منوعات

وسام الجمال يكتب : ليتنى تزوجت

وقفت مني تتأمل وجهها الذي لعب به العمر وبدأت خطوط تظهر عليه هي تجاعيد الشيخوخة وقفت تتأمل بكل حسرة بعد أن وجدت نفسها وحدها فجاءة بلا احد وهي التي افنت عمرها وزهرة شبابها من أجل أبنائها.

عادت منى بالذاكرة للوراء سنوات كثيرة عندما بلغها خبر وفاة زوجها ومن هول الصدمة ولحبها الشديد له انهارت باكية أمام أطفالها مراد ومها وطفلها الذي مازال جنينا في أحشائها.

تلقت مني الصدمة لكنها قررت أن تصمد حتى لايتاثر أبنائها مرت الجنازة سريعه وانفض مولد العزاء الذي امتلأ على آخره بسبب سيرة زوجها الطيبة.

مر ثلاث اشهر وهي تنفق مما ادخره زوجها قبل وفاته حتي وضعت طفلا جميلا أطلقت عليه اسم محمد علي اسم والده ليكون محمد محمد.

بعد فترة ليست بالكبيرة انتهت مدخرات زوجها الذي لم يترك لهم غير بيت يمتلكونه لكن بلا معاش حيث انه لم يكن موظفا بل كان عاملا باليومية.

تفتقت في ذهن مني فكرة وهي صناعة الخبز البلدي وبيعه لتقوي علي ظروف المعيشة وبدأت في تنفيذ الفكرة التي لم تلقي قبولا عند أشقائها مطالبين اياها بترك الأبناء لأهل والدهم وتتزوج هي لتكمل حياتها خاصه وأنها صغيرة في السن وهناك الف من يتمناها لكنهم فوجئوا بعاصفه منها وطردتهم خارج المنزل لتنظر الي أبنائها مؤكده لهم ولنفسها انها سترعاهم مهما حدث.

مرت الأعوام ومني تعمل كل شيء تصنيع الخبز عمل حلويات وبيعها حتي كبر أبنائها وتخرجوا من أفضل الجامعات وتحسنت أحوالهم المادية وتزوجت الابنه من دكتور جامعي والابن الأكبر من صيدلانيه زميله له والأصغر من مهندسة وابنة استاذه في الجامعه.

وبقيت مني علي حالها في منزلها المتواضع ومرت الأعوام الواحد تلو الآخر وبعد أن كانوا يزورنها علي فترات متقطعه انقطعت تلك الزيارات حتي انها ذهبت الي منازلهم فلم تلقي الترحاب فهرعت الي منزلها ودموعها تسبق خطواتها حتي وقفت أمام المرأة تبكي حالها قائلة ليتني تزوجت.

زر الذهاب إلى الأعلى