آراء

د.فتحي حسين يكتب: ابتعد عن اللحمة و الغلاء وخليك نباتي! 

 

ربما في طرحي للعنوان المقال ،مخرج لدي الغالبية العظمي من الشعب الذي يشكوا من غلاء أسعار اللحوم بشكل غير مسبوق ،وبمستوي وصل إلي أن سعر ٢ كيلو لحمة بالف جنيه ! بسبب غلاء الاعلاف التي نستوردها من الخارج بالدولار الذي وصل هو الآخر الي أعلي درجاته في سوق الصرف ،فانعكس ذلك علي المواطنين الذين يشكون ليلا ونهارا من غلاء أسعار اللحوم والفراخ وكل ما هو متعلق بالاعلاف! بالرغم من مبادرات الحكومة للتخفيف علي المواطن إلا أن معظم هذه المبادرات لم يكن له تأثير يذكر عليه ،بسبب استمرار رفع الأسعار يوم بعد يوم ونحن نقترب بالفعل من شهر رمضان المعظم ،وهناك ازمات عديدة منها اختفاء السكر وغلاء الزيت ،ومن أجل ذلك ينصح البعض بأن تكون نباتي اي تأكل الخضروات والفاكهه ،وتبتعد عن اللحوم من أجل صحة أفضل ونشاط أكثر وفقا للأبحاث والدراسات الصحة العالمية والتي حذرت من الشراهة في تناول اللحوم والذي بدوره يسبب الأمراض العديدة وقلة الحركة والنشاط ،ومن ثم يؤثر علي الاعمار ،والاخيرة بطبيعة الحال بيد الله سبحانه وتعالى ولكن لكل شيء سبب ،والخالق عزو جل قال لنا ،لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة ،ولكن القلة من الناس تهرول الي شراء اللحمة بشراهة وتقوم بتخزينها لشهر رمضان حتي تؤمن نفسها في الطعام بعد الصيام ،وكأن رمضان شهر الطعام والتغذية وتخزين المأكولات وليس شهر للتعبد والصلاة والذكر لله عز وجل الأمر صار يثير علامات التعجب و الاستفهام من قبل بعض الناس الذين يشتهون اللحوم ،ولا يفكرون في حل الأزمة بالتحول الفوري الي النباتي ،وهو تحول أكثر صحة ونشاط وقوة ،مثل الأوروبيين والصينيين و اليابانيين وغيرهم ممن هم في افضل صحة وحال وهم بعدين عن اللحوم وتناول البروتينات الحيوانية..

علي الرغم من ان هناك حوالي أكثر من 1.5 مليار إنسان نباتي في العالم حسب تقرير لمنصة “ديلز أون هيلث” .. حيث يعتمد النظام الغذائي النباتي على أكل النباتات بأنواعها ويستثني أكل اللحوم بما في ذلك الأسماك والدجاج والرخويات وغيرها، ولا يسمح بأكل أي من منتجات المملكة الحيوانية مثل الحليب والزبدة والبيض والعسل، ويشمل ذلك ايضا الامتناع عن استخدام المنتجات الثانوية كالصوف والجلود.

ففي الهند تجد أكبر عدد من النباتيين في العالم، حيث يشكلون حوالي 40% من عدد السكان، أما في الولايات المتحدة فيشكل النباتيون ما نسبته 6.5% من عدد السكان، وتبلغ نسبتهم في المملكة المتحدة نحو 4.6% من عدد السكان، ويزداد عدد النباتيين في مختلف أنحاء العالم لأسباب دينية أو أخلاقية أو لاتباع أسلوب حياة صحي بعيدا عن أمراض العصر مثل السرطان والسكري وأمراض القلب وضغط الدم.

وباختصار ..النباتيون هم الأشخاص الذين يأكلون فقط الأطعمة النباتية، ويتجنبون تناول جميع الأطعمة المصنعة من مصدر حيواني مثل لحوم البقر والغنم والدواجن والأسماك بأنواعها بما في ذلك منتجات الألبان والبيض، وحتى المنتجات المصنوعة من منتج حيواني مثل الملابس الجلدية..

وهم ايضا الاشخاص الذين يتجنبون تناول البيض واللحوم والمأكولات البحرية بأنواعها المختفة ولكنهم يأكلون منتجات الألبان والأطعمة النباتية، وكلمة لاكتو هي الاسم اللاتيني للحليب، وهذا النوع من النباتيين هم الأكثر شيوعا في أميركا الشمالية.

وهناك النظام الغذائي البيضاوي الذي يشمل على كافة أنواع الفواكه والخضراوات والبقوليات وكذلك جميع المنتجات التي يدخل البيض في صناعتها أو إنتاجها مثل المايونيز، وفي نفس الوقت يبتعدون عن كافة المنتجات التي تدخل اللحوم أو الألبان في إنتاجها كالحليب والجبن والزبدة والقشدة والأيس كريم والعديد من السلع المخبوزة التي قد تدخل الألبان في إنتاجها كليا أو جزئيا.

وعن الفوائد الصحية للنظام الغذائي النباتي, كما تشير الدراسات فهي :تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان معدل الإصابة بأمراض السرطان المختلفة أقل بنسبة 10-12% بين النباتيين مقارنة بغيرهم من البشر، كما ذكر تقرير منصة “ديلز أون هيلث” .

وتربط الأبحاث والدراسات العلمية الأطعمة النباتية ومكوناتها بالحفاظ على وزن صحي وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. وفي الوقت نفسه، ربطت هذه الأبحاث بين استهلاك اللحوم، وخاصة اللحوم المصنعة، وزيادة مخاطر الإصابة بهذه الآفة.

والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية حيث يقلل النظام الغذائي النباتي من مخاطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40%، وتكشف الإحصائيات أن ما يقرب من 60% من الأشخاص الذين يستهلكون البروتينات النباتية لديهم شرايين قلب أكثر صحة من أولئك الذين يستهلكون البروتينات القائمة على اللحوم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النباتيين لديهم مخاطر أقل بنسبة 40% للإصابة بأمراض القلب التاجية، حسب ما ذكر التقرير السابق . وتخفيض نسبة الإصابة بمرض السكري, حيث ان النباتيون أقل عرضة بنسبة 50% للإصابة بداء السكري من “النوع 2” مقارنة مع غير النباتيين.

وأظهرت الإحصائيات في دراسة علمية نشرتها “مجلة التغذية والأيض وأمراض القلب والأوعية الدموية، و أن النظم الغذائية النباتية مرتبطة بتقليل الإصابة بمرض السكري , فضلا عن مكافحة البدانة وزيادة الوزن.

فقد وجدت دراسة نُشرت بمجلة “نيوترينتس أن ما يقرب من 30% من آكلي اللحوم يعانون من السمنة أو زيادة الوزن مقارنة بـ 13% فقط من النباتيين، وهذه ليست مفاجأة بالنظر إلى أن المنتجات الحيوانية تحتوي على دهون أكثر بكثير من الأطعمة النباتية.

وهناك فوائد صحية أخرى مثل تقليل أعراض الربو والأمراض التنفسية الأخرى، وتحسين صحة العظام وتقويتها وتقليل معدل الأمراض المرتبطة بها، وكل هذه الفوائد الصحية تؤدي إلى إطالة العمر والعيش لمدة طويلة بشكل صحي بعيدا عن الآفات والأمراضوفي الحقيقة فإن فوائد النظام الغذائي النباتي لا حصر لها، وهي خيار ممتاز لأسلوب حياة صحي شبه خال من المشاكل الصحية التي تصيب البشر المدمنين على تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى.

ومع ذلك، فهناك بعض المحاذير حيث إن من الضروري أن يعرف الناس كيفية الوصول إلى الحد المسموح به من المغذيات التي يحتاجها جسم الإنسان كل يوم. وهنا فقد لا تكون بعض العناصر الغذائية مثل البروتين والحديد وفيتامين ب 12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية وغيرها متاحة بسهولة للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا، ومن ثم يصبح من المهم بالنسبة للفرد البحث عن البدائل النباتية للأغذية الحيوانية التي توفر هذه المعادن والعناصر الغذائية.

وهنا لا بد من التنبيه إلى أن كميات الطعام التي يجب على النباتيين تناولها ينبغي أن تكون أكبر من نظيرتها الحيوانية التي تحتوي على هذه العناصر، حيث إن كمية هذه العناصر الغذائية والمعادن في نفس الكمية من الطعام النباتي أقل نسبيًا من اللحوم والمنتجات الحيوانية الأخرى. وعلى هذا الأساس فعلى النباتيين تناول كميات أكبر من الفواكه والخضار التي تحتوي على هذه العناصر الغذائية الضرورية للجسم من أجل تزويده بما يحتاج إليه.

فكرة أن تكون نباتي افضل وجاءتني من حديثي من ابني الأكبر ، ووجدت أنها رائعه وتوفر لك اشياء لصحتك ولأسرتك ولضغطك العصبي والنفسي مع أسرتك وزملاءك واصدقاءك والجميع من حولك.

زر الذهاب إلى الأعلى