السفير الياباني يُقلد الدكتور كرم خليل الوسام الإمبراطوري ” الشمس المشرقة”
كتب: محمد حربي
أقام السفير أوكا هيروشي – سفير اليابان لدى جمهورية مصر العربية، حفل بمناسبة تسليم الدكتور كرم خليل سالم – أستاذ الأدب الياباني ورئيس قسم اللغة اليابانية بألسن أسوان- أستاذ ورئيس قسم اللغة اليابانية وآدابها بآداب القاهرة سابقاً، ووكيل كلية اللغات والترجمة، وأستاذ ورئيس قسم اللغة اليابانية بجامعة الأهرام الكندية ” وسام الشمس المشرقة – أشعة ذهبية مع وشاح للعنق ” الإمبراطوري- وسام ياباني أنشأه الإمبراطور ميجي سنة 1875 م. و تمثل شارته أشعة تنبعث من الشمس المشرقة التي ترمز إلى اليابان كأرض الشمس المشرقة.
وقد تم منح الدكتور كرم خليل وسام الشمس المشرقة، تقديرًا لمساهماته البارزة في تعزيز العلاقات وتوطيد أواصر الصداقة بين اليابان ومصر؛ حيث كان له باع طويل في تعليم اللغة اليابانية في مصر على مدى فترة طويلة، بدايةً من عام 1985 وحتى يومنا هذا، قدم خلالها مساهمات بارزة في التعاون الأكاديمي بين اليابان ومصر، وذلك من خلال عمله بالتدريس في قسم اللغة اليابانية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وبرنامج اللغة اليابانية قسم اللغات الآسيوية والترجمة، كلية اللغات والترجمة جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وقسم اللغة اليابانية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، وقسم اللغة اليابانية بكلية الألسن بجامعة أسوان، وقسم اللغة اليابانية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأهرام الكندية وغيرها.
حيث تقرر تتويجه بوسام الشمس المشرقة – أشعة ذهبية مع وشاح للعنق، تقديرًا لهذه الإنجازات البارزة. وقد حضر الحفل السفير هشام بدر سفير مصر الأسبق لدي اليابان، الذي سبق له وحصل على نفس الوسام عام 2022م. والدكتور فاروق إسماعيل الرئيس الأسبق لجامعة القاهرة، ومؤسس جامعة الأهرام الكندية، وليلى نصر رئيسة جمعية خريجي اللغة اليابانية بمصر، ولفيف من الدبلوماسيين، والأكاديميين وأساتذة الجامعات، وعدد من الصحفيين والإعلاميين.
وفي كلمته، أشاد السفيرأوكا هيروشي بالدور الذي قام به الدكتور كرم خليل، في مد جسور التواصل الياباني – المصري؛ حيث كان له باع طويل في تعليم اللغة اليابانية في مصر على مدى فترة طويلة، بدايةً من عام 1985 وحتى يومنا هذا، قدم خلالها مساهمات بارزة في التعاون الأكاديمي بين اليابان ومصر.
من جانبه، أعرب الدكتور كرم خليل، عن بالغ سعادته لتكريمه من جانب السفير أوكا هيروشي بالوسام الياباني الرفيع “وسام الشمس المشرقة”، باسم إمبراطور اليابان. موضحاً أن هذا التكريم جاء من قبل الحكومة اليابانية بعد مسيرة حياة أكاديمية طويلة مع الدراسات اليابانية،المحطة الأولى،كانت عام 1976 عند دخولي قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة ،عام 1976 كان اهتمامي باليابان من خلال محتوى دراسة أشعار الشاعر حافظ إبراهيم(1872-1932) شاعر النيل وقصيدته الشهيرة “غادة اليابان” في المرحلة الثانوية،ومنذ ذلك الوقت بدأ إعجابي بعظمة اليابان .
مشيراً إلى أن المحطة الثانية، كانت فترة البعثة الدراسية في جامعة تسوكوبا من عام 1981م حتى عام 1988م؛ حيث كانت محطة صعبة للغاية ،وكان آنذاك أول طالب مصري يدرس في جامعة تسوكوبا , وكان يشعر بالقلق والخوف والإحباط من الدراسة؛ لافتاً إلى أن السبب في ذلك كان يرجع إلى الفارق الكبير من ناحية الخلفية اللغوية والثقافية بين الطالب المصري والطالب الصيني والكوري، وظل هكذا؛ حتى عاد لوطنه مصر عام 1988م بعد عناء ثمان سنوات وحصوله على درجة الدكتوراه.
ثم تحدث الدكتور كرم خليل عن المحطة الثالثة في مسيرته مع الدراسات اليابانية، بعد عودته من البعثة، مشقة التدريس لطلابه بقسم اللغة اليابانية،وتوظيف ما درسه في اليابان،ونقل تجربته الدراسية في اليابان لطلابه لتكون عبرة لهم مستقبلاَ…كان لديه حماس شديد أثناء التدريس في جامعة القاهرة .
وقال الدكتور كرم خليل: إنه مع اتساع دائرة تعليم اللغة اليابانية ليس فقط في مصر بل امتدت إلى الدول العربية ،تلقى عرضاَ من خلال السفارة اليابانية في القاهرة لتأسيس برنامج تعليم اللغة اليابانية بجامعة الملك سعود كلية اللغات والترجمة بالسعودية، وكان ذلك في الفترة من 1993حتى 2001م. ومن هنا بدأ المحطة الرابعة في مسيرته، حاول استخدام الكتاب الدراسي”اللغة اليابانية للجميع”المعروف باللغة اليابانية”Minna no Nihogo”…لكنه وجد صعوبة في استخدامه بسبب وجود بعض النصوص التي تتحدث عن الخمور والمعابد البوذية والتي لا تناسب مع ظروف المجتمع السعودي…فقرروا كفريق عمل تدريسي هو وزملائه، الدكتورشهاب فارس،وزميل العمل الياباني الموفد من المؤسسة اليابانية آبيه توشييوكي… تأليف كتاب تعليمي موجه للطلاب العرب …تحت عنوان “اللغة اليابانية للناطقين بالعربية”،ولاقى الكتاب قبول من الطلاب السعوديين لما يحتويه من معلومات ثقافية عربية إسلامية تفيد الطالب ليعبر عن ثقافته،إلى جانب ذلك معلومات ثقافية يابانية.
وكانت المحطة الخامسة في مسيرة الدكتور كرم خليل، تلك التي بدأت بعد العودة من السعودية إلى جامعة القاهرة عام 2001؛ حيث زاول عمله الأكاديمي في التدريس وأيضاَ في برنامج الدراسات العليا..وبداية الأشراف على طلاب الدراسات العليا، وكانت بداية صعبة للغاية والسبب يرجع إلى عدم توافر الكتب والمراجع اليابانية،وبالتنسيق مع المؤسسة اليابانية قرروا إيفاد طلاب الدراسات العليا في مهمة علمية قصيرة ،لجمع مادة علمية في الجامعات اليابانية.
وفي المحطة السادسة،تم ترقيته لدرجة أستاذ دكتور عام 2003بالقسم،وتم تكليفه برئاسة قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة كأول مصري يُعين رئيساَ للقسم، وكانت مهمة شاقة للغاية من الناحية الإدارية والعلمية،إلى جانب التدريس بجامعة عين شمس فترة طويلة كانتداب من جامعة القاهرة.
المحطة السابعة من اصعب المحطات في حياتي،تكلبفي بمنصب المستشار الثقافي ومديرا لمكتب البعثة التعليمية بسفارة جمهورية مصر العربية في اليابان،وكانت لمدة اربع سنوات تجربةجديدة بعيدة تماماَ عن المجال الأكاديمي والتدريس،كان المجال الدبلوماسي وبرتوكول العمل الدبلوماسي في البداية صعب جداَ إلى أن بدأت اتعود تدريجياَ علية ،كان عملي ينصب على إدارة شئون البعثة المصرية من طلاب في اليابان وأساتذة مصريين قادمين في مهمات علمية للبحث والتدريب والدراسة.،بجانب ذلك القاء المحاضرات الثقافية والمؤتمرات والندوات والحوارات الثقافية عن مصر في المراكز والمؤسسات الثقافية في أنحاء اليابان لإبراز الجانب الثقافي المصري للشعب الياباني،وذلك من أجل تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين جمهورية مصر العربية ودولة اليابان،ومن أبرز المشروعات العلمية التي قمت بها في تلك الفترة في اليابان هو مشروع تأسيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا(E-just).
أما المحطة الثامنة، فقد بدأت بعد عودته من اليابان عام 2009إلى قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة وتكليفه مرة أخرى لرئاسة القسم…وانخراطه مرة أخرى في العمل الإداري والتعليمي أي التدريس وعقد المحاضرات والمؤتمرات المشتركة مع الجامعات اليابانية وإبرام الاتفاقيات الثقافية والعلمية بين جامعة القاهرة والجامعات اليابانية…وكان نتاج وحصاد هذه الأنشطة العلمية والثقافية هو اختيار قسم اللغة اليابانية جامعة القاهرة عام 2011 كأفضل قسم على مستوى العالم ويفوز بجائزة المؤسسة اليابانية”جابان فاونديشين”.
ثم جاءت المحطة التاسعة، وما بعد الفوز بجائزة المؤسسة اليابانية،بدأت اللغة اليابانية تنتشر في الجامعات المصرية ،في عام 2012 وصلنه طلب من جامعة أسوان لتأسيس قسم للغة اليابانية بكلية اللغات والترجمة،وبدأت الدراسة بالقسم عام دراسي 2012-2013…وأصبح مشرفاَ على القسم…وعليه بدأ التنافس العلمي بين جامعة القاهرة وعين شمس وأسوان في مسابقة الخطابة باللغة اليابانية التي تُقام سنوياَ في جامعة القاهرة .
وفي شهر يوليو من عام 2019 فوجئ بخبر التكريم من قبل وزير الخارجية اليابانية،وذلك تقديرا على تعزيز الدراسات اليابانية في مصر والعالم العربي ..وعليه شعر بالفخر والسرور…والمسؤولية الكبيرة على العطاء الأكثر للدراسات اليابانية في الفترة المستقبلية في مصر والعالم العربي. وبعدها بخمس سنوات أي في ابريل 2024م تلقى خبر سعيد من سعادة السفير الياباني مباشرة خبر “تتويج وسام الشمس المشرقة” .
جدير بالذكر، أن “وسام الشمس المشرقة والأشعة الذهبية والفضية “، يتم منحه لمن قاموا بإنجازات بارزة في العلاقات الدولية، ونشر الثقافة اليابانية، ومساهمات أسهمت في تقدم مجالاتهم، وتطويرات في مجال الرخاء الاجتماعي والمهني، أو في مجال المحافظة على البيئة.