كتبت ـ نجوي ابراهيم
اعلن المنتدي النقابي العمالي الثالث عشر لدول البريكس المنعقد بتاريخ 8 سبتمبر 2024، في سوتشي الروسية ، عدد من التوصيات التي خرجت عن الدول الاعضاء وممثلي
النقابات العمالية الوطنية في البرازيل ومصر والهند وإيران والصين وروسيا وإثيوبيا وجنوب إفريقيا .
وجاءت توصيات المنتدى الذي انعقد تحت عنوان “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين”، لتؤكد أن المنتدى عقد بعد توسع مجموعة البريكس، وهو القرار الذي اتخذ في قمة جوهانسبرج في عام 2023، مما يمثل المرة الأولى التي تنضم فيها دول جديدة إلى اتحاد البريكس.
واوصي بالتأكيد على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والانفتاح والشمول والتعاون البناء، كما هو منصوص عليه في إعلان موسكو بشأن إنشاء منتدى نقابات العمال في مجموعة البريكس في 12 ديسمبر 2012، والدعوة إلى زيادة استخدام العملات الوطنية في المعاملات التجارية والمالية بين دول البريكس.
وأعلن المنتدي النقابي في بيانه حول توصيات ومخرجات المشاركين ، موافقته على إجراءات الانضمام إلى منتدى نقابات العمال في مجموعة البريكس مقترحا توجيه هذه المنظمات في تمثيل مصالح العمال في دول مجموعة البريكس.
واوصي المنتدي بالمساهمة بشكل بناء في المناقشات حول قضايا الحركة النقابية الحالية، و دعوة ممثلي المنظمات النقابية الإقليمية في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والمنظمات النقابية الوطنية من مختلف البلدان للمشاركة في عمل المنتدى.
وأكد علي احتياجات العالم المتغير، على “إضفاء الطابع الرسمي على مشاركة منتدى نقابات عمال البريكس في أهم مؤسسات الحوار الاجتماعي على المستويين الوطني والدولي، وخاصة داخل منظمة العمل الدولية، من أجل تعزيز المصالح المشتركة لدول البريكس”.
واكدت التوصيات أن العمل موردًا اقتصاديًا رئيسيًا لجميع مجالات النشاط البشري ، وان الأجور اللائقة مقابل العمل الصادق، ومكان العمل الآمن، والضمانات الاجتماعية ، جميعها اهداف تقليدية لنقابات العمال، و أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى لبناء اقتصاد عالمي عادل، وان النقابات هي الجزء الأكثر تمثيلا وتنظيما للمجتمع المدني في البلاد.
واوصي المنتدي، نقابات العمال في دول البريكس، أن تواصل المساهمة في تشكيل اقتصاد عادل يقوم على مستوى لائق من الأجور، وضمانات متساوية لجميع العمال، بغض النظر عن شكل العمالة، وعلى التطبيق الحقيقي لمبادئ العدالة الاجتماعية.
وشملت التوصيات انتقاد لنموذج العولمة مع هيمنة مركز واحد يمثله الكتلة الغربية، وعدم قدرته على تحسين الحياة والتغلب على عدم المساواة الاقتصادية والفقر لمليارات البشر في جميع مناطق العالم ، مؤكدا أن العولمة التي تقوم على أيديولوجية السوق الحرة ، أدت إلى ظهور نظام عالمي ينكر الحقوق السيادية والاستقلال الاقتصادي والسياسي والهوية الحضارية، و حلت الأساليب الأحادية الجانب محل الحوار الذي كانت البلدان النامية تعتمد عليه.
كما أكدت توصيات المنتدي علي إن سياسة الاحتواء والضغط تؤدي إلى إبطاء التنمية الاقتصادية، ونقل التكنولوجيا، وحرية حركة الموارد،وأنه لا يزال الطلب الواضح على العدالة في بلدان البريكس ينشط البحث عن طرق جديدة للتنمية، موضحا ان العدالة والأمن هما عاملان وهدفان أساسيان للتنمية العالمية، وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالطبيعة الحاسمة للتنمية الداخلية لكل دولة من دول البريكس.
جاءت توصيات المنتدي تدعو الي إعلان منظمة العمل الدولية عام 2008، بشأن العدالة الاجتماعية الدول الأعضاء في منظمة العمل الدولية إلى تعزيز تعزيز العمل اللائق، وخاصة إعادة تأكيد المبادئ والحقوق الأساسية في العمل باعتبارها ذات أهمية حاسمة للتنمية المنصفة للمجتمعات.
وتوقع المشاركون في منتدى نقابات عمال البريكس أن يتخذ إجراءات أكثر حسما نحو بناء نموذج جديد للتنمية والحوكمة العالمية، والذي سيرتكز على حقوق العمال، والعمل اللائق، والتوزيع العادل للثروة، والديمقراطية، والمساواة بين الجنسين، والحماية الاجتماعية.
واكد انه باستطاعة المشاركون في منتدى نقابات عمال البريكس إعطاء زخم إضافي ،من خلال رؤيتهم الخاصة لنظام عالمي متعدد الأطراف وعادل.
الجدير بالذكر ، أن مدينة سوتشي الروسية شهدت انعقاد المنتدي النقابي الثالث عشر لدول البريكس ، والذي شاركت فيه مصر لأول مرة بشكل رسمي بعد توقيع عبدالمنعم الجمل رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ، علي انضمام مصر لمنتدي نقابات مجموعة دول البريكس ، حيث كانت المشاركات السابقة كمراقبين وجهت لهم دعوة حضور الفاعليات فقط .
وشارك اتحاد العمال بوفد ضم كل من هشام فؤاد رئيس النقابة العامة للعاملين بالمرافق ، ومحمد حنفي رئيس النقابة العامة للعاملين بالاتصالات ، وعايدة محي الدين الأمين العام للنقابة العامة للعاملين بالبترول .
وقدم اتحاد العمال رؤية تحليلية شاملة طرح من خلالها عدد من الحلول والمقترحات التي تعمل علي تطوير الأداء النقابي المصري من خلال مهارات غير تقليدية ، وكاشفا من خلالها عن تأثير الوضع الاقتصادي علي الواقع النقابي والعمالي.
ناقش المنتدي خلال جلساته ، ما يحمله المستقبل في ظل المشاكل الجيوسياسية وهيمنة الدولار ، و إنهيار النظام القديم وسبل المضي قدما نحو مزيد من نظام عالمي متوازن ، كما تم مناقشة الافكار الجديدة من اجل تطوير الحركة العمالية مع زيادة التركيز علي سيادة الدول وعدم عولمة الاقتصاد.