كتب محمد حربي
أكد انخل ايريرا، القائم بالأعمال السفارة الفنزويلية بالقاهرة، أن البوليفاريين يساندون ويدعمون بقوة القضية الفلسطينية، ومتضامنون مع الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، موضحا أن الفنزويليين يرفضون الهيمنة الإستعمارية، وسياسة الإحتلال، واغتصاب أراضي الآخرين، ونزعات الهيمنة والغطرسة، مشيرا إلى أن السلام خيار إستراتيجي لكل من جمهوريتي فنزويلا وجوايانا التعاونية، بعد الإستفتاء الإستشاري بشأن منطقة ” إسيكيبا جوايانا”، وقال الناخب كلمته ” نعم “، التي جعلت إتفاقية جنيف عام 1966م، لا بديل عن طريق التفاوض من أجل التسوية السلمية.. جاء ذلك بمناسبة إحياء الذكرى 193 على رحيل القائد سيمون بوليفار.
وقال انخل ايريرا، القائم بالأعمال، خلال مؤتمر صحفي عقده، نيابة عن السفير ويلمر بارينتوس فرنانديس، إن الإستفتاء الاستشاري الذي جرى يوم 3 ديسمبر الجاري، حول منطقة “جوايانا إسيكيبا ” البالغ مساحتها160 ألف كيلو متر مربع، قبل إعادة ترسيم الحدود البحرية، فرض أمرا واقعا، وأصبح ملزما للحكومة الفنزويلية.
خيار السلام
وأوضح القائم بالأعمال، أن لكل من جمهوريتي فنزويلا البوليفارية، وجوايانا التعاونية إستراتيجية خاصة في التعامل مع الموقف، والمستجدات، إلا أنهما متفقتان على خيار السلام، والحوار المباشر بين الدولتين، وعلى أرضية اتفاقية جنيف عام 1966 م، دون السماح للأطراف الخارجية بالتدخل في الأمور الخاصة بالبلدين، لافتا إلى أن دور الوسطاء يقتصر فقط على مجرد تهيئة الأجواء، وربما تكون دولة البرازيل، مرشحة لاستضافة جولة أخرى من المباحثات بين البلدين.
قضية فلسطين
وأشار إلى أنهم كأحفاد لإرث سيمون بوليفار، يسيرون على نفس الدرب والنهج التحرري، في خصوصية الرؤية لحل المشاكل المتعلقة بأميركا اللاتينية، ويدافعون عن السلام العادل، ويساندون قضايا كل شعوب العالم، والمحاربة ضد الاستعمار والامبريالية والجديدة، وأن فنزويلا موقفه التاريخي ثابت من الدعم اللامحدود لقضية الشعب الفلسطيني.
الاستفتاء الاستشاري
وأضاف القائم بالأعمال، أن الاستفتاء التشاوري يوم 3 ديسمبر، الذي أجراه المجلس الانتخابي الوطني الفنزويلي ، بناء على طلب الجمعية الوطنية، كان هدفه تمكين شعب فنزويلا من تعزيز دفاعه عن إقليم جوايانا إسيكيبا والأراضي التابعة للوطن وفقًا للتقاليد والتاريخ والقانون، وكانت النتيجة ” نعم” بنسبة 98 بالمئة تقريبا، مشددا على أن أن رئيس الجمهورية نيكولاس مادورو، أعتبر ذلك إنتصارا للحقوق التاريخية.
لافتا إلى أن رئيس الجمهورية، وصف ما حدث بأنه تعبير عن نضج الوعي الوطني عند الفنزويليين، وحسم الأمر فيما يتعلق بقضية معقدة مثل النزاع الإقليمي على منطقة الإسيكيبو، وأنه في أعقاب ذلك مباشرة، وفي إطار التصديق على الطبيعة الملزمة للاستفتاء التشاوري الذي أجري يوم الأحد 3 ديسمبر، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو ، عن تسعة إجراءات استراتيجية لتنفيذ القرارات التي وافق عليها الشعب الفنزويلي دفاعًا عن الحقوق التاريخية على جوايانا إسيكيبا، خلال الجمعية العامة لمجلس الحكومة الفيدرالية، بمشاركة مجلس الدولة ومجلس الدفاع عن الأمة.
الاجراءات التسعة
وقد تضمنت الإجراءات التسعة: إنشاء اللجنة العليا للدفاع عن جوايانا إسيكيبا، وتفعيل النقاش في الجمعية الوطنية حول القانون الأساسي للدفاع عن جوايانا إسيكيبا، ونشاء منطقة الدفاع الشامل عن جوايانا إسيكيبا، حيث ستتكون من ثلاث مناطق تنمية شاملة، تعيين لواء أركان حرب، ألكسيس رودريغيس كابيّو على جوايانا إسيكيبا، وبشكل مؤقت، حتى إقرار القانون الأساسي للدفاع عن جوايانا إسيكيبا، ومنح شركتي بتروليوس دي فنزويلا والشركة الفنزويلية في جوايانا تراخيص التنقيب عن النفط والغاز والمعادن، ونشر خريطة فنزويلا الجديدة وتعميمها في جميع المدارس والثانويات والجامعات في البلاد، وتفعيل خطة الرعاية الاجتماعية لسكان جوايانا إسيكيبا، وإجراء التعداد السكاني، استخراج بطاقات الهوية لسكانها، ووضع قاعدة تحظر الاستعانة بالشركات التي تعمل أو تتعاون في الامتيازات الأحادية التي منحتها دولة جويانا في البحر المراد ترسيم حدوده.
التدخل الأميركي
كما تضمنت كذلك: الموافقة على قانون خاص يحدد مناطق حماية البيئة والمتنزهات الوطنية الجديدة في جوايانا إسيكيبا، ورفض فنزويلا، بشكل قاطع تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيما يتعلق بالاستفتاء التشاوري الذي أجري في 3 ديسمبر، وأعتبرته تدخلاً غير مقبول، وتدخلا أميركيا في الشئون الداخلية للدول، وعرقلة حق الشعوب الحرة للمشاركة الديمقراطية في أخذ القرارات حول قضاياهم الأساسية، وكذلك رفضت فنزويلا تصريحات منسوبة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ووصفها بأنها غير قانونية ومتحيزة، ومحاولة لإجبار الدولة الفنزويلية على الاعتراف بالولاية القضائية الإلزامية لمحكمة العدل الدولية.
وتحدث القائم بالأعمال، عن المسار الذي تنتهجه فنزويلا الآن، وفقا لمبادئ وقيم دبلوماسية السلام البوليفارية، وقبول الرئيس نيكولاس مادورو، مقترح كل من: البرازيل وسانت فنسنت وجزر جرينادين لعقد اجتماع رفيع المستوى مع جمهورية جويانا التعاونية، بغرض الحفاظ على منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي كمنطقة سلام، دون تدخل من أي جهات خارجية، وفقًا لما تم الاتفاق عليه بين البلدين في رحاب مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (CELAC.
اتفاقية جنيف
مشيرا إلى أنه في يوم 14 ديسمبر في أرجيل، بسانت فنسنت وجزر جرينادين، تم عقد إجتماع بين الرئيس نيكولاس مادورو، رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، والرئيس عرفان علي، رئيس جمهورية جويانا التعاونية، حيث جرت مناقشات حول المسائل المتعلقة بالمنطقة المتنازع عليها بين البلدين، والتأكيد على التزامهما بأن تظل منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي منطقة سلام، وألا تهددان بعضهما أو تستخدمان القوة ، بشكل مباشر أو غير مباشر، تحت أي ظرف من الظروف، ويكون حل النزاعات وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الموقعة في 17 فبراير 1966، مع مواصلة الحوار بشأن أي قضايا عالقة أخرى ذات أهمية مشتركة للبلدين.
الصك القانوني
كما جرى الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة من وزيري الخارجية والمختصيين في البلدين لمعالجة القضايا المتفق عليها، ورفع النتائج لرئيسي جويانا وفنزويلا، في غضون ثلاثة أشهر، كما تم الاتفاق على الاجتماع مرة أخرى في البرازيل، في الأشهر الثلاثة المقبلة، أو في وقت آخر يتفق عليه، للنظر في أي مسألة لها آثار على الأراضي المتنازع عليها .
ونوه القائم بالأعمال إلى أن اتفاقية جنيف، بالنسبة لفنزويلا، هي الأداة الوحيدة الصالحة لحل النزاع الإقليمي حول جوايانا إسيكيبا، والتي وافق الشعب الفنزويلي على صلاحيتها في الاستفتاء الاستشاري بنسبة 98.26% من إجمالي الأصوات، كما جاء في البيان الثاني المقدم من المجلس الوطني للانتخابات وأن الدولة لا تعترف بصلاحيات محكمة العدل الدولية في تسوية النزاع، وهو ما شدد عليه الرئيس مادورو في أن، “اتفاقية جنيف فحسب، دون استفزازات، دون غطرسة، دون خطابات حربية، هي الصك القانوني الوحيد الذي وافق عليه شعب فنزويلا، من أجل اتفاق دبلوماسي وعادل ومرضٍ وودي بين الأطراف.
ويبقى سيمون
وقال إنه بالتزامن من كلمة الشعب الفنزويلي في الاستفتاء الاستشاري 3 ديسمبر، يأتي إحياء الذكرى 193 لرحيل القائد سيمون بوليفار، محرر أمريكا اللاتينية من الأمبراطورية الإسبانية القوية آنذاك، حيث كانت حملاته العسكرية حاسمة في استقلال ستة دول في أمريكا الجنوبية، وهي: بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، والبيرو، وفنزويلا.
لافتا إلى أنهم سوف يحافظون على التراث الأخلاقي، للقائد سيمون بوليفار، وقيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولي التي تحكم الدبلوماسية السلمية البوليفارية، وتشكل منارة للبوليفاريين في الانتقال السيادي لجمهورية فنزويلا البوليفارية.