فنون

الهام حسنين رضوان تكتب للعمال (بين انين اشتياق)

 

 

كانت الغيوم تتجمع `منذرةً
.بقدوم شتاء يودع صيفا حارا، قد اسدل أستاره وَهَمَ بالرحيل .
من خلف ستائر نافذتى .أعتدت مراقبته عن كثب وهو يمشى على الشاطىء ، يتأمل صفحة الماء ، يبحث في الرمال عن الأصداف يتأملها ثم يقذفها داخل الموج الحانى ، لا يفطن لشيء غير نفسه ولا يشعر بالعيون التى تراقبه وتحفظ قسمات وجهه وتجاعيده وبريق عينيه وشعره الكثيف.ولحيته التى يشوبها البياض ، يضفى عليه جمالأ ووقارا ، يُزين هذا العود الفارع قميص أبيضا طويلا ، أنظرُ إليه وكأنه أخر ضوء للنهار ، يتأمل أول شعاع لألوان الغروب ، ينظر بعمق المدى النائي للبحر . الذى يحتضن الجبال والسماء ، متسائلة بصمت تُرى بماذا يفكر؟ ما هى الأسئلة التى تشغل فِكره الى هذا الحد؟
هل لهذا الصمت المذبوح على جدران الزمن أن يستمر ، أم يصرخ بجنون في اللاوعى ، كم تمنيت أن أذهب اليه ، ولربما نتبادل أطراف الحديث ، أمسك يده ، أحادثه لعلى أجد أجابات لأسئلتى ؟
أ سيأتى اليوم الذى أُخبِره كيف يكن له قلبى وهجا صريحا ، كيف لخافقي يهيم به عشقا ،
كل ليلة يراودني فألفظهُ وهما فى الصباح مع الفجر .
كيف أنت ركام كل يوم ، وصقيع كل سحر، كيف أنت ، الضوء الخافت خلف قرص الشمس الناحلة بالشعاع ، أنى أبعث لك كل يوم ، رسائل بلغة لا تُقرأ ، أعلم أن هذه عبثية اللاجدوى ، متيقنة إن مالا يعرف لا يعوَل عليه، ولكن … ريما سيأتى نور الصباح بأمل جديد، لعلي أذهب اليك ، أستجمع شجاعتى وأقف أمامك أبوح ما أخبرتك به كثيرا , ولكن هذه المره بصوت مسموع . أن امد لك يدى حتى تتلمس يدك فربما تُهامسك عن الحزن الذي اعترى خافقى، أنك ستدرك أني لم أولد الا لك ، علني احظى يوما بحبك ؟ فأبكى فرحا ، وتضحك أنت من سذاجتى ، أم أن هذا كله محض هذيان .؟ أملا مصلوب، ينتظر على جدران العدم
.

زر الذهاب إلى الأعلى