Site icon بوابة العمال

العلاقات المصرية- الصينية انتقلت من التعاون إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة


كتب: محمد حربي
وصف دبلوماسيون مصريين، العلاقات المصرية – الصينية، بأنها واعدة خلال العقد الذهبي القادم، بعد أن انتقلت من مرحلة التعاون، إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، مؤكدين على أهمية بذل الجهود لزيادة عدد السائحين الصينيين إلى 30 ألف سائح سنوياً، أي مضاعفته تقريبا، مقارنة بما عليه الحال الآن؛ الذي يبلغ 14 ألف سائح تقريبا؛ وخاصة في ظل وجود خط طيران مباشر بين البلدين، وانطلاق رحلات طيران يومياً، و27 رحلة طيران أسبوعية، من مطار القاهرة إلى بكين، وخمس مدن صينية أخرى. مشددين على أن الصين تنتهج سياسة متوازنة في علاقاتها مع الجميع، وبما في ذلك الدول العربية، والإسلامية، والنامية. وحتى علاقات الصين التنافسية مع الولايات المتاحة الأمريكية، لن تزحف إلى مواجهة تضر بالأمن والسلم الدوليين. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان” فاعليات زيارة الرئيس السيسي للصين”؛ التي نظمها المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، عبر الصالون الثقافي ” الصين في عيون المصريين”، برئاسة المستشار الثقافي تشانغ إي. وتحدث فيها الوزير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، والسفير عزت الحفني- نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، وسفير مصر الأسبق لدى الصين؛ فيما أدار الندوة الدكتور الصاوي الصاوي أحمد. وشارك فيها العديد من الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات، ومفكرين، وصحفيين وإعلاميين.

ومن جانبه أكد تشانغ إي المستشار الثقافي بالسفارة الصينية بالقاهرة، ومدير المركز الثقافي الصيني، أن العلاقات الصينية- المصرية، تشهد تطوراً مزدهراً، في الذكرى العاشرة، لإقامة الشراكة المصرية، برعاية رئيسي البلدين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينغ.
وقال المستشار تشانغ إي: إن العلاقات بين القاهرة وبكين، أصبحت نموذجا للتعاون والمنفعة المتبادلة، والكسب المشترك، وهي السياسة التي تتبعها الصين، مع الدول العربية، والأفريقية، والإسلامية، والنامية.
وأوضح المستشار تشانغ إي، أن الزيارة الناجحة للرئيس السيسي للصين، نتج عنها كثيرا من التوافقات الواسعة النطاق حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون في كافة المجالات، مشيراً إلى أهمية بناء الشراكة الإستراتيجية في العلاقات بين البلدين، خلال العقد الذهبي القادم.
وأشار المستشار تشانغ إي، إلى أن البيان المشترك، الذي صدر عن لقمة الرئيسين المصري والصيني، شددت على أهمية دفع، وتطوير للعلاقات الثنائية بين مصر والصين، والسير بها نحو هدف بناء مستقبل مشترك في العصر الجديد، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة، سوف تشهد مزيداً من الفعاليات الهامة.
من جانبه، أشاد الوزير محمد العرابي، بالتوجه، والخطوات التي تتخذها الصين، في الانفتاح على مصر، والعالم، التي لا تقتصر على العلاقات الدبلوماسية مع الأنظمة والحكومات الرسمية فحسب؛ بل من خلال تعميق التواصل مع الشعوب. بداية من قواعده العلمية، سواء بالنسبة طلاب الجامعات والمراكز الأبحا.
وأكد الوزير العرابي، أن انطلاقة الصين، تعكس تركيبة الشخصية الصينية، التي تتسم بالصبر، والحكمة، والسلام. مشيراً إلى القواسم المشتركة؛ التي يتلاقى فيها الشعب المصري والصيني، كأصحاب حضارات قديمة، كما تتلاقى السياسات، وخاصة على صعيد العلاقات الخارجية، في عالم يتسم، ويموج بالصراعات، واستعمال القوة، أكثر منها استعمال للعقل، والحكمة في تسوية النزاعات. لافتا إلى أن كافة المؤشرات تبرهن على أن الصين تتقدم داخلياً وخارجياً .
وأوضح الوزير العرابي، أن أول رحلة قام بها إلى الصين، كانت في عام 2009 ، ضمن وفد مصري رسمي، في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، بهدف بحث سبل إنضمام مصر إلى مجموعة ” البريكس “. مشيراً إلى أن النظام المصري، كان يعلم مكانة الصين، وثقلها، وأنها تعد نفسها لتكون قوة عظمى في مجال العلاقات الدولية.
وأشار الوزير العرابي، إلى أهمية فهم مفهوم ومصطلح القوة العظمى، في سياقه الصحيح. حيث أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار عامل وبعد ونقطة المسؤولية؛ حيث أنه لا يكفي أن تكون قوة عظمى تؤثر في العلاقات الدولية، بدون مراعاة كل الأمور الخاصة بالتوازن في الإقليم، سواء في أسيا، أو الدول الأخرى الكبرى. أو بدون أن يكون هناك إحساس بالحفاظ على الأمن والتوازن.
وأضاف الوزير العرابي، أن الصين عضو بمجلس الأمن، وهذا يعطيها قوة استثنائية، وإمكانية كبيرة للتأثير، كما يلقي عليها أيضا عبء سياسي كبير جداً، في أن تعمل دائماً، من أجل صيانة السلم والأمن الدوليين.
لافتا، إلى الآفاق الواعدة في العلاقات المصرية الصينية، وتعزيزها، سواء كانت سياسية، أو اقتصادية، أو عسكرية، أو تعليمية، وغيرها من الأمور الخاصة بمستحدثات العصري، في عالم الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي، مشدداً على أن مصر، هي بوابة لانطلاق الصين بالمنطقة العربية، والأفريقية
ونوه الوزير العرابي، إلى الدور الذي تلعبه مصر، كمعبر لممر معبر المشروع الصيني العملاق، والمبادرة التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ ” الحزام والطريق”؛ والتي تهدف إلى تنمية الشعوب، وكل الشعوب، بعيداً على فكرة السيطرة على موارد الغير، لأن الفلسفة تقوم على قاعدة ” رابح رابح”.
واستبعد الوزير العرابي، فكرة الصدام بالمعنى المقصود كمواجهات حادة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً أنها سوف تبقى في نطاقها المحدد، كتنافس مشروع، دون أن تزحف الأمور إلى مواجهة تضر بالسلم والأمن الدوليين. مشيراً إلى أنه خاسر، كل من يراهن على إمكانية أن تستغني الصين عن أمريكا، أو تستغني أمريكا عن الصين.
وثمن الوزير العرابي، الموقف الصيني المساند للقضية الفلسطينية، مؤكدا على أن هناك أمل كبير في قدرة الصين، بثقلها الدولي، كعضو بمجلس الأمن، في وقف المجزرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما دعا الوزير العرابي الطلاب المصريين إلى تعلم اللغة الصينية، حتى يستطيعوا أن يقرأوا أكثر عن الصين، وثقافة الشعب الصيني.
ومن جانبه، ثمن السفير عزت الحفني، الدور التنويري للمركز الثقافي الروسي، ومبادرة الدكتور الصاوي الصاوي أحمد، في ” الصين في عيون المصريين”، وجهوده المتواصلة والمستمرة، في التقارب الشعبي المصري الصيني، من جانبه الثقافي.
وأكد السفير الحفني، بأنه ينبغي على الجميع، أن يفهم بوجود ثوابت للخارجية المصرية، وتقوم على ركائز أساسية، قوامها البحث المستمر عن تحقيق التوازن في علاقات مصر مع العالم الخارجي، وكافة القوى الدولية الموجودة في العالم.
وقال السفير الحفني: إن هناك حرص مصري شديد على تنمية وتطوير العلاقات المصرية الصينية، والذي ظهر واضحا في زيارة الرئيس السيسي الى بكين عام 2014، والمشروعات المشتركة، من أجل زيادة التنمية وخلق مزيد من فرص العمل.
وأوضح السفير الحفني، أن مصر بحكم وزنها، تبحث عن دور، وشراكات مع القوى الدولية، لتحسين وتعزيز العلاقات الاقتصادية ، مثل: الصين، الاتحاد الأوروبي، وأمريكا، والهند.
وأشار السفير الحفني، إلى أن أن الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بين مصر مع الصين، أكثر من غيرها، سواء في بعدها الحضاري، أو في تلاقي المواقف، والدعم المتبادل في كثير من المواقف، إذ أن كليهما داعما للآخر في المحافل الدولية.
وأضاف السفير الحفني، بأنه من الأهمية استثمار، الاحتفال بالعشرية الذهبية في إطلاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة، والتي تطورت من مجرد تعاون استراتيجي لشراكة إستراتيجية، فإستراتيجية شاملة. لافتاً، إلى ضرورة توسيع قاعدة التعاون المصرية الصينية، وزيادة التعاون في المجال السياحي، من أجل الوصول الى 30 مليون سائح صيني، أي مضاعفة ما عليه النسبة في الوقت الحاضر، وهي الآن 14 مليون. لاسيما في ظل وجود خطوط طيران مباشرة يومياً، و27 رحلة أسبوعياً تنظمها شركات طيران مصرية صينية، بين القاهرة، وبكين، وخمس مدن ومناطق أخرى في الصين.

Exit mobile version