فوقيه ياسين
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا يتناول ظاهرة الاختطاف، التي تتفاقم يومًا بعد يوم في المنطقة الحدودية الواقعة بين كل من مالي و بوركينا فاسو و النيجر ، والتي يطلق عليها “مثلث الموت”، حيث كشف التقرير عن اضطرار السكان المحليين المقيمين بالمناطق الواقعة على الحدود لحمل السلاح من أجل حماية أنفسهم وذويهم من هجمات المليشيات المسلّحة التي تقع بين الحين والآخر.
وذكر مراسل الصحيفة البريطانية في غرب إفريقيا، في تقريره أن الأهالي بجنوب غربي تشاد يستخدمون أسلحة يدوية وتقليدية لمحاربة المسلّحين الذين يشنون هجمات اختطاف بشكل متكرر.
وأضاف التقرير أنه رغم صعوبة الحصول على بيانات رسمية بشأن إحصاء عمليات الاختطاف في هذه المنطقة، خاصة في ظل عدم التزام جميع الأهالي بالإبلاغ عن الحوادث خوفًا من وقوع المزيد منها، لكن هناك معلومات تفيد بأن إجمالي ما دفعه الأهالي في المنطقة من أموال للخاطفين خلال عام 2022 بلغ ما يعادل حوالي 71 ألف دولار، وزاد المبلغ إلى 82 ألف دولار في عام 2023.
ومما يثير القلق أن إقليمي غرب ووسط إفريقيا يعانيان من وجود ثغرات تتمثّل في سهولة اختراق الحدود، مما يسمح للجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام بالتنقل على طول الخط الممتد من شمال نيجيريا إلى ممر الكاميرون-تشاد-إفريقيا الوسطى؛ بهدف تنفيذ عمليات سطو واختطاف تسهم في زيادة مصادر تمويل أنشطتها الإجرامية.
وحول هذا، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن ما تضمنه التقرير من تحذير من تنامي ظاهرة الاختطاف في المثلث الحدودي “مثلّث الموت” ينذر بتحوّل التنظيمات الإرهابية التي تنشط في غرب إفريقيا وتحديدًا منطقة الساحل إلى اتباع إستراتيجيات تمكنها من بناء قاعدة أكبر لها في المنطقة؛ حيث تسهم عمليات الاختطاف في فتح مصادر جديدة لتمويل أنشطتها وتزويدها بالمقاتلين الذين يتم تجنيدهم طوعًا أو قسرًا، أو الاستفادة منهم ماديًا من خلال تحريرهم مقابل فديات كبيرة تدرّ على تلك التنظيمات أموالًا طائلة تساعدها على شراء الأسلحة وتنفيذ خططها الإجرامية.