أهم الأخبارآراء
أخر الأخبار

الأخلاق

 

بقلم…. الدكتورة هناء عبد الله علي

 

الأخلاق هي عنوان الشعوب، قد حثت عليها جميع الأديان، ونادى بها المصلحون، فهي أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقد تغنى بها الشعراء في قصائدهم ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي:

« وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ….
فـإن هُمُ ذهبت أخـلاقهم ذهــبوا »للأخلاق مكانةٌ رفيعةٌ في الإسلام، فهو يقوم على أربعة أصولٍ: الإيمان، والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، كما تم ذكر الأخلاق عدة مرات في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وهذا دليل على أهمية الاخلاق الحسنة في حياتنا، وما تعكسه من أثر على الفرد والمجتمع
أهمية الأخلاق في الإسلام🌟

١ _صقل شخصية الفرد
٢_ تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة
٣ _ بث الطمأنينة في الأفراد والمجتمعات
٤ _التفاهم بين الناس وتعميق الروابط المتينة
٥ _نشر المودة بين الناس
٦ _تعد الأساس الذي تقوم عليه الأمم

*صقل شخصية الفرد *
تعتبر الأخلاق احدى مقومات شخصية المسلم؛ فهي تزرع في نفس صاحبها الرحمة والصدق والعدل والأمانة والحياء والعفة والتعاون والتكافل والإخلاص، والتواضع وغيرها من الأخلاق الحميدة، فالأخلاق الحسنة هي اللبنة الأساسية للفلاح والنجاح، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)، ويقول تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)، والتزكية تعني تهذيب النفس باطناً وظاهراً في حركاته وسكناته.

*تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة*
إن سعادة الإنسان تكون على قدر امتثال المسلم بتعاليم الإسلام في سلوكه وأخلاقه، فالسعادة تكون في الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح؛ حيث إن الالتزام بقواعد الأخلاق الإسلامية كفيل بتحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة للفرد والجماعة، فأسس الأخلاق الإسلامية لم تهمل أي جانب من جوانب الحياة لتحقيق سعادة الفرد الذي يمارس فضائل الأخلاق ويجتنب رذائلها، كما أنها تعمل على تحقيق سعادة المجتمع من خلال تقوية أواصر المحبة والتعاون التي تنتج بين أفراد المجتمع نتيجة التعامل الخلوق فيما بينهم.

*بث الطمأنينة في الأفراد والمجتمعات*
إن حسن الأخلاق يبعث الطمأنينة في حياة الفرد، وفي حياة المجتمع، والثبات على الأخلاق مطلوب لأن الأمور بخواتيمها وبدون الاستقامة والثبات على الحق تفوت الثمرة، ولا يصل المسلم إلى الغاية، وكلما انتشرت الأخلاق في هذه الحياة انتشر الخير والأمن والأمان الفردي والاجتماعي، وتنتشر أيضا الثقة المتبادلة والألفة والمحبة بين الناس، وكلما غابت الأخلاق عن هذه الحياة انتشر الشرور وزادت العداوة والبغضاء والنفور والتناحر من أجل المناصب، ومن أجل المادة والشهوات، والشرور سبب التعاسة والشقاء في حياة الفرد والجماعة.

*التفاهم بين الناس وتعميق الروابط المتينة *
حيث إن الاخلاق الحسنة تقوي العلاقات بين الأفراد وتزيد الثقة بينهم، فيصبح الإنسان واثقاً بأخيه وبأنه لن يغشه ولن يغتابه ولن يكذب عليه، فيطمئن إليه وتقوى علاقته به، كما ويصبح المجتمع بالأخلاق متمتعاً بالأمانة والنزاهة والإخلاص، فتقوى أواصر المحبة والمودة بين أفراده

*نشر المودة بين الناس*
إن انتشار الأخلاق الحسنة سبب من أسباب نشر المودة وإنهاء العداوة بين الناس، قال تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، ويفوز الإنسان بقلب أخيه بحسن خلقه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالِكم، ولكن يَسَعهم منكم بَسْطُ الوجهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ).

*تعد الأساس الذي تقوم عليه الأمم*
تعتبر الأخلاق وسيلة مهمة للنهوض بالأمة، فالإنهيار الأخلاقي وظهور الأخلاق المذمومة كالظلم ونقض العهود والتناحر من أجل السلطة، هو السبب في تراجع الأمم وسقوطها، وعلى العكس فإن انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع يؤدي إلى خدمة الأمة والتعاون وتحقيق المساواة والعدالة الشاملة وتنفيذ العهود، وبالتالي يسود الأمن والاستقرار في المجتمع بأكمله، الأمر الذي يقود في المحصلة إلى تقدم الأمم ونجاحها.

زر الذهاب إلى الأعلى