كتب: محمد حربي
عقد مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، الملتقى اللاتيني الثالث، تحت عنوان ” الميركوسور.. 33 عاما من التكامل الاقتصادي “؛ وقام بإدارة الملتقى محمد ربيع، مساعد مدير المركز للشؤون اللاتينية، ومدير تحرير مجلة شؤون لاتينية.
ويأتي ذلك في إطار مرور 33 عاماً على تأسيس الميركوسور ( عام 1991م.)، بين أربع دول لاتينية، وسرعان ما انضم عدد أكبر من الدول اللاتينية بمرور الأيام، ليصبح بعد ذلك من أقوى التجمعات الاقتصادية في العالم.
ومنذ نشأته عمل الميركوسور على تحقيق التكامل الاقتصادي بين أعضائها من خلال تعزيز التجارة الحرة، وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع، إذ حقق انجازات ملحوظة على الصعيد الاقتصادي ، فضلا عن دوره على الصعيد السياسي أيضا.
ويمكن القول، إن دور الميركوسور، لم يقتصر على تعزيز التعاون بين دول أمريكا اللاتينية فقط، بل أبرمت اتفاقيات اقتصادية مع العديد من الدول، بما فيها الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دول عربية أخرى، على غرار: مصر، المغرب، ودول الخليج العربي.
وخلال الملتقى الثالث لمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، تحدث الدكتور فتحي يوسف، عضو هيئة التدريس بجامعة بنها، عن ” الميركوسور ومصر.. نحو آفاق مستقبل واعد”؛ حيث قام بإلقاء الضوء على تاريخ العلاقات المصرية البرازيلية، التي مضى عليها نحو 100 عام. وكذلك توقيع الاتفاقية بين مصر وتجمع الميركوسور في عام 2018م.
وقد ألقى الدكتور فتحي، الضوء على ماهية التكتلات الاقتصادية؟. ومرحل التكتل.. وأشكال التكتلات، والتكامل الاقتصادي، مشيراً إلى الاتحاد الأوروبي بدوله الـ 28، قبل خروج بريطانيا، كنموذج نجح في تحقيق العملة الموحدة. كما أشار إلى تجربة النافتا، اتفاقية التجارة الحرة أمريكا الشمالية، كندا والمكسيك وأمريكا. وكذلك رابطة دول شرق آسيا ” الآسيان “. لافتا إلى التشابه والاختلاف بين تجمع الميركوسور وبريكس.
وقال الدكتور فتحي: إن تقارب الدول من بعضها في التجمعات والتكتلات، يسهم في تخفيض تكلفة النقل . فضلا عن القاسم المشترك، الذي يجمعهم في الافلات من الهيمنة الغربية.وأشار إلى تجربة السوق العربية المشتركة، التي سبقت تاريخيا تأسيس الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك لم تنجح لاعتبرات كثيرة.
وأضاف أن هناك فجوة بين الصادرات والوارادت المصرية من وإلى تجمع الميركوسور، وهناك عجز في الميزان التجاري بأكثر من 95 بالمئة، لصالح الميركوسور. حيث تستورد منهم مصر بنحو 6 مليار و300 مليون دولار، بينما تصدر لهم بنحو 180 مليون دولار سنويا. لافتا إلى إمكانية توسيع الشراكة بين مصر والمركوسور، خاصة وأن دول الميركوسور بها أكثر من 60 بالمئة من مياه العالم العذبة، فضلا عن ارتفاع درجة خصوبة الأراضي.
وشدد الدكتور فتحي، على أهمية أفريقا بالنسبة لمصري، كعمق استراتيجي، وسوق مفتوحة، لكثير من الصناعات المصرية.