كتب: محمد حربي
علاقة وثيقة تربط الثقافة بالإعلام. وإذا كان ينظر للثقافة، بأنها المعين الشامل لكافة وسائل الإعلام؛ فإن الإعلام، وبإيقاعه السريع، وأدواته الأكثر سرعة والمواكبة للتكنولوجيا؛ هو القناة التي من خلالها، تم التعبير عن مضمون الرسالة الثقافية، منذ العصور الأولى؛ وحتى مرحلة الإعلام الرقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي الحديث.
وفي هذا الإطار؛ فقد جاء مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي، تحت شعار” السلام للجميع”، الذي يُنظِّمه “تحالف اليونسكو للثقافة الإعلامية”، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ، وجامعة أوتونوما برشلونة بإسبانيا، والمعهد الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية؛ وبرعاية أحمد أبو الغيط – الأمين العام للجامعة العربية، ورئاسة الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. وبحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائباً عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني-بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والسفير ألبارو ايرانثو- سفير اسبانيا في القاهرة. وبمشاركة عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات والإعلاميين، ومنظمات المجتمع المدني من: مصر، والدول العربية والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفنلندا والهند والصين وروسيا الاتحادية ونيجيريا، علاوة على ممثّلي مكاتب اليونسكو بالمنطقة العربية والمدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو لقطاع الاتصال والمعلومات من المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو بباريس.
فلسطين حاضرة
ولم تكن فلسطين غائبة عن المؤتمر؛ حيث جاءت في كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط؛ في قوله: ” إن الأمانة العامة، تولي اهتمامًا خاصًا لمسألة التصدي لكافة مظاهر وأشكال التمييز العنصري والتحريض على العنف بسبب العرق أو الدين، حيث قامت بإعداد الخطة الاستراتيجية العربية الموحدة لتحالف الحضارات، بهدف تعزيز التواصل بين الحضارات المختلفة، والاستخدام الأمثل للطاقات البشرية؛ لتحقيق الأهداف المشتركة للدول العربية في مجال تحالف الحضارات، وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية “باعتبارها ذروة تجسيد العنصرية في زماننا ” .
السلام غاية
من جانبه أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني-وكيل الأزهر الشريف، على أن غاية الوجود هو السلام، وأنه لا معني للحياة وللإيمان دونه؛ مشيراً إلى أن مصر عرفت السلام منذ القدم، ونجحت في تقديم نموذج يحتذي به من خلال ثقافة التسامح والسلام، من أجل التصدي لأمراض الكراهية والعنف التي تترك آثار هدامة في المجتمعات.
موضحاً، أنه ما من دين سماوي؛ إلا ورسالته تحمل السلام والعفو والتسامح، مشيرا إلى أن السلام والتسامح، هما السبيل الرئيسي لاستقرار الشعوب، وباعتبار أن السلام هو الأصل والتسامح يظل مطلب ديني.
وأضاف فضيلته، بأنه لابد من العمل على نشر هذه الثقافة عالمياً، مستنكرا ما تقوم به بعض الدول، من منح حقوق الإنسان للبعض ومنعها عن البعض الآخر، سواء بسبب اختلاف اللون أو الجنس. مشددا على أن رسالة الإسلام تهدف دائما لدعم التعايش والتسامح وخدمة الإنسانية.
دور التعليم
من جانبه ثمن قداسة البابا تواضروس الثاني، رسالة المؤتمر تحت رعاية جامعة الدول العربية، والأكاديمية العربية لعلوم التكنولجيا والنقل البحري، مشيداً بالإسهامات التي قدمتها الأكاديمية، والدور الكبير الذي تقوم به.
موضحا دور التعليم الجامعي، في صياغة جديدة للعقل المعرفي على، أسس منهجية علمية، من أجل الانطلاق لأفاق أوسع وتحقيق الإنجازات، مشيرا لكم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، لافتاً إلى أنه على الرغم من كل ذلك؛ فما نزال نحمل أوطاننا في داخلنا .
وأضاف قداسته، أن الإعلام يشكل رابطة بين الإنسان والعالم كله، بعد هدم الجدران التي كانت تفصلنا عن بعضنا، لنستطيع التواصل بشكل أسرع؛ ولكن بشرط استخدامه من أجل الخير، وان نحسن استخدامه لخدمة البشرية بأفضل صورة.
تعزيز التعاون
من جانبه أكد الدكتور إسماعيل عبد الغفار-رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن الهدف من المؤتمر هو مناقشة القضايا التي تمس مقدرات مجتمعات المنطقة العربية، وتعزيز أواصر التعاون.
موضحا أهمية الدور الذي تقوم به مثل هذه النوعية من المؤتمرات، بالتأثير في المجتمعات، وقضايا الأمن السيبراني، وبحث سبل مكافحة الاخبار الزائفة والمضللة. وأضاف أن الأكاديمية حريصة على إعداد الشباب كما ينبغي، لضمان توصيل رسالة إعلامية واضحة وصحيحة، والاهتمام بتدريبهم على أنتاج محتوى هادف، والقدرة على التمييز بين الأخبار الصحيحة، والزائفة في عالم يموج بالأخبار المضللة، التي تستهدف زعزعة استقرار مجتمعات المنطقة العربية.
لافتا إلى دور الأمين العام للجامعة العربية، في دعم الأكاديمية، والتي كان من نتائجها إنشاء كلية الذكاء الاصطناعي في مدينة العلمين.
صراع الحضارات
من جانبه أكد سفير إسبانيا ألبارو ايرانثو، على رفض بلاده لنظرية الصراع بين الحضارات المختلفة. وأن اسبانيا تتقاسم القيم والمبادئ مع دول الجوار ودول العالم، معربا عن تطلع بلاده لمزيد من التعاون الذي يمهد لجني ثماره فيما بعد.
الأخبار المضللة
من جانبه أكد الدكتور محمد النشار، عميد كلية الإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم، على أهمية المؤتمر، لإبراز دور التربية الإعلامية والثقافة التوعية، والتحذير من مخاطر الأخبار الكاذبة والمضللة في تسليط الضوء، على مخاطر الأخبار المضللة، وتأثيرها السلبي، والتي قد تتسبب في الكثير من المشاكل والأزمات، وقد تصل إلى إشعال الحروب في العالم. .
القيم والتسامح
من جانبه أكد الدكتور سامي طايع مستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا للاعلام، ورئيس الفرع العربي لاتحاد اليونسكو للثقافة الإعلامية، أن المؤتمر الدولى عن دور الثقافة الاعلامية في دعم التفاهم والسلام العالمي، يأتي فى توقيت مهم، مشيرا إلى دور الأكاديمية وكليه اللغة والإعلام في نشر ثقافه القيم والتسامح .