آراء

د.فتحي حسين يكتب: لماذا الإبقاء على فشل منظومة الرياضية؟

 

ربما كان خروج المنتخب المصري الأول لكرة القدم المهين من الدور ال١٦ لبطولة افريقيا المقامة حاليا بكوت ديفوار ، فضلا عن الأداء السلبي المخيبة للأداء هو القشة التي قصمت ظهر البعير ،وادت الي حالة عارمة من الغضب وسط الشارع المصري بسبب حالة الرياضة التي لا ترضي اي احد ،نتيجة سوء الاختيارات الفنية وعدم وجود إدارة جيدة من محترفين كرة القدم داخل الجهة المسؤولة عن ملف الكرة في مصر وهو اتحاد الكرة ،الذي تسبب في إهدار مئات الآلاف من الدولارات شهريا كرواتب لمدير فني فاشل بامتياز ولم يكن له سابق تجربة في إدارة منتخبات كرة قدم من قبل وكانت النتيجة فشل المنتخب الاول في تقديم كورة حقيقية تمتع الجماهير وتحقق لهم الفوز في اي مباراة الا ان النتيجة غالبا جاءت مخيبة للامال ولم يحقق المنتخب اي فوز في اي مباراة من المباريات الاربعة التي لعبها في البطولة وخرج امام فرق ذات تصنيف ضعيف ومتوسط في افريقيا مثل الراس الاخضر والكونغو وغيرها من المباريات المجموعة التي بها مصر الا ان الجميع من الخبراء اتفقوا علي ضرورة تغيير المنطومة الرياضية بالكامل ومن قبلها اقالة اتحاد الكرة المتسبب في اختيار مدير فني ليس علي مستوي الكرة المصرية ولم يضيف للمنتخب او يغير فيه فضلا عن راتبه الخيالي الذي وصل الي 10 مليون جنيه شهريا في دولة تعاني من الغلاء الفاحش في الاسعار وقلة الدخول وارتفاع غير مسبوق في سعر الدولار امام الجنيه المصري وفي دولة تعاني من ازمة غير مسبوقة في سعر الصرف .

وبعد ان كنا من منتخب الساجدين وهذا ما تم اطلاقه علي منتخب مصر ايم تولي كوبر ومن بعده كروش تدريب المنتخب اصبحنا يطلق علينا منتخب الفاشلين بسبب اهدار المال العام في رواتب المدير الفني وسفر اللاعبين والاقامة والملابس ….الخ وكله بالدولار الامريكي , الامر الذي اثار حالة من الحزن والضيق لما تسببه كرة القدم وعشاقها في مصر وكل مكان وهو ما يؤكد علي الانتماء للبلد الجميل مصر !

واذا بحثنا في عوامل فشل منخب مصر الاول حاليا سوف نجد اشياء غريبة منها ان هذا الجيل اهتم أكثر بالإعلانات على شاشات التلفزيون، وهو أمر ليس بالجديد كما حدث الصيف الماضي قبل نهائيات مونديال روسيا، قبل الخروج بكارثة دون تحقيق أي فوز في المونديال الذي طالما حلمنا بالوصول إليه لأكثر من ربع قرن، حين شارك اللاعبون في إعلان تلفزيوني قبل ساعات قليلة من السفر إلى روسيا, وهو ما شتت تفكيرهم , ايضا تسريب انباء في وقت غير منطقي لبعض اللاعبين مثل تسريب خبر نية الاهلي في ضم حارس المرمي ابو جبل وهو ما جعله لا ينجح في صد اي كرة من السبعة التي تم تسديدها في المباراة !

وعلي الرغم من توفير كافة سبل الراحة لهذا المنتخب وادارته وجهازه الفني من مال ودفعة معنية واهتمام رئاسي لهم عندما زارهم الرئيس السيسي في المعسكر التدريبي باستاد القاهرة قبيل البطولة والدعم الجماهيري الغفير في المباريات، لم نجد الروح القتالية التي اعتدنا عليها الفراعنة على مر الأجيال , بل خذلوا مصر بلاعيبن ينبغي تسريحهم جميعا فورا لانهم لا يصلحون مرة اخري لقيادة وتمثيل منتخب مصر بداية من محمد صلاح لاعب ليفربول ! والاخير لا تراه يلعب بقوة وحماس الا مع فريقه الاصلي ليفربول الا انه اداءه يكون اقل من الطبيعي مع منتخب مصر ويخشي الاصابة وربما خرج باصابة خفيفة وفضل السفر الي بريطانيا حيث مكان ناديه لكي يتلقي العلاج هناك , ربما بعدما شعر بفشل المنتخب المصري صاحب الاداء السيء بالفعل !

فلابد من تغيير المنطومة الرياضية لان دورها هام في المجتمع من الناحية الصحية والتنافسية ومن ناحية اخري يمكن ان تجلب الملايين من الدولارات للاقتصاد اذا احسنا التدبير والتخطيط لتخريج جيل من المحترفين في دول العالم الخارجي يحققون بطولات لمجتمعاتهم ويدخلون المال والفرحة علي شعوبهم مثل منتخب السنغال الذي لا يوجد واحد فيه يلعب محلي وانما جميع الفريق من المحترفين وقيس علي ذلك منتخبات اخري كالمغرب وجنوب افريقيا وغانا ونايجيريا وقطر وفلسطين ..!

وفي النهاية اقول لكم كفاكم أعذار وارحلوا غير مأسوف عليكم , بداية من اتحاد الكرة والجهاز الفني ومحاسبة المتسبب في هذه الفضيحة الكروية والخسائر الجمة التي تكبدها الاقتصاد من اهدار مال غير في غير موضعة الصحيح والعمل علي تغير لائحة اختيار اعضاء اتحاد الكرة المصري والبحث عن طريقة مثلي لمباريات الدوري العام تكون مفرخة حقيقية للاعبين يمثلون منتخب مصر بحق والعمل علي اعادة الجماهير للمدرجات اسوة بالنوادي الانجليزية والاسبانية والسعودية ، وأتمنى ألا نرى في المنتخب في السنوات المقبلة سوى مقاتلين من أجل مصر فقط وليس السبوبة والإعلانات واختيار اهل الثقة وليس أهل الكفاءة !

زر الذهاب إلى الأعلى