كتب: محمد حربي
أشاد السفير صالح موطلو شن- سفير تركيا لدى جمهورية مصر العربية، بالخطوة التي اتخذتها، كل من دول: إسبانيا، والنرويج، وأيرلندا، في الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة؛ مؤكداً على أن موقفهم المشرف، والقوي والكريم، يعد تطورا إيجابيا للغاية، وفي صالح العدالة والحقيقة. موضحاً، أن وزير الخارجية التركي- هاكان فيدان؛ قد قام بزيارة إلى إسبانيا، ضمن مجموعة الاتصال للدول العربية الإسلامية، والتقى بالسلطات الاسبانية. كما دعا السفير شن، المجتمع الدولي بأكمله الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة في أقرب وقت ممكن، وقبولها عضوا في الأمم المتحدة، وتمهيد الطريق لحل الدولتين الذي لا رجعة فيه، حتى تتمكن فلسطين من العيش حياة كريمة ومحترمة. الحياة الإنسانية على حدود 1967″ .جاء ذلك خلال كلمته على حفل الإفطار؛ الذي أقيم بمقر إقامة السفير بالقاهرة؛ بمناسبة يوم الإفطار العالمي.
وأكد شن، أن الحرب؛ التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، أدت إلى سقوط أكثر من 36 ألف شهيد فلسطيني، وأكثر من 76 ألف جريح، غير المفقودين، وتدمير كامل البنية التحتية، بعدم تهدم نحو 70% من المنازل؛ حتى أن غزة باتت تعيش اليوم كارثة إنسانية؛ بسبب تعذر وصول المساعدات للمتضررين، من: الغذاء، والمأوى؛ على الرغم من الدعوات الدولية.
وقال السفير شن: إن حرمان الفلسطينيين من الحصول على الغذاء، من الممكن أن يؤدي ليس فقط إلى الأمراض والإجهاد والضغط والقلق، بل أيضًا قد يؤدي إلى أمراض مزمنة كبيرة. موضحا، حتى الفلسطينيين؛ الذين تهدمت منازلهم بالفعل، وأصبحوا بلا مأوى، ونزحوا إلى الجنوب، بناءً على دعوة إسرائيل؛ من أجل العيش في خيام مؤقتة، فلم يصبحوا في مأمن، وفقدوا حياتهم نتيجة للقصف الإسرائيلي، ضمن عملية رفح. وبالتالي فلم يعد هناك أي مكان آمن في غزة .
وأوضح السفير شن، أن الجهود المصرية التركية، لم تتوقف من أجل دعم الأشقاء الفلسطينيين؛ حيث قدمت تركيا عشرات الآلاف من الأطنان من المساعدات الغذائية إلى غزة منذ بداية الحرب. حيث هناك حاجة ماسة لتوفير الغذاء لحوالي مليوني شخص بشكل مستمر ومنتظم كل يوم؛ وذلك في ظل عدم وجود أنظمة لحفظ وتخزين المواد الغذائية، بسبب عدم وجود الكهرباء، والوقود في غزة، على الرغم مما جهود مؤسسات الأمم المتحدة مثل الأونروا وبرنامج الغذاء العالمي، إلا انه لا يمكن إيصال الغذاء بالقدر الكافي بسبب الحصار والضوابط الصارمة التي تفرضها إسرائيل.
وأشار السفير شن، إلى أن فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي أمام وصول المساعدات الإنسانية المحملة على الشاحنات، التي تنتظر منذ فترة طويلة على المعبر، في مصر، ضمن إطار الحل المؤقت؛ الذي تم التوصل إليه بين الرئيس السيسي والرئيس بايدن، هو تطور إيجابي. خاصة وأن المساعدات التي يمكن دخولها عبر الرصيف الذي انشأته أمريكا في مياه غزة، محدودة ، بعد تعرض جزء من الرصيف للتدمير.
وأضاف السفير شن، أن تركيا، طالبت إسرائيل بالانسحاب من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح الحدودي. كما وجهت مصر نفس الدعوة. وهناك توافق مصري تركي بشأن هذه القضية. ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، يجب على إسرائيل الانسحاب من معبر رفح الحدودي في أسرع وقت ممكن. ويجب تسليم إدارة المعبر للفلسطينيين وتسليم المساعدات الإنسانية، وخاصة المساعدات الغذائية، على الفور.
لافتا، إلى أنهم يثمنون، الدور المصري في استقبال حوالي 100 ألف فلسطيني، منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، ويتم توفير كافة أنواع الدعم لهم، وخاصة في مجال الصحة. ونوه إلى أن السفارة التركية سوف تستضيف نحو 500 عائلة فلسطينية من غزة في ثاني أيام العيد، وتقديم الهدايا لهم، كلفتة بسيطة تعبر عن قدر من التضامن في ذلك العيد المبارك الذي نتشاركه جميعا، مشدداً على أن تركيا ستواصل دعمها للفلسطينيين في غزة بالتعاون مع مصر.
ونوه السفير شن، إلى أنه سوف تكون هناك منح دراسية للطلاب الفلسطينيين في مصر من خلال منظمات المجتمع المدني، وكذلك دعم المرضى، وبذل كل جهد ممكن لنكون إخوة للفلسطينيين بقدر ما نستطيع. معرباً عن أمله في أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، وأن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أسرع، مع تقديرهم وثقتهم في جهود مصر، وأن يتم تلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة بشكل كاف. وأن الجانب التركي سوف يكون في طليعة المشاركين في عملية إعادة بناء وإعمار غزة.
وكان السفير شن، قد أقام حفل الإفطار، في إطار الاحتفال العالمي بيوم الإفطار؛ الذي يوافق الثاني من شهر يونيو في كل عام. موضحاً، أن الإفطار في الثقافة التركية، وجبة رئيسية. وأنه لهذا السبب، فإن تركيا تولي أهمية لتعزيز ثقافة وتقاليد الإفطار التركي. مشيراً إلى جميع خبراء الصحة يؤكدون على أهمية بدء اليوم بوجبة إفطار قوية وصحية.وأن الأتراك يدركون أهمية الزيتون وزيت الزيتون فهو علاج سحري لحياة صحية وطويلة. وأن زيت الزيتون هو مكون لا غنى عنه في وجبة الإفطار لديهم.
وقال السفير شن: إنه خلال إحدى زياراته إلى العريش، اكتشفت زيت زيتون العريش البكر الممتاز والمعصور على البارد والطبيعي والأصلي واشتري عشر زجاجات. ألآن كل صباح يبدأ فطوري على معدة فارغة بخلط ليمون البحيرة مع زيت زيتون العريش ويشربه. وهذا لأن الأطباء ينصحون من أجل الصحة النفسية والجسدية بالاستيقاظ مبكراً و قبل البدء بيوم مرهق ومزدحم بتناول وجبة إفطار غنية بالفيتامينات والمعادن والبروتين قدر الإمكان.
وأوضح السفير شن، بأنه من أهم ما يميز وجبة الإفطار التركية أنها غنية ومتنوعة.كما أن الإفطار التركي يشمل منتجات عديدة مثل اللحوم والسجق والبسطرمة. وهذا أكثر شيوعًا في إنجلترا ودول الشمال. بالإضافة إلى ذلك، توجد أيضًا عناصر اخرى مثل المربى والعسل والزيتون والزبد، تمامًا مثل القارة الأوروبية.
وأشار السفير شن، إلى أن الإفطار التركي يتميز أيضاً بالمعجنات والزبادي وبالخضراوات والأهم من ذلك الزيتون، وهو لا غنى عنه على مائدة الإفطار. وبطبيعة الحال، يجب أن نضيف السميط وفطيرة الجبن. كما يمكن القول: إن أساس في الإفطار التركي هو الزيتون والجبن. وطبعا يتم تناوله مع السميط التركي أو الخبز. ولذلك فإن وجبة الإفطار لها مكانة لا غنى عنها في الثقافة الغذائية التركية. وذلك للحصول على حياة صحية وطويلة يعد الغذاء والمأوى هي الاحتياجات الأساسية للإنسان. كما يعد الحصول على الغذاء والمأوى حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان.