تحرك الرأى العام منذ البارحة تعاطفا مع امرأة بمحافظة الشرقية حكم عليها بالمؤبد لقتلها من أراد اغتصابها وهو جار لهم وهو صاحب البيت الذى يسكنوا به ودخل عليها بيتها في غياب زوجها دون حساب لقيم الجيرة والشرف وهو يحمل مطواة ويريد ان يجبرها علي تسليم عرضها لينهش فيه كالكلاب فبادرت الشريفة ” دعاء ” بالتقاط سكين من المطبخ وواجهت من يريد هتك عرضها فاصر علي محاولة اغتصابها فطعنته ثلاث طعنات اودت بحياته. فلما جاء زوجها وعاين ماكان واحضر احد اقاربه وتحت هول الموقف وربكة الحادث أرادوا إخفاء الجثة ولعل ذلك كان لخوفهم من الفضيحة وحفاظة علي سمعتهم وتلويث شرفهم. فتم القبض عليهم في محاولة إخفاء الجثة. ولو كان هناك جريمة فيما فعلوا بجثة هذا الكلب البشرى فقد كانوا جميعا في حالة غير طبيعية لها تأثيرها علي قدرات العقل والإدراك والسلوك ورد الفعل.
ولكن لم تعد القضية هي مجرد نجاة هذه البطلة العفيفة الشريفة من حكم المؤبد ،فوالله مهما فعلوا بها ستعيش مرفوعة الراس يهابها ويحترمها المجتمع بأسره ويتباهى ويفتخر بها أهلها وكل من يعرفها.
ولكن الخطورة المنتظرة تجاه العرض والشرف وتجرء الذئاب البشرية علي اعراضنا وشرف بناتنا ونسائنا وإستعداد العفيفات المحصنات الطاهرات لدفاع عن شرفهن إذا تعرضن اوتعرضت إحداهن لمن يريد الإعتداء عليهن او حتى التحرش بهن.
ولو كان هناك نص بأى قانون يدين من تقتل ذئبا يريد نهش عرضها والاعتداء على شرفها تحت تهديد السلاح إلي حد يجعل العقوبة علي فعلها المحمود هي الحبس المؤبد ل ٢٥ عاما مثلها مثل اي قاتل ، فأى قانون هذا وسحقا لمن وضعوه ليحارب العفة ويدك آخر حصون المبادئ والقيم التي تربينا عليها في مجتمعنا الشرقي الذى يجعل قيمة العرض والشرف فوق كل قيمة والدفاع عنهما واجب فطرى .
إننا نحترم القضاء وأحكامه ولا نعلق علي حكم قضائي او تنتقده إنما نطالب بتعديل القانون الذي يطبقه القضاء لحماية اعراضنا وشرفنا .. ونحن نجل القضاء المصرى وأحكامه ونفخر بها ونضعه فوق رؤوسنا.
ولكن كيف نأمن علي نسائنا وبناتنا في هذا المجتمع بعد هذا الحكم الذي قضي به على امرأة عفيفة أبت ان يغتصبها واحد من كلاب البشر بدلا من تكريمها ووضعها في مواضع القدوة للنساء المحصنات العفيفات . وكأننا نقول لنسائنا لا تدافعن عن شرفكن ولتكن إحداكن رفيقة بمن يغتصبها حتي لا يموت من دفاعها عن عرضها فتقضي فى السجن عمرا طويلا.
وإن كان هذا بالنسبة للمرأة أو الفتاة نفسها التى قد تتعرض للإغتصاب فمذا نقول لرجل ذو نخوة وغيرة على عرضه وشرفه إذا وجد ذئبا ينهش عرض زوجته او اخته أو ابنته ووجده يغتصبها امامه ، هل نوصيه ان يتريس ويهدا ولا يقدم على قتل هذا اللعين الذي يغتصب شرفه وعرضه وإذا اراد هذا الكلب أن يقتلك او يؤذيك هو ليفر من عواقب جريمته فقل له ” الله يسامحك يامجرم ” .
إذا كان هناك في جميع دول العالم المتحضر ما يسمى بالمبادئ الفوق دستورية وبالتالى هى فوق القانون أيضا ، وتكون مرتبطة بالعرف والدين والقيم والتقاليد والأداب العامة وألأخلاقيات المتعارف عليها وكافة السمات الديمغرافية لهذا المجتمع ، وتكون هذه المبادئ هي محرك صياغة الدستور الذى تصدر القوانين موافقة لما جاء به ، وكل ذلك يجعلنا نفخر بهذه المرأة الشريفة العفيفة التي قاتلت وقتلت من يريد هتك عرضها تحت تهديد السلاح ، فكيف يقضي عليها بهذا الحكم المؤبد.
أضم صوتى لصوت إخوتي من قادة الرأي وبعض الإعلاميين الشرفاء وانصار العفة والشرف في مناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، بالتدخل دفاعا عن العرض والشرف وإصدار ” عفو رئاسي ” لهذه العفيفة التى ضربت مثلا لدفاع المرأة عن عرضها وقدمت إنذارا شديد اللهجة لكل ذئب تسول له نفسه الإقتراب من عرض بناتنا ونسائنا ، و ارجوك سيدى الرئيس أن تبادر بإصدار قرار العفو دون استمرار العفيفة في محبسها مع رحلة الطعن الإستئناف والنقض. ولياخذ القانون مجراه مع زوجها وخاله الذين حاولوا اخفاء الجثة النجسة خوفا من الفضيحة.
كما أطالب المجلس القومي للمراة بتكريمها والوقوف بجانبها ومعالجة الآثار النفسية والمعنوية والمادية التي تعرضت لها هذه المرأة التي فى العشرين من عمرها و استطاعت أن أن تضرب مثلا للقوة في الدفاع عن العرض وصارت رمزا للعفة والشرف.
بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية