من سمات هذه الفتره من تاريخ مصر هي الكتمان على اي مشروع حتى يكتمل، وهذا ليس كما يسخر المعادين للحكم على انه خوفاً من الحسد ولكنه تحسباً لاي أعمال تدميرية من الارهاب او الفساد المستشري في ارجاء المعمورة.
ولذا لا نجد ابداً التغطية الإعلامية القوية للاحتفال بوضع حجر اساس مشروع، بل نجد تغطية بالجملة لافتتاح عبر الفيديو كونفرنس لعدة مشروعات قد اكتملت وأصبحت تعمل.
ومن هذا المنطلق نجد اننا لم نسمع عن وجود اي مصانع حربية في مصر حتى اعلن عن تدشين الفرقاطة المصرية الصنع الأولى في مياة الإسكندرية، وايضاً لم نسمع عن مصانع تصنيع الاسلحة الخفيفة والذخائر الا عندما ورد ان مصر الان تصدر هذه الاسلحة الى بلاد مختلفة في افريقيا. ولذا فأول ما سمعنا عن وجود صناعة مصرية للأقمار الصناعية هو بعد انطلاق عدة أقمار وتحليقها بنجاح في مداراتها حول العالم، كانت أقمار عسكرية او معلوماتيه او للاتصالات.
وبعد إطلاق القمر الصناعي المصري الاخير والتأكد من مداره السليم حول الارض اعلنت مصر عنه وبالتفاصيل.
دخول مصر بقوة في هذا المجال يفتح لها آفاق كبيرة ليس فقط في مجال الفضاء ولكن في مجالات مختلفة على الارض. فالأقمار الصناعية لها عدة استخدامات حيوية لاي بلد تريد ان تأخذ مكانها بين الامم المتقدمة ومن اهم هذه الاستخدامات هى العسكرية منها وهي ان القمر الصناعي العسكري يعطي لبلده القدرة على مراقبة حدود البلد ومحيطها ويعطى الإنذار المبكر لاي محاولات هجوم عليها ويكشف كل حدودها.
وحتى ابعد من ذلك فتكون الدولة صاحبة القمر على علم مسبق بأي تجهيزات من اي عدو للهجوم عليها وتكون قادرة على كشف هذه التجهيزات والقدرات المستخدمة لتعرف كيف واين ومتي يتم التعامل وهذا يعطيها اليد العليا في اي معركة.
اما الاستخدامات الاخري فهي تصب في الاتصالات والتي عن طريقها تبث الإذاعات كانت مسموعه أو مرئية وقد أصبحت هذه احدي اهم الاسلحة المستخدمة في حروب الجيل الرابع، وكذلك تستخدم هذه الاتصالات في ميكنة العديد من نواحي الحياة العصرية التي اصبح المواطن الان يستخدمها دون وعي ما ورائها من تكنولوچيا.
فإحدى هذه الاستخدامات هي لخدمة الGPS Global Positioning System وهي منظومة تساعد في معرفة أين يوجد اي شخص او سيارة او مركبة بهذا النظام، أين يوجد في العالم. ونستخدمها كأفراد لايجاد طريقنا في شوارع المدن لو ذاهبين لمكان جديد، او للعودة الى البيت لو ضللنا الطريق. ولكن استخداماتها اكبر من ذلك بكثير في ايجاد قطع الأساطيل في البحار والمحيطات، وايجاد الطائرات المحلقة وحتى ايجاد الأقمار الصناعية التي تدور حول الارض.
ومن ضمن استخدامات اتصالات الأقمار الصناعية كل الاتصالات الخاصة بالأعمال المميكنه مثل الاتصال بالإنترنت والدخول الى الشبكة العنكبوتية لاستخدامها في اي من مجالاتها مثل التعاملات البنكية او بعث واستقبال الرسائل الإلكترونية او للدخول الى السوشال ميديا او حتى لإعطاء أوامر التشغيل للمؤسسات المميكنة في البلاد المتقدمة مثل المؤسسات التي توفر الكهرباء او مياه الشرب او الاتصالات او الصرف الصحي اي كل ما يتصل بالبنية التحتية.
ولذا فإن وجود أقمار صناعية خاصة بالبلد تعطي هذا البلد استقلالية بعدم اعتمادها على بلد اخر يوفر لها هذه الاتصالات.
وبما ان مصر على وشك الدخول الى العصر الحديث في تحديث كل تعاملاتها لتكون عبر الميكنة فكان علينا ضمان استقلاليتنا عن اي شبكة تقدم لنا الخدمة فنكون تحت رحمتها لو ارادت في يوم ان تحرمنا منها. وهذا تماماً ما فعلته كل من روسيا والصين للاستقلال عن شبكة الإنترنت الغربية
وقد يكون احد أسباب عدم الإعلان عن هذا المشروع الا بعد اكتماله هو لتفادي الكثير من الجدال الغير واعي بأهمية هذا المشروع والترويج للعامة انه “صرف فلوس على الفاضي” وكان من الأجدر صرفها على الاكل!
وهذا غير مستغرب لانه حدث بالنسبة للكثير من المشاريع السابقة والتي لم يعي العامة لأهميتها الحيوية بالنسبة لهم وللبلد في حينها مثل شبكة الطرق الجديده التي تربط كل أطراف البلد ومبنية بطريقة سليمه تتحمل نقل المعدات الحربية بحيث يتمكن الجيش من الانتشار وتغطية البلد في ظرف ٦ ساعات وهذا بالأهمية القصوى في حالة الحرب المنتظر وقوعها في اي وقت الان.
وكذلك الاحتجاج على إقامة العاصمة الإدارية الجديده غير مدركين انها السبيل الأقصر والأكثر فاعلية للقضاء على الفساد الحكومي المستشري وذلك عن طريق ميكنة كل التعاملات الحكومية.
من اهم العناصر التي هي السبب في ان مصر هى ام الدنيا هو العنصر البشري. وبدأ العالم مره اخري يعي ذلك ويحاول الاستفادة من هذا العنصر دولياً. لقد اختار أنتونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الدكتوره غادة والي لتكون وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة المدير التنفيذي لمكتب الامم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا.
وهذا اعتراف ضمني من الامم المتحده التي تمثل دول العالم ان هذه السيدة المصرية هي اقدر من يمثل المؤسسة الدولية في مجال حيوي بالنسبة للعالم وهو مجال السيطرة على الجريمة المنظمة والإدمان. وهذا ايضاً اعتراف عالمي بان لمصر مكانتها في العالم وتشارك بخبرات وإمكانيات ابنائها لاعلاء الوضع العالمي في مجالات مختلفة.
وهناك أقوال عن تغير وزاري محدود وقد تكون وزارة التضامن الاجتماعي هى الأولى لهذا السبب المشرف لمصر كلها.
حفظ الله مصرنا الحبيبة وأبناءها الواعين