طارق الصاوى يكتب : فلسطين والتاريخ الأسود لإسرائيل فى عيون أبنائنا ( ١ )

تبددت حقيقة الصراع العربى الإسرائيلى مع مرور الزمن ، في ثقافة أبنائنا والأجيال الحديثة ، التى لم تهتم ولم تقرا التاريخ ،ولم تعاصر ما عاصرناه عقودا متوالية من الصراع مع هذا الكيان السرطاني المغتصب ، الذى زرعه الغرب الصليبي فى جسد أمتنا العربية والإسلامية ، حين علم الغرب ان استعماره لبلادنا زائل لا محالة .
وليشغلنا بهذا السرطان الجغرافي المدعوا ” إسرائيل ” عما سيحققه فينا من اهداف إستعمارية واهمها نهب ثروات العرب بطرق مباشرة وغير مباشرة ، لذا يجب علينا أن ننبه ابنائنا دائما لحقيقة القضية وتاريخها .

فقد اختار الغرب أرض فلسطين لعلمه ما لليهود فيها من أطماع واغراض وإحلام تاريخية وعقدية ، وكان اليهود اقلية قليلة في أرض فلسطين ، وفي كل دولة يتواجد فيها اليهود تجدهم أقل الأقليات علي أرض هذه الدولة ، وهذا ما فعله الله بهم وذكره فى كتابه .

الله شتت جموعهم في الأرض لمخالفتهم أمره وعداوتهم له ولقتلهم أنبياءه ولفسادهم وطغيانهم في الأرض واشعالهم نار الحرب بين الناس بمكرهم وفتنهم وبغيهم .

فأراد الغرب الصليبى ان تستمر منافع استعماره لبلادنا حتى بعد زواله ووجد فى أسوء خلق الله في شتى بقاع الأرض وهم ” اليهود ” مايحقق به حلمه واهدافه فينا .

فأمد العصابات الصهيونية بفلسطين بأقوي الأسلحة حتي كونت هذه العصابات جيشا قويا وحمتهم الدولة المستعمرة لفلسطين وهي ” “بريطانيا العظمى ” والتي كانت تقودها ” انجلترا ” وعملت العصابات الصهيونية في الفلسطينيين تقتيلا واستيلاء علي ارضهم وأملاكهم تحت رعاية الجيش الإنجليزي المحتل .

وخلال الحرب العالمية الأولى جاء وعد ” بلفور ” وزير الخارجية البريطانى عام ١٩١٧م كإعلان رسمى لدعم الغرب الإستعماري وعلى رأسه بريطانيا العظمى لإقامة دولة لليهود على ارض فلسطين ( فأعطى من لا يملك لمن لايستحق) وكأن فلسطين وطن بلا شعب حتي يأتوا لها بشعب بلا وطن .

واستمر الدعم الغربى للعصابات الصهيونية وبدء تسرب اليهود من العالم إلي أرض فلسطين ليسكنوا بالأماكن والأحياء التي استولت عليها عصاباتهم سواء بالقتل والدماء أو بشراء الغصب والقهر ، وقد ضرب الغرب بهذه العملية عصفورين بحجر واحد ، فكان هدفه الاول تحقيق أغراضه في الشرق الاوسط وبلاد العرب بهذا الكيان المصطنع من شتات الأرض .

وهدفه الثاني أن يتخلص من مكرهم وكيدهم وتدابير الصهيونية الخبيثة لبلاد الغرب والتي حين فطن لها الزعيم الألمانى هتلر اقام لهم المحارق والمشانق ، وان يركزوا أطماعهم ومكائدهم في عداوتهم للعرب وكذلك يشغل العرب بعداوتهم لإسرائيل.

وجائت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية وبزغ فيها قوة عظمى غيرت الموازين المعتادة عالميا وبدأ بساط القيادة العالمية ينسحب من بريطانيا وفرنسا نحو الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى ” أمريكا وروسيا ” ولكن لم تتغير اطماع الغرب واهدافه وخططه نحو العرب .
لأن الصهيونية العالمية قويت حينها شوكتها فأصبحت تؤثر تأثيرا مباشرا فى توجهات هذه القوى العظمى .

وجائت بعد ذلك حرب فلسطين بين جيش العصابات الصهيونية المدعومة من كل دول الغرب مع جيوش العرب المحتل المنهك المسلوب الثروات والإرادة والقوة ، وكانت هزيمة العرب حينها بمثابة الإعلان الحقيقي لإقامة دولة إسرائل علي أرض فلسطين .

وتسلم إنجلترا فلسطين لإسرائيل لينتقل الإحتلال اليها فتصبح إسرائل الوليدة هى الدولة المحتلة لفلسطين والمنتصرة علي جيوش العرب مجتمعة .

ثم عمل الكيان الإسرائيلي تقتيلا فى قرى ومدن الفلسطينيين لإخلائها منهم ولإقامة المستوطنات لليهود الذين أصبحوا يتوافدون من شتي دول العالم إلى بلدهم الجديد الذي اقامه الغرب علي دماء العرب وأراضيهم .

وارتكبوا ما يزيد عن ٤٥ مذبحة في مدن وقرى فلسطين قتلوا فيها الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ما بين عامى ١٩٤٧ و ١٩٩٦م.

وقد شاركت إسرائيل بريطانيا وفرنسا فى الإعتداء على مصر وضرب المدنيين في مدن القناة عام ١٩٥٦م فيما يسمى بالعدوان الثلاثى رغم ان إسرائيل ليس لها أدنى شئ فى قضية الصراع حينها من قريب أو بعيد.

ثم كانت نكسة عام ١٩٦٧م والتى تسبب فيها سوء القيادة والتخطيط ، لتحتل بعدها إسرائيل أراضي عربية جديدة خارج حدود فلسطين فاستولت على شبه جزيرة سيناء
بأكملها وكذلك مرتفعات الجولان السورية.

وما رضخت إسرائيل للعودة عن احلامها بإحتلال أراضى مصرية إلا بعد ان علمت قوة مصر الحقيقية وتكبدت خسارة وهزيمة مدوية على يد جيش مصر ورجاله الاشاوس .

وبعد معاهدة كامب ديفيد ، سلمت ارض سيناء كاملة دون قطرة دماء ، وهكذا أيضا تركوا غزة والضفة بإتفاق بعد مواجهة دامية مع الفصائل والمجاهدين علي ارض فلسطين ، لنعلم ان هذا الكيان المغتصب لا يرضخ ولا ينكسر إلى بالقوة وأمام القوة وللأقوياء فقط.

هذه هى الحقيقة يا أبنائنا فاقرأوا التاريخ ودعكم من المسخفين والإعلام المتصهين والعولمة والعلمنة وانصار التطبيع والتطويع والتركيع، فمعركتنا مع الصهاينة وهذا الكيان المصطنع معركة وجود ، معركة عقيدة أبرمت بنصوص القرآن والسنة، لا يؤثر فيها اختلاف او اتفاق بيننا وبين الفصائل الفلسطينية وحماس وغيرها

فلابد أبنائنا ان تبقي هذه الحقيقة عالقة بأذهانكم وتعلموها لأبنائكم من بعدكم ، وان دولة إسرائيل كيان مصطنع من شتات الارض .

قام علي دماء وارض إخوانكم في فلسطين وأن إسرائيل كلها أرض فلسطينية مغتصبة وفلسطين عربية مسلمة وهى الأرض التى باركها الله وفيها بيت المقدس والمسجد الأقصى وقبة الصخرة مسرى رسولنا صلوت الله وسلامه عليه ، وغيرها من مقدساتنا التى نبذل في الدفاع عنها دماؤنا وارواحنا ونربى لها أبنائنا وتتعلق بها قلوبنا .

مهما اختلفنا مع فصيلة او جماعة او طائفة فلسطينية ، فإسرائيل كيان محتل للأراضى الفلسطينية وفلسطين عربية والقدس عاصمة فلسطين والقدس عاصمة العرب والقدس عاصمة المسلمين و القدس عاصمة الارض ، ومن أراد ان ينظر إلي قطعة من الجنة فلينظر إلي بيت المقدس ..
وللحديث بقية …..

بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

زر الذهاب إلى الأعلى