كتبت – نجوي ابراهيم
يروي المؤرخ العمالي صلاح الانصاري احد القيادات العمالية بشركة الحديد والصلب سابقا ، عن جانب من حياته داخل شركة الحديد والصلب من خلال صورة تجمعه بزملائه وهو يرتدي البدلة الزرقاء .
علق الانصاري علي الصورة قائلا : بحب البدلة الزرقاء ، وحكاية هذه الصورة ان الشركة كانت تعقد حوارا شهريا مع العاملين فى كل قطاع ، وكنا كعاملين نناقش بحرية كل مشاكلنا وايا كان رأى الادارة سواء الرفض او الاستجابة لما نطرحه ، ولكن الحوار الشهري كان مهم على اساس انه حوار طبيعى بين العمال والادارة ، كمشاركة ديمقراطية، وايمان باهمية دور العمال ومشاركتهم في الادارة .
يروي الانصاري ، موقفا يكشف ايمان قدامي القيادات باهمية مشاركة العمال في الادارة ، عكس ما يتم ترويجه الان من افكار لاستبعاد العاملين وممثلي العمال من الادارة .
قال الانصاري رغم ان رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب كان يعين من قبل الشركة القابضة ، وفى مرحلة سابقة عندما تم تعيين المهندس ضياء الدين طنطاوى رئيسا لمجلس الادارة لشركة الحديد والصلب ، اول ما فعله هو اقامة مؤتمر للانتاج، وكان اشبه بالعصف الذهنى ليتعرف على مشاكل الشركة الحقيقية من العمال .
واستطرد الانصاري قائلا : عندما حدث الاعتصام الشهير فى اغسطس 1989 كان مرتب رئيس الشركة فى ترتيب جدول المرتبات هو رقم 35 وكان رقم 1 فى المرتبات لاحد العاملين “وناش “فى الواحات البحرية .
واوضح الانصاري ان حديثه عن هذه الوقائع لان بعض اصحاب العمل “يتعالوا” على الجلوس مع العمال فى مفاوضة أو حوار ، والاغرب ان نسمع اصوات نشاز تنادى بالغاء تمثيل العمال فى مجالس الادارات ؛ وفى السنوات الماضية تم الغاء نسبة ال 50% للعمال والفلاحين فى المجالس النيابية .. احنا رايحين فين ؟