القضية الفلسطينية تعود لتتصدر مشهد الاجتماعات العربية
أبوالغيط يدق ناقوس الخطر ويحذر من سياسة إسرائيل لتجويع الفلسطينيين
كتب: محمد حربي
عادت القضية الفلسطينية، لتتصدر مشهد اجتماعات مجلس الجامعة العربية، وعلى مختلف المستويات، وأخرها الدورة 161 لمجلس وزراء الخارجية العرب، برئاسة وزير خارجية الجمهورية العربية الإسلامية الموريتانية محمد سالم ولد مرزوك .
وجاءت كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، لتدق ناقوس الخطر، بشأن السياسات الإسرائيلية الممنهجة لإبادة الشعب الفلسطيني، ومن لا يقتله الرصاص والقصف الصهيوني، يموت جوعا من حصار حكومة نتانياهو، اليمينية المتطرفة.
وقال أبوالغيط: إن يوم الخميس الماضي لا يمكن أن يمحى من الذاكرة، الذي استشهد فيه 120، وجرح نحو 700 فلسطيني، وبطونهم خاوية، وهم يبحثون عن غذاء يسد جوعهم. ويجعلهم علي قيد الحياة .
وأوضح أبوالغيط، أن الاحتلال الإسرائيلي، لم يكتف بمحو المدن بل صوب نيرانه نحو البطون الخاوية، وأرتكب تلك المذبحة، التي كشفت العجز العالمي غير المسبوق، في مواجهة البلطجة، لافتا إلى أنه لا يمكن وصف ذلك غير بأنه عار علي الإنسانية.
وأشار أبوالغيط، إلى أن الاحتلال يحاول إقناع العالم بأن الحرب، تستهدف القضاء علي حركة حماس، إلا أنها في حقيقتها، هي حرب إبادة ضد شعب بأكمله، وأدواتها المدافع والرصاص، والتجويع المتعمد للسكان، وفق خطة لإشاعة الفوضى الكاملة في القطاع وقتل أكبر عدد من الناس والسعي إلي تهجير من يمكن تهجيرهم إلي خارج القطاع .
من جانبه أكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه أصبح واضحاً أن السياسات الإسرائيلية في قطاع غزة؛ إنما تستهدف جعل القطاع غير قابل للحياة، ومن ثم طرد سكانه وهو ما يتم بالتوازي مع ممارسات في الضفة الغربية، من استيطان، وهدم منازل واقتحامات عسكرية؛ مما يعكس سياسة ممنهجة، تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري؛ وبما يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وهي السياسة التي ترفضها مصر جملة وتفصيلاً، داعيا المجتمع الدولي للتصدي لها عبر اتخاذ مواقف وإجراءات جادة لمواجهتها.
وقال شكري: إن القضية الفلسطينية وتطورات الحرب الإسرائيلية ” شديدة الدموية “على الأشقاء في قطاع غزة، فرضت نفسها على اجتماع الدورة 161 لمجلس الوزراء الخارجية، ليس فقط لما تحتله هذه القضية من موقع سياسي وتاريخي ووجداني جوهري، أو لأنها كانت – ومازالت – هي القضية المركزية للعالم العربي، بل كذلك لما باتت تنطوي عليه من مأساة إنسانية فادحة لا تتوقف، تدمي قلوب أصحاب الإنسانية والضمير.
موضحا أن أعداد ضحايا الآلة العسكرية الإسرائيلية تجاوزت 30 ألفاً من أبناء الشعب الفلسطيني، ثلثيهم من النساء والأطفال، وتم نقل وتهجير ما يزيد عن 3ر2 مليون شخص قسراً من منازلهم إلى العراء والخيام؛ خدمة لتوجه “انتقامي”؛ أصبحت أهدافه أكثر غموضاً من أي وقت مضى.
مشيرا إلى أهمية قيام المجتمع الدولي بدعم الجهود المصرية والعربية في إنفاذ وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، وإيقاف نزيف الدم والقتل المجاني للعزل والأطفال في فلسطين، واستئناف تمويل الاونروا والضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى أبناء القطاع؛ تمهيداً للانتقال إلى مسار حل سياسي جاد للقضية الفلسطينية والبدء في تنفيذ حل الدولتين من خلال تجسيد دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس الشرقية وعلى خطوط الرابع من يونيو 1967، باعتباره المسار الأوحد لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أن المرحلة الراهنة تقتضي إجراء تقييم موضوعي لمدى استجابة الجامعة العربية لاستنجادات واستغاثات الأشقاء الفلسطينيين ومدى الوفاء بالالتزامات التاريخية اتجاههم، لاسيما وهم يواجهون نكبة أخرى بعد النكبة الكبرى”.
وأوضح عطاف أن أضعف الإيمان، هو الارتقاء بالموقف العربي جرأة وشجاعة وإقداما حتى يكون في مستوى التضحيات الجسام والصمود الأسطوري لأهل غزة، وفي نفس الوقت استعادة الموقف العربي لدوره الريادي في الدفاع عن القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية حتى تحذو حذوه بقية المجموعات الدولية التي تعتبر الموقف العربي بمثابة بوصلة تحتكم إليها وتستأنس بها”.
مشيرا إلى أهمية تثبيت الموقف العربي تجاه المحتل الإسرائيلي دبلوماسيا واقتصاديا مثلما بادر بذلك الاتحاد الإفريقي في قمته الأخيرة، حتى نستدرك ما فاتنا من خطوات ومبادرات من شأنها حشد الضغط الدولي في مواجهة العدوان الإسرائيلي الهمجي وما خلفه من كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
وأضاف الوزير عطاف- بأنه يتحتم على الجامعة العربية، اتخاذ إجراءات عملية وتكثيف الجهود الجماعية، من أجل وقف حمام الدم، والإبادة الجماعية، ووضع حد للجرائم متعددة الأنواع، والأصناف، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.