أهم الأخبارتحقيقات و ملفات

الدكتور سامي طايع: نواجه ” تسونامي معلوماتي”.. والسياسات التحريرية أجهضت مواثيق الشرف الإعلامي

فجوة كبيرة بين التشريعات، ووتيرة الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.. وتثقيف المواطن هو الحل


حوار: محمد حربي
حذر الدكتور سامي طايع مستشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس الفرع العربي لاتحاد اليونسكو للثقافة الإعلامية، على أهمية التربية الإعلامية لحماية المواطن، من تسونامي المعلومات، الذي تواجهه المجتمعات، عبر منصات التواصل الاجتماعي، موضحا وجود فجوة كبيرة بين التشريعات، والقوانين الإعلامية، ووتيرة الإعلام الرقمي المتسارعة، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومشيرا إلى أن السياسات التحريرية، اجهضت كل محاولات نشر ثقافة مواثيق الشرف الاعلامي. جاء ذلك بمناسبة مؤتمر” الثقافة الإعلامية والمعلوماتية والتفاهم العالمي، تحت شعار” السلام للجميع”، الذي يُنظِّمه “تحالف اليونسكو للثقافة الإعلامية”، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ، وجامعة أوتونوما برشلونة بإسبانيا، والمعهد الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية؛ وبرعاية أحمد أبو الغيط – الأمين العام للجامعة العربية، ورئاسة الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري. وبحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائباً عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني-بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والسفير ألبارو ايرانثو- سفير اسبانيا في القاهرة. وبمشاركة عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات والإعلاميين، ومنظمات المجتمع المدني من: مصر، والدول العربية والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفنلندا والهند والصين وروسيا الاتحادية ونيجيريا، علاوة على ممثّلي مكاتب اليونسكو بالمنطقة العربية والمدير العام المساعد لمنظمة اليونسكو لقطاع الاتصال والمعلومات من المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو بباريس.
وفي حوار خاص مع ” العمال”، أكد الدكتور سامي طايع، على أن أهمية المؤتمر، تأتي من أننا نعيش في وقتنا الحاضر، فيما يمكن أن يطلق عليه عصر ” تسونامي معلوماتي”؛ حيث أن منصات التواصل الاجتماعي، والإعلام الرقمي، أصبحت منصات مملوءة بالإخبار الكاذبة، والمغلوطة، والمضللة، وعليه بات من الأهمية، بأنه لا مفر من القيام بعملية تثقيف وتوعية للجمهور، وتزويدهم بالمهارات؛ التي تمكنهم من التعامل مع التحديات الراهنة، عند التعامل مع هذه المنصات. موضحا بأنه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام الماضي، حث الأمين العام، الدول الأعضاء على ضرورة توعية الجماهير، بأهمية التربية الإعلامية، وتنشئة المواطن الصالح، القادرة على مواجهة الإرهاب.
وأيضا، في منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس الشهر الماضي، كان هناك تقرير، حول استطلاع الرأي، بشأن أهم مشكلة تواجه العالم في الوقت الحالي، وكانت النتيجة، هي المعلومات المضللة، والخاطئة. وأن العلاج والحل، يكمن في التربية الإعلامية، كأفضل آلية، للقضاء على الجوانب السلبية في وسائل الإعلام. وعليه فإن التربية الإعلامية، هي سفينة النجاة الحقيقية، وأنه حينما يكون هناك مواطن مثقف إعلاميا، وتثقيفيا، وإزالة المفاهيم المغلوطة والسلبية عن بعضنا البعض، فإن هذا سوف يكون له أثاره الايجابية على قبول الآخر، كما أنه سوف يعزز من التفاهم، والتفاعل، والسلام العالمي.
وحول ما إذا كان الإعلام الرقمي، نعمة أم نقمة.. قال الدكتور طايع: بأنه نعمة ونقمة في آن واحد!. موضحا أن وسائل التواصل الحديثة، ساعدت كثيرا في تسهيل نمط الحياة.ولكن في الوقت ذاته، فإن لها بعض الجوانب السلبية، حيث أن الإفراط في عملية استخدام الإعلام الرقمي، من شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشاكل، غير العادية. وأن خير مثال على ذلك الظاهرة المنتشرة في كثير من الأسر حاليا، حيث ما يشبه عملية الإدمان للموبايل، والانغماس في العالم الافتراضي، الخاص بكل فرد، دون محاولة الخروج منه، مشيراً، إلى انه عبر التربية الإعلامية، تجري المحاولات من أجل إخراجهم من هذا العالم الافتراضي، حيث يكونوا أفراد أكثر تفاعلا مع المجتمع.
ورداً على سؤال، حول مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، على التماسك الأسري.. قال الدكتور طايع: إن الاسم الحقيقي الذي ينبغي وصفها به، هي وسائل ضد التواصل الاجتماعي، ويتضح هذا عندما تتجمع أسرة، فترى، كل فرد مشغول بهاتفه المحمول، مع عالمه الافتراضي، وشبه معزول عن المحيطين به، لافتا إلى أنه لا مفر للعلاج سوى التربية الإعلامية، وتثقيف الأفراد اجتماعياً.
لافتا إلى أنه على مدى عقدين أو ثلاثة من الزمن، تم بذل كثيراً من الجهود، حيث كانت تجري عملية تدريب للإعلاميين، والتأكيد على مواثيق الشرف الإعلامية، وكما هو معلوم، فإن كل إعلامي، يعمل في وسيلة إعلامية، يلتزم بالسياسة التحريرية، وبالتالي فإنه لا يستطيع أن يحيد عنها، وبالتالي وجدوا أنهم لم يحققوا النتائج المرجوة؛ وبالتالي لم يجدوا أمامهم من مفر، سوى التوجه للطرف الآخر، وهو الجمهور، من خلال إكساب الأفراد، بعض المهارات، والتفكير الناقد، والقدرة على المشاركة، من أجل القدرة على التعامل مع وسائل الإعلام الحديث بالشكل الصحيح.
ورداً على سؤال، بشأن إلى أي مدى استطاع المشرع، مواكبة الإعلام الجديد؟.. قال الدكتور طايع: بإنه للأسف الشديد، هناك فجوة كبيرة بين التشريعات، ووتيرة الإعلام الرقمي، ولا مفر سوى تثقيف المواطن، فهو الحل، للتعامل مع وسائل الإعلام الحديث بدون أي أضرار.

زر الذهاب إلى الأعلى