل الكوبري، وحل المشكلة، موضحا أنه سوف يتم تحويل مسار قطار السكة الحديد إلى جنوب الطريق الساحلي، حيث جاري العمل فيه حاليا، في المسافة من فوكة لسيدي حنيش “حدود رأس الحكمة” من الناحية الغربية، وهذه المسافة تبلغ نحو 20كلم.
مهمة المرور.

من جانبه أكدت محافظة مطروح في بيان صادر عن المركز الإعلامي، أن اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، يتابع بشكل مستمر الوضع على طريق فوكة، لإيجاد حل للمنحدر الشديد قبل مزلقان السكة الحديد، لمنع تكرار حوادث السير، من خلال إتخاذ إجراءات فاعلة، حيث قام بمخاطبة كل من وزارة النقل والمواصلات، وكذلك هيئة السكة الحديد، والإدارة العامة للمرور لتحمل مسئوليتهم، والقيام بالدور المنوط بهم، خاصة الإدارة العامة للمرور، ومهمته في وضع علامات إرشادية قبل مدخل الكوبري من ناحية إسكندرية ومن ناحية مطروح ،وكذلك تركيب طواحين وأقماع وإشارات مضيئة، بالإضافة إلى تواجد أفراد خدمات بالموقع ٢٤ ساعة للتحويلات، على مسار الطريق قبل وبعد الكوبري، تفاديا لوقوع الحوادث والحفاظ على سلامة أرواح المواطنين، بما يحقق الصالح العام .

زر الذهاب إلى الأعلى