كتبت:فوقيه ياسبن
أكد الدكتور محمد مهنا الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، أن الطهارة في مفهوم الفقه الصوفي للأحكام لاتتوقف عند إزالة النجاسات والأقذار وإنما تمتد لطهارة الجوارح من الذنوب والآثام ثم لطهارة القلب من العيوب والأمراض الباطنة كالكبر والعجب والطمع ثم لتطهير الروح من التشغبات مشيرا إلى أن للتوبة مفهوم وأصول وأحكام وشروط وحقائق.
وأضاف مهنا في محاضرته بأكاديمية أهل الصُفة لدراسات التصوف وعلوم التراث أن تحقيق التوبة يتطلب إعمال الجسد بكافة حواسه الأساسية مبينا أن من شروط التوبة الندم على مافات والاستغفار ثم العزم على عدم العودة، موضحا أن الندم عمل قلبي والاعتذار أ والاستغفار فهو عمل اللسان أما الإقلاع بالعزم على عدم العودة فيستلزم إعمال كل الجوارح.
وأوضح مهنا أن للتوبة حقائق تتمثل في تعظيم الجناية ثم تمحيص التوبة ومن بعدهما عذر المذنبين فالأولى بأن يرى المذنب الذنب عظيما ليس لصغره لكن لعظم من أذنب في حقه، والثانية بألا يكتفى بالتوبة بل يمحصها حتى لاتكون مؤقتة، والثالثة بأن يعذر المذنبين ولاينظر لغيره ممن وقعوا في الذنوب بعين الكبر بل بعين الرحمة وأنه أشد منهم ذنبا
وكشف مهنا أسرار التوبة مؤكدا أن السر الأكبر في حدوث التوبة أن يعلم المذنب بأن توبة الله عليه هي منحة منه خصه بها مستشهدا بقول المولي عزوجل في حق الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك (ثم تاب عليهم ليتوبوا) مشيرا إلى أن الالتزام بالاستمرار في التوبة يستدعي الفرح فعندما يصطفي الله عبده بالمنح فلاداعي لأن يحزن فقد تاب الله عليه ليفرح ويستمسك بالطاعة