آراء

د ايمان القصبى تروى من قصص الحيوان في القرآن فيل أبرهة والطير الأبابيل :

كان أبرهة ملكاً باليمن وهو حبشيّ الأصل، وكان قد بنى كنيسة بصنعاء سمّاها القلّيس أراد أن يصرف حجّ العرب إليها، ولِكي يُحقّق ذلك نذر أن يهدم الكعبة، وعندما بدأ المسير إليها مع جيشه فخرج إليه ملك من ملوك حمير يسمّى ذو نفر ممن أطاعه قومه؛ فقاتله وهزمه أبرهة، وطلب ذو نفر منه أن يبقيه لأنّ دعمه خير له من قتله فأبقاه وسار معه، وأكمل مسيره باتّجاه الكعبة، وعندما اقترب من بلاد خثعم خرج إليه زعيمٌ يسمّى النفيل ومعه عدد من القبائل اليمنيّة وقاتلوا أبرهة فهزمهم، وطلب النفيل منه أن لا يقتله وأن يأخذه دليلاً له في أرض العرب فوافق أبرهة على ذلك، وأكمل مسيره إلى أن وصل الطائف فخرج إليه مسعود بن معتب مع رجال من ثقيف يُخبره بأنّهم عبيد عنده، وأنّ البيت الذي يَقصده في مكانٍ يسمّى مكّة وأنّهم سيبعثوا معه مَن يدلّه عليه؛ فبعثوا معه رجلاً يسمّى أبو رغال. وكان عبد المطلب قد علم باقتراب أبرهة من مكّة فأمر قريشاً بالتفرّق في الشعاب، وتجهّز أبرهة وجيشه لدخول مكّة، وحمل على فيله ما أراد أن يحمل ووجّهه للمسير لكنّه توقف وبَرَك مكانه، فأخذوا بضربه بالمعول على رأسه وأدخلوا محاجنهم في أقرانه ومع ذلك أبى التّحرك، وكانوا إن وجّهوه ناحية اليمن هرول، وإن صرفوه ناحية الحرم توقف، وبقي كذلك حتّى وصل الفيل إلى جبل من الجبال، ثمّ أرسل الله -تعالى- طيراً كالبلسان وهو شجر كثير الورق، ويحمل كل طيرٍ منها ثلاثة أحجارٍ؛ اثنين في رجليه وواحد في منقاره، والحجر الواحد كحبّة الحمص أو العدس، وألقت الطيور هذه الأحجار على أبرهة وجنده، وما من أحد أصابته تلك الحجارة إلا هلك، فرجع من نجى منهم بسرعة وأخذوا بالتساقط في كل بلد، وأمّا أبرهة فقد أصابه الله بمرض في جسده؛ فكانت أنامله تتساقط واحداً تلو الآخر، وكان ينشئ مكان هذه الأنامل القيح والدم، حتّى وصل اليمن كفرخ الطير ثمّ مات، وسمّي هذا العام بعام الفيل
وفي هذا العام ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان مولده خيرا ورحمة للعالمين
، قال -تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).

الفِيلُ :
هو حيوان ثديي ضخم من فصيلة الفيليات ورتبة الخُرْطُومِيَّات، مدة الحمل لدى الفيل هي 645 يومًا، ويوجد نوعين من الأفيال:
الفيل الأفريقي والفيل الآسيوي،
على الرغم من أن بعض الأدلة تشير إلى أن فيلة الأحراش الأفريقية وفيلة الغابات الأفريقية هي أنواع منفصلة عن بعضها، فإن الفيلة تنتشر في جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب شرق آسيا. الفيَّلَة هي الخرطوميات الوحيدة الباقية على قيد الحياة، وتشمل الأنواع المنقرضة الماموث والمستودون.
تعد الفيلة أكبر الحيوانات الأرضية الحيَّة، فذكور الفيَّلَة الأفريقية يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار وتزن 7,000 كجم . هذه الحيوانات لديها العديد من السمات المميزة، بما في ذلك الخرطوم الطويل المستخدم لأغراض كثيرة، وتنمو قواطعها لتصبح أنياب، وتكون بمثابة أدوات لتحريك الأشياء والحفر وكسلاح للقتال. وكذلك رفرفة الأفيال لأذنيها الكبيرة، تساعدها على التحكم في تغيير درجة حرارة جسمها. للفيَّلَة الافريقية آذان كبيرة وظهورهم مقعرة، بينما الفيَّلَة الآسيوية لها آذان صغيرة وظهور محدبة أو مستوية.
الفيَّلَة حيوانات عاشبة (آكلة للعشب) ويمكن العثور عليها في بيئات مختلفة بما في ذلك مناطق السافانا والغابات والصحاري والمستنقعات. وهي تفضل البقاء بالقرب من المياه. وتعتبر الأفيال من الأنواع الرئيسية نظرًا لتأثيرها في بيئاتها. وتميل غيرها من الحيوانات للحفاظ على المسافة بينها، وبين الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور والضباع والكلاب البرية وعادة ما تستهدف فقط الفيَّلَة الصغار (دغفل)، وتميل الإناث للعيش في مجموعات عائلية، والتي قد تتكون من أنثى واحدة مع عجوليها أو الإناث ذات الصلة مع الذرية، وتقاد مجموعات الإناث بواسطة أكبرها سناً، والمعروفة باسم الأم الحاكمة.
تعيش الفيلة لحوالي 70 عام .
تتواصل الفيلة عن طريق اللمس والرؤية والصوت; فهي تستخدم الموجات تحت الصوتية والاتصالات الرجفية التي تصل إلى لمسافات طويلة، وتم مقارنة ذكاء الفيل بالرئيسيات والثدييات البحرية، وظهر لديها وعيٌ ذاتيٌ وتُظهر تعاطف للموتى من نوعها.
الصيد غير القانوني للأفيال من أجل تجارة العاج واحدة من أكبر الأخطار التي تهددها. تستخدم الفيَّلَة في الأعمال في آسيا. وفي الماضي كانت تستخدم في الحروب، واليوم، كثيراً ما وضعوا على العرض في حدائق الحيوان والسيرك. كما ذكرت في الأدبيات والقصص القديمة.
د/ إيمان القصبي

زر الذهاب إلى الأعلى