اتحايلت شهور على عدلي منصور .. السيسي يكشف أسرار وخفايا جديدة عن ثورة 30
كتب – عاطف عبد الستار
تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم عن ظروف ترشحه لرئاسة الجمهورية في المرة الأولى، بعدما أطاح الشعب المصري بجماعة الإخوان الإرهابية من سُدة الحكم في ثورة 30 يونيو، كاشفًا أنَّه طلب من الرئيس الأسبق المستشار عدلي منصور الترشح لمنصب الرئاسة، لكن الأخير رفض.
وقال السيسي خلال كلمته في احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي نظمته وزارة الأوقاف: “معرفش الكلام اللي هقوله فخامة الرئيس عدلي منصور هيزعل مني ولا لأ ، لكن أنا هقوله، انتوا قبل الانتخابات والترشح، كتير من الناس قالت ليه مش عاوز يقدم، اتحايلت على فخامة الرئيس في الفترة دي شهور إنه يترشح وأكون أنا في مكاني”.
وأضاف السيسي: “بقول الكلام ده عشان تعرفوا إن الكل زاهد فيها، لأنه تحدي كبير جدًا، سواء دنيا أو دين، شهور بقوله من فضلك، سنة عدت اترشح تاني وأنا أفضل مكاني وهعمل كل اللي ممكن يتعمل لأجل خاطر مصر، بس هو قالي لا يمكن هي كده تمام وكفاية كده”، وزاد: “الحكاية مش حكاية رئيس ونظام، على الأقل بالنسبة لي مش موجودة”.
كما تطرق رئيس الجمهورية، إلى الحديث عن أسباب ثورة 30 يونيو، نافيًا بشدة، أنَّ يكون اندلاعها بسبب رغبته في الوصول إلى سُدة حكم البلاد.
وقال رئيس الجمهورية: “لو انتو تصورتوا إن 30 يونيو و3 يوليو، إني كنت جاي طمعان في حاجة، تبقوا ظلمتوا الفكرة وظلمتوا القيم والمبادئ اللي وقفنا من أجلها”، وزاد: “لو انتو تصورتا إن الموضوع كله عشان أبقى موجود هنا، ده أنا أبقى أوحش منهم، لأ والله”.
وهاجم الرئيس السيسي، جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب استهدافها للشعب المصري بالقتل والتخريب والشائعات.
وقال السيسي: “اوعوا تفتكروا يوم ما قلت في 24 يوليو 2013، الكلمة اللي هي بتاعة الإرهاب وعاوز تفويض، عاوز أقولكم في الوقت كتير من اللي كانوا معانا مستهجنين الدعوة، وتفويض إيه وإرهاب ايه اللي بتقول إننا هنقابله في مصر، وإنك عاوز تفويض تتعامل معاه بعد كده”.
وأضاف رئيس الجمهورية: “أصل عندهم المنهج كده يا يحكموا ويقتلوا، فكنا رايحين للحرب ومكنتش هقدر أروح للحرب دي، ولما انتوا عملتوا 30 يونيو مكنتوش تعرفوا إن النتايج هتكون كده، إنهم هيفضلوا ورا منكم ويقاتلوكم بالكلمة والكذب والافتراء، غير السلاح والتخريب والتدمير، النفوس مريضة وقلوبهم مريضة، لا يمكن تكون قلوب سوية وسليمة تؤمن بالله تعمل في الناس كده”.
وشدد رئيس الجمهورية، على أنَّه يواجه جماعة الإخوان الإرهابية، بإرادة من حديد: “أنا عندي إرادة لا تلين في مواجهتهم؟ طبعًا، من حديد، من حديد”.
وأضاف السيسي: “بالمناسبة، أنا بواجه في إطار مواجهة لاجل خاطر الدين، كل الدين، لأن اللي بيحصل ده كان له تأثير سلبي كبير جدًا على فكرة الأديان والاعتقاد في الله سبحانه وتعالى، الناس تشككت إيه القيم والأديان اللي تطلع وتقتل في الناس بالطريقة دي، مش ممكن”.
وتابع الرئيس: “شوفوا اللي بيحصل كل يوم وانتوا تعرفوا إن انتم في قتال، وفي نضال مستمر وشوفوا كل يوم في حكاية، أنا والله ما اعرف هيقابلوا ربنا بالكدب ده كله إزاي، ده كدب كتير ربنا يكفينا شرهم”.
وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، من نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا “يا ترى الدين بيقول إيه في الكذب اللي إحنا بنشوفه عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلنا؟ من غير ما نحس بننقل عن بعضنا دون إدراك إننا في يوم من الأيام إذا كنا عارفين إننا هنقابل ربنا، وهنتحاسب على كل اللي عملناه”.
وأضاف: “كل يوم بنكدب، بتكلم على مواقع التواصل، مش بتكلم على الإرهاب خالص، والفيلم اللي شفناه هنا مغطاش الحقيقة، حقيقة الإرهاب والتدمير والخراب، اللي في دول كتير وضحايا وأكترها في دول المسلمين”.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنّ شبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، يستخدمها متطرفون في بعض الأحيان، لتجنيد الشباب وتعليمهم وتكليفهم بالجرائم الإرهابية والمتطرفة، دون أن يلتقي أي طرف بالآخر.
وتابع رئيس الجمهورية: “عمر الأمم ما هتطلع قدام بالطريقة دي، وإحنا كمصريين وكبشر معنيين بإننا نعلم ولادنا عشان يبقوا أسوياء”.
وواصل: “لما تلاقوا بيت انفصل الزوج والزوجة بتاعته، وتجد الأم أو الأب في خصومة، والكلام ده يتم بناؤه وغرسه من غير قصد في نفوس الأبناء، يا ترى الأبناء دي هتطلع أسوياء؟، أبدًا، ده قمة عطاء الأسرة في حالة عدم التفاهم، إنهم يخلوا بالهم إنهم عاوزين يطلعوا ابنهم أو بنتهم على درجة عالية من الاستواء، لأجل حياتهم لما يكبروا”.
وبالنسبة لتجديد الخطاب الديني، أكّد رئيس الجمهورية، أنَّ أحدًا لا يستهدف تغيير ثوابت الدين: “النبي محمد قال كلمة لكن إحنا معملناش، وحتى اللي عملوا قبل كدة عملوا في عصرهم، وده الكلام اللي بنتكلم فيه مع بعض، لما بنقول بنطور فكرنا وفهمنا لديننا مش هنغير الثوابت أبدًا، لكن أكيد فيه كلام كتير بيتغير”.
وفي سياق متصل بتجديد الخطاب الديني أيضًا، وجه الرئيس السيسي، وزير الأوقاف، بتنظيم مؤتمر أو ندوة لمدة أسبوع أو أكثر، من أجل نقاش المفاهيم التي طرحها عن تجديد الخطاب الديني، في الجزء الأول من كلمته في احتفال الوزارة بذكرى المولد النبوي الشريف.
وأوضح السيسي خلال كلمته، سبب مطالبته بعقد المؤتمر، موجهًا حديثه لوزير الأوقاف: “للنقاش حول المفاهيم اللي انت طرحتها، واللي احنا اتكلمنا فيها كتير بس انت قلتها بشكل محتاج مننا كلنا، مش أهل الدين بس، أنا بتكلم عن السياسيين والاقتصاديين وأهل الثقافة وكل المعنيين في المجتمع، الشأن العام يبقى من منظور ديني أو ثقافي أو اجتماعي أو فكري أو سياسي، زي ما انتو عاوزين”.
وتابع الرئيس: “أرجو أن يغطي الإعلام بعد إعداد جيد من الأوقاف ومشيخة الأزهر طبعًا، عشان الناس تسمعنا واحنا بنتكلم على إيه، يعني إيه شأن عام، لأن ده أمر مهم أوي وخطير جدًا في ظل الظروف اللي بتمر بمنطقتنا وبمصر، وبالتالي إحنا محتاجين ننتكلم مع نفسنا وشعبنا، إن المواضيع بيتم تناولها بشكل خلينا نفرد لها، وندي الفرصة للكل يتكلم والكل يسمع، نظموها وهحضر بس أرجو أن يكون في إعداد”.
وقاطع وزير الأوقاف الرئيس السيسي، بعدما قال إنّه سيحضر المؤتمر، قائلًا: “ده شرف لينا يا ريس”، ليرد الأخير: “لأ مش شرف”، مضيفًا: “أرجو يبقى فيه إعداد لأنه مش هيبقى على أد الدين، أنا كنت ممكن أقول لرئاسة الجمهورية تعمله، لكن أنا قولت لأهل الدين هم الأولى بالكلام في الشأن العام”.
وقال الرئيس السيسي إنّ المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله، والعمل المنظم والجهد المتواصل، المبني على أسباب الدنيا وقوانينها وتطورها، هو المنهج الذي ينتصر في النهاية، إذ إنّ الله عز وجل يكافئ المجتهدين الذين يسعون إلى الخير والسلام، وتعمير الحياة ويعملون على تخفيف آلام الناس، وتحسين الواقع الذين يعيشون فيه.
وأضاف السيسي: “أقول لكم بكل الصدق، إننا إذ نقتدي بالرسول الكريم، فإننا نبذل أقصى الجهد لتحقيق نقلة نوعية في أداء دولتنا وتوفير أسباب القوة والتقدم لها، على جميع المستويات، فالأمانة التي يتحملها كل منا في نطاق مسؤوليته تحتم عليه ألا يدخر جهدًا في الإحاطة بأسباب التقدم والعلو وتجنب أسباب الفل والانهيار”.
وقال الرئيس السيسي إنّ احتفال اليوم بذكرى مولد نبي الرحمة والهدى، مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم، والتي بلغها لنا متحملًا في سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذي لم يمنعه عن أداء الأمانة التي كلفها الله عز وجل بها.
وأضاف رئيس الجمهورية، أنّ المشاق الجسيمة التي تحملها الرسول الكريم تعطي لنا الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها، وفي مقدمتها تحمل الأذى بثبات والصبر على المكاره بأمل في نصر الله ومواجهة الصعاب، وعمل دؤوب لا ينقطع.
وشدد رئيس الجمهورية على أنَّ “التطرف والإرهاب والتشكيك الكاذب والافتراء على الحق وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التي نواجهها لن تثني هذا الشعب ذو الإرادة الحديدية عن المضي في طريقه نحو المستقبل الأفضل”، مستكملًا “سنواجه الشر بالخير، والهدم بالبناء، واليأس بالعمل والفتن بالوحدة والتماسك”.
وأردف: “أبناء الشعب المصري، لعل سيرة النبي تكون لنا جميعًا أسوة حسنة، تلهمنا القوة والإرادة والصبر والتحمل والجراءة والشجاعة، وسلامة المقصد والغاية، أشكركم وكل عام وأنتم بخير ومصرنا الغالية في رفعة وتقدم”.
كما تحدث الرئيس، عن أهل الشر، مشددًا على أنَّه لن ينسى أبدًا ما فعلوه طوال السنوات الطويلة الماضية: “نواجه الشر وأهله لأني مش هنساهم، لا دلوقتي ولا من سنين طويلة فاتت”.
وأردف السيسي: “الناس اللي تعرفني تعرف إن عمري ما كدبت، حتى وأنا موجود في المكان اللي بيقولوا عليه أهل السياسة بيحتاج (لَوع) وحاجات من دي (أكاذيب)، النبي محمد قاد ومكنش كده، ونجح، عشان الصلة.. وربنا يجعلنا من أهل الصلة”.
وقال الرئيس السيسي إنّه لا شيء يشغلنا عن تحقيق تطلعات شعب مصر العظيم في الأمان والسلام والتنمية، ولا نلتفت إلى ما يحاول أعداؤنا تنفيذه من تعطيل وإعاقة، ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل والكثير من الجهد والنظر إلى الأمام بأمل وثقة، موقنين بوعد الله سبحانه وتعالى بأنّ ما ينفع الناس يمكث في الأرض.
وواصل السيسي : “والحق أقول لكم إنني أثق تمام الثقة في أنّ نصر الله القريب لمصر وشعبها وتحقيق آمالنا جميعًا في بناء وطن حديث متقدم ينعم فيه شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة.