في العديد من الدول العربية تُنظّم معارض للكتاب تمتلئ بالكتب من كل الأنواع ويمتلئ المعرض بآلاف الزوار والمتابعين ! في نسبة كبيرة من معارض الكتاب الحدث الأهم فيها هو شراء الكتب! أي إن المعرض أشبه بـ«سوق تخفيضات» للكتب!
في دولة الإمارات العربية المتحدة يختلف الموضوع جذرياً، ذلك أن النضج الثقافي والمعرفي والموقف الحضاري من العلوم والمعارف هو من أهم أفكار الوالد المؤسس رحمه الله وحُكّام الإمارات من بعده، نتائج هذا الفكر واضحة في رفعة تصنيف الإمارات ضمن الدول الرائدة في العالم.
في الشارقة، الكتاب له وضعٌ مختلف تماماً، اليونسكو تقول إن الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، لا شيء مستغرباً في هذا، فقد نجح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في جعل الشارقة عاصمة لما هو أهم من الكتاب بذاته! لقد أصبحت عاصمة للقراءة والتفكير وسعة الأفق، نموذجاً في النضج الفكري المتوهج لدرجة إجادة التواصل مع جميع مثقفي العالم، وهذا لا يحصل دون اجتياز عقبة التقبُّل التي أسقطت الكثير من العقول في الوحل.
يقول سلطان «منذ عدة سنوات نعمل على مشروعنا الثقافي في العالم العربي، حيث بيوت الشعر وملتقى الشارقة للسرد – القصة والرواية – الإبداع العربي للشباب، المسرح ومهرجاناته في كل بلد عربي، وأحسست من خلال ذلك العطاء أن أنوار القرن الثامن عشر لا تزال تضيء، وأن كتابنا وأدباءنا لا يقلون قامة عن أدباء وكتاب ذلك القرن، إذن فلنتحد ونقرر على أن يكون هذا القرن هو قرن أنوار الأمة العربية، لنزيل الظلمات ونرفع راية العقلانية عالياً».
لقد أجاد سلطان قراءة التاريخ وتشخيص الواقع، لذا أطلق مشروع المستقبل بكل شجاعة، يبدو هذا جليّاً في كلماته السابقة لمن يتمعّن فيها.. وحديثه الشهير مع «ستيف هارفي» الذي كشف عنه الأخير بقوله: عندما جلستُ مع صاحب السمو حاكم الشارقة قال لي إن الإسلام يؤمن بجميع الأديان وأنه دين السلام ويؤمن بالنبي محمد وعيسى المسيح وبجميع الأنبياء، وهذا معنى أن تكون مسلماً.. لقد منحني الراحة والطمأنينة بما أنا عليه.