عرب و عالمأهم الأخبارمنوعات

تركيا توثق فنيا لرموزها التاريخية وروسيا تسير على نفس الخطى

السفارة التركية تحتفل بإحياء أعمال شخصيات تمثل الثقافة المصرية التركية


كتب: محمد حربي
كثيرة هي المواضيع، التي تتناولها ريشة الفنان التشكيلي في الأعمال المختلفة، ولكن تبقى اللوحات التي تحكي ملامح الرموز التاريخية لها مذاقها الإبداعي الخاص، وتعيد إحياء دورهم في الحياة الفكرية، وربما تذهب إلى أبعد من ذلك، إذا كانت تمتزج بروح ثقافة شعبين، كما هو الحال في الشخصيات المصرية، بجذور تركية.. وفي هذا الإطار نظمت سفارة الجمهورية التركية لدى جمهورية مصر العربية، برنامج تكريم وإحياء لأعمال وحياة 12 شخصيات تاريخية من تركيا ومصر، ‏ وتمثل الثقافة ‏المصرية التركية المشتركة، ضمن استمرار فعاليات الذكرى المئوية بالذكرى السنوية ال 100 لجمهورية تركيا، والذكرى السنوية ال 500 لتأسيس وزارة الخارجية التركية ‏.
والهدف من هذا البرنامج تعريف الأجيال القادمة بالتاريخ المشترك ‏بين مصر وتركيا، والذي يمتد إلى 1000 عام، والذي يمثل روابط قوية وهوية مشتركة للشعبين. وهذه الروابط التاريخية ‏والمعنوية التي تستند عليها علاقتنا هي اقوي جوانب العلاقات المصرية التركية، والتي تم التعبير عنها بريشته‏ الرسام المصري محمد عبد الجليل‎.

ومنذ الانفراجة في العلاقات المصرية- التركية، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، وعودة المياه إلى مجاريها، ويبذل السفير التركي لدى القاهرة، صالح موطلو شن، جهودا متواصلة، وغير عادية، وفي سباق مع الزمن، لعودة الروح الحقيقية بين مصر وتركيا، بما تحمله من جينات وحدة المصير المشترك، كأمتين إسلاميتين، ومن جانب آخر للعمق التاريخي في العلاقات الثنائية، الدماء المشتركة التي تجري في شرايين الشعبين، والإمتداد الأسري لكثير من عائلات المصريين، في الجذور العثمانية، التي تفوح منها فترة المجد الإسلامي، ووحدة المسلمين تحت راية واحدة، هي ” الإسلام”، التي جاءت آنذاك بعد معاناة سنوات طويلة من التشتت والتقزم.
وعلى الرغم من التطورات الدراماتيكية في التاريخ الإسلامي، إلا أن تلك الفترة، تركت أثرا واضحا في العلاقات المصرية – التركية، حيث انصهر كثيرا من الأتراك مع عائلات المصريين، وحدث الاندماج السريع مع المجتمع، سواء كانوا من طبقاته الفقيرة أو المتوسطة وحتى النخب الإدارية، وأثمر ذلك في نهاية المطاف جيلا من الرموز في شتى المجالات المختلفة، والمفكرين البارزين في التاريخ المصري المعاصر أمثال:أمير الشعراء أحمد شوقي، والأديب والروائي يحيى حقي، وخطوة بخطوة، تشعبت علاقات النسب والمصاهرة .
وقد أعرب الفنان التشكيلي محمد عبدالجليل، عن بالغ سعادته في التعاون مع السفارة التركية، بشأن الأعمال الفنية لشخصيات تاريخية تمثل الثقافة المصرية التركية، موضحا أنه درس حياة، كل شخصية، وملامحها المختلفة، حتى يقترب منها أكثر بريشته.
لافتا، إلى أنه في إطار اتفاق مع السفارة الروسية في القاهرة، من أجل تكرار نفس النموذج التركي، لعمل لوحات فنية، لشخصيات وروموز تاريخية لها تأثيرها في حياة الروس.
‏ هذا، وقد ضمت الشخصيات التركية التي تم الاحتفال بها بالسفارة التركية: محمد عاكف إرسوي (1873-1936)‏، شاعر الاستقلال، وسعيد حليم باشا (1863-1921)‏، الصدر الأعظم ووزير الخارجية – حفيد محمد علي باشا، وعباس حليم باشا (1866-1934)‏، حفيد محمد علي باشا الذي حمى محمد عاكف إرسوي في مصر، وغازي أحمد مختار باشا (1839-1919)‏، أول مفوض سام في مصر، والأميرة قادرية (1888-1955)‏، ابنة السلطان حسين، بطلة الكفاح الوطني وصديقة أتاتورك، والأميرة نسلي شاه سلطان (1921-2012)‏، الأميرة العثمانية وزوجة الوصي على آخر ملوك مصر فؤاد، وزينب كامل هانم (1826 – 1886) وزوجها يوسف كامل باشا (1808 – 1876)‏، ابنة محمد علي باشا وزوجة الصدر الأعظم العثماني يوسف كامل باشا، ومحمود مختار باشا (1867-1935) وزوجته الأميرة نعمة الله، سفير تركيا في برلين ووزيرة الشؤون البحرية، ‏والأميرة أمينة إلهامي ” الوالدة باشا ” (1858-1931)‏، والدة الخديوي عباس حلمي الثاني، ومصطفى فاضل باشا (1830-1875)‏، أبن إبراهيم باشا وزير التربية والتعليم والمالية والعدل، وشكرجي حافظ جميل بك (1867-1928)‏،أستاذ الموسيقى التركية الكلاسيكية الذي قام بتدريس الموسيقى التركية في مصر، والمشير فؤاد باشا، وهو ابن رفعت حسن باشا من إنجركوي الذي عين واليا على السودان عام 1839، ولد عام 1835 وتوفي في إسطنبول عام ‏‏1931 عن عمر يناهز 96 عامًا. يُطلق عليه لقب ديلي “المجنون” بسبب شجاعته غير العادية.‏
وخلال البرنامج تم تقديم عرض للشخصيات التاريخية، بحضور عدد من الدبلوماسيين الأجانب، وبعض الطلاب الذين يدرسون في معهد يونس أمرة للثقافة التركية، إلى جانب ‏كثيرا من الأكاديميين والصحفيين، ومختلف فئات المجتمع المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى