عادل عبد الصبور: الإعلام العربي لا يؤثر في الرأي العام العالمي.. وإتحاد عمال مصر له دور إيجابي في دعم القضية الفلسطينية
.كتبت: فوقيه ياسين
أوضح عادل عبد الصبور رئيس تحرير موقع وجريدة العمال، أن الإعلام العربي غير قادر على التأثير في الرأي العام العالمي مقارنة بالإعلام الصهيوني والغربي، قائلا : الإعلام العربي مازال يخاطب نفسه ولم يتجاوز حدود أقليمه الضيق، في حين ينتشر الإعلام الصهيوني والغربي في كل أقطار الدنيا، ويحمل في مضمونه وجهات نظر سلطة الإحتلال.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية التي عقدتها أمانة الحقوق والحريات المركزية بحزب المحافظين برئاسة الكاتبة الصحفية مريم فاروق تحت عنوان”غـ . ـزة جرح غائر.. الإعلام المصري في الميزان”، للنقاش حول دور الإعلام المصري فى دعم القضية الفلسطينية،
بحضور هشام يونس وكيل أول مجلس نقابة الصحفيين، صلاح جمعة نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ،و عبير عطية مسئولة ملف الصراع العربي الإسرائيلي بمجلة صباح الخير،و الدكتور أشرف القاضي الصحفي بوكالة رويترز ، و ذلك في مقر النادي السياسي للحزب بجاردن سيتي.
أضاف رئيس تحرير جريدة العمال، أن الإعلام الصهيوني نجح في ترويج أكاذيبه للرأي العام العالمي بأن ماقامت به حماس في السابع من أكتوبر الماضي، هو عمل إرهابي نفذته جماعة إرهابية مسلحة، عنصرية ذات أيديولوجية دينية متطرفة ضد مواطنين إسرائيليين مدنين عزل، وأن ماقامت به حماس تحت مايسمى عملية “طوفان الأقصى” ماهو إلا ١١ سبتمبر جديد.
قال عبدالصبور أن الكيان الصهيوني أظهر المقاومة الفلسطينية علي انها صراع بين قوى الشر، متمثلة في روسيا والصين وإيران وحزب الله وحماس، وبين قوى الخير في إشارة إلى أمريكا ودول الغرب وأوروبا وإسرائيل.
وأضاف رئيس تحرير جريدة العمال ، أن الكيان الصهيوني يزعم أن ماقامت به حماس هو عمل إرهابي مسلح، نفذته جماعة تنتمي لقوى الشر لنشر الفوضى بين مدنيين أبرياء مثلما فعلت روسيا في حربها على أوكرانيا، وأن عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الإحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والمدنيين وفصائل المقاومة، إنما هو عمل إنساني يقوم به الجيش الإسرائيلي نيابة عن العالم الحر ( قوى الخير)، وعليه يجب دعم هذا العمل البطولي حتى يتخلص العالم من قوى الشر، وتنعم شعوب قوى الخير بالأمن والأمان.
أكد رئيس تحرير جريدة العمال أن القضية الأساسية تكمن في قناعات القادة والحكام، فقادة وحكام العدو الصهيوني يعلمون جيداً أهمية دور الإعلام، لذا يتعاملون معه باعتباره أهم سلاح في حربهم
و يستخدمونه دائماً لتحقيق أغراضهم ومخططاتهم الإستيطانية كفاعل أساسي في معاركهم ضد العرب، و يسخرون له كل الإمكانيات التي تمكنه من النجاح في مهمته .
في حين يتعامل حكام الأنظمة العربية مع الإعلام باعتباره مجرد آله يستخدمونها للترويج لأعمالهم وإنجازاتهم ونقل أخبارهم، وفي حال تعرض أقطارهم لأي مخاطر لا يعدو إعلامهم أن يكون رد فعل للحدث.
أشار عبد الصبور إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد تهم بعض الأنظمة والأقطار العربية، ولم تعد قضيتهم، وهناك من تنصلوا منها ويهرولون للتطبيع مع العدو الصهيوني ويؤيدون ماتقوم به قوات الإحتلال للقضاء على المقاومة الفلسطينية.
وقال إن موقف مصر الوطني العروبي الداعم دائماً للشعب الفلسطيني لولاه لضاعت القضية الفلسطينية نهائياً
ولفت الي حتمية توحيد الصف العربي ، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأساسية، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، وليست شأن داخلي كما يروج البعض
واضاف أن كل الدول العربية عليها دعم القضية الفلسطينية مادياً ومعنوياً ولوجستياً ، وتعمل على فضح أكاذيب العدو الصهيوني أمام العالم، ويكون لديها أفكار وأساليب مختلفة، غير تقليدية لإقناع العالم بالحق الفلسطيني.
وأشار عبدالصبور الي دور التنظيم النقابي في دعم القضية الفلسطينية ،والمواقف الإيجابية التي قدمها عمال مصر من خلال منظماتهم النقابية لدعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية حيث كان الإتحاد العام لنقابات عمال مصر له السبق في الضغط على المنظمات النقابية الدولية لرفض العدوان والمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال إن النقابات العمالية ،واتحادهم العام خاطبوا كل المنظمات العمالية الدولية والعربية والإفريقية الأعضاء بها لإصدار بيانات إدانة، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية و رفض تهجير سكان غزة .
ولفت الي دور التنظيم النقابي المصري في دعوة كل عمال العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتظاهر من أجل وقف العدوان الصهيوني البربري الغاشم.
وقال رئيس تحرير جريدة العمال ، أن نقابات عمال مصر واتحادهم العام أول من دعموا الشعب الفلسطيني بالتبرعات المادية وتقديم المساعدات الإنسانية من أدوات و أدوية وغذاء وبطاطين وغيرها من المتطلبات الضرورية، مشيرا إلي أن مواقفهم مثلت ورقة ضغط مهمة ساهمت في تغيير مواقف بعض الدول الكبرى الداعمة للكيان المحتل، خاصة أن العمال يمثلون الشرائح الأكبر في كل دول العالم، وبصفة خاصة في مصر والدول العربية وهم منتشرون في كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني.
أوضح رئيس تحرير جريدة العمال أن العدو الصهيوني يعرف قدر وقوة وأهمية دور الإعلام، لذا كان دائماً يستهدف الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية ليسكت صوت الحق، ويخفي جرائمة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
قدم عبدالصبور أمثلة تكشف استهداف الإعلام ومنها ، قصف جيش الإحتلال إذاعة فلسطين وقناة الأقصى وتدميرهم تماماً عام ٢٠٠٣، وفي عام ٢٠٠٧ قتل رئيس تحرير جريدة الاستقلال ومراسل وكالة رويترز، و دمر ١٧ مؤسسةإعلامية
وفي عام٢٠١٢ قتل ستة صحفيين، وفي عام ٢٠١٤ قتل ١٧ صحفياً فلسطينياً ، ودمر٢٨ مؤسسة إعلامية.
ومنذ أيام قليلة أخترقت شركة ميتا التي يمتلكها رجال أعمال صهاينة ويمثلها “مارك زوكربيرج” الرئيس التنفيذي للشركة صاحبة منصة الفيس بوك، صفحة الإعلامية المتميزة قصواء الخلالي وحذفت البث المباشر لبرنامجها هذا المساء مع قصواء، بعد غضب بعض الإسرائيليين والأمريكيين اليهود من المذيعة التي أدارت حوار لم يتعد دقيقة مع المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية “سامويل وربيرج” لم يتحمله سامويل
مما أدى لانسحابه وغلق تليفونه، وهددت الشركة بحذف قناة CBC من على منصتها “الفيس بوك” ومنصات التواصل الإجتماعي إذا ما تكرر ماحدث
في نفس السياق قرر مجلس إدارة قناة (MSNBC) الأمريكية إيقاف برنامج المذيع البريطاني الأمريكي مهدي حسن وإقالته بسبب تناولة للجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق الفلسطينيين وإحراج ضيوفه بمشاهد لا إنسانية من جنود الإحتلال
ومنذ أيام أيضا استقبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني “نتنياهو” بالأراضي المحتلة الملياردير الأمريكي “إيلون ماسك” صاحب منصة تويتر إستقبالا أسطورياً لكسب تعاطفه وتضامنه.
واصل رئيس تحرير جريدة العمال قائلاً “تلك الأمثلة تحدد قناعات و أولويات قادة الإحتلال ومدى تقديرهم للإعلام وتوظيفة لخدمة قضية الإستيطان وتحقيق حلمهم بإقامة وطن قومي لليهود في أرض الميعاد ( من النيل إلى الفرات)” .
في ختام كلمته شدد عبدالصبور على ضرورة توحيد الصف العربي والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الرئيسية.
و طالب بسرعة عقد مؤتمر إعلامي عربي لبناء إستراتيجية إعلامية مشتركة، ووضع خطة إعلامية ممنهجة،تتناول أهم أولويات القضايا التي يتم التركيز عليها و تخدم القضية الفلسطينية
كما أشار إلي أهمية إنشاء وحدة رصد إعلامية لمراقبة محتوى الرسائل الإعلامية، تقوم برصد الأكاذيب التي يروجها الإعلام الإسرائيلي والغربي، وتقدم رؤيا مختلفة لفضح مزاعم وأكاذيب الإعلام المعادي.
واقترح عبدالصبور إنشاء منصة إعلامية عمالية ضخمة تخاطب عمال العالم باعتبار أنها الشريحة الأكبر، والأكثر تأثيراً في الرأي العام العالمي، وأحدى أهم وسائل الضغط القوية على النظام العالمي المنحاز للكيان الصهيوني المحتل،.
لفت عبدالصبور إلي أهمية قيام جامعة الدول العربية بعقد إجتماع طارئ لوزراء الإعلام العرب لتوحيد السياسات الإعلامية للإعلام العربي، و توحيد المصطلحات السياسية التي تستخدم فيما يخص القضية الفلسطينية، بين كافة وسائل الإعلام العربية، وتوجيه خطابات إعلامية متنوعة للإعلام الغربي ترد على الشائعات التي يروجها.
وتمني عبدالصبور إنشاء مركز للدراسات الإستراتيجية الاسرائيلية داخل مصر وإتاحة كافة الدراسات والمعلومات للصحفيين و كل وسائل الإعلام لنقل الحقائق، مع ضرورة وضع آليات متابعة لإتحاد الصحفيين العرب، و ترجمة الصحف العبرية لمعرفة كيف تفكر إسرائيل وما تروجه داخل مجتمعاتنا.
وقال إن إنشاء قسم للصحافة العبرية داخل كل وسائل الإعلام والإهتمام باللغة العبرية.و إبراز جميع المجهودات الإنسانية التي تقدمها مصر والدول العربية للشعب الفلسطيني وليس المجهودات السياسية فقط ، أصبح ضرورة لضمان نقل كافة الحقائق، ومخاطبة العالم باللغة التي يفهمها باعتبارها حقوق إنسان ، لا خطابًا سياسيًا فقط.