منوعاتفنون

أزمة الروح

 


بقلم دكتورة داليا البيسى
استشارى نفسى
تنتابنى حيرة عندما أجول فى صفحات التواصل الاجتماعى عالم مبهر يأخذنا لبرهة من الزمن بين طياته فتتلاقى فيه أطياف متناغمة من الناس منهم من يسلكه كمصدر رزق ويتلاعب بالالفاظ ويجيد تجسيد مشاعر الفرح والسعادة وكأننا جميعا نعيش فى عالم حالم بلا شكوى فنرى اغانى وأشعار وفرحة تمس الروح لتشبع احتياجاتنا جميعا ومنهم من يتنمر بحجة وبدون حجة تتراءى له فيخلق مواقف تارة تثير الشفقة وتارة تثير الضحك والهدف واحد الشهرة والانتشار ومنهم من يسلك مسارات العلم والتنوير ليفيد ويستفيد فينشر علما ويجسد معرفة ومنهم من يعبر عن مكنونان داخلية خفية لا يجرؤ فى الحقيقة التعبير عنها ومنهم من يتواصل مع ذاته ويشبع رغباته ويترنح بين طيات الصحف الإلكترونية ومنهم من زاده التوحد بشاشة لايعرف منها إلا مايقدم له من صورة وقلم يدون معلومات قد تكون حقيقة وقد تكون وهم …
عالم مثير ودوافع أكثر إثارة صندوق خفى يتلاعب بمشاعرنا حد البكاء وحد الضحك والإثارة وحد التفقه فى الدين وحد الوصول لغايات كانت يوما ما حلما مستحيل ..
فلتجيد التواصل بأرواحنا ولنتيقن بأنه حرفة وصنعة تجسد واقعا أو وهما يثير داخلنا مشاعر نالفها ونحلمها دوما فلتكن عابر سبيل ولا تجعل روحك فى أزمة مما ترى ولا تأخذ كل ما تقرأ وترى على محمل الجد فالطرق متفرقة ومتعددة والوسيلة واحدة وتتعدد الأهداف صلة بين يد وعين تذهب بك بعيدا فى مكامن الروح وترفعك تارة إلى أبعد مايكون من الاحلام وأقرب ما يكون للواقع فلا تنسى كونك انسان مدرك وواعى لما يدور حولك وان تغافلت تارة وتيقنت تارة أخرى فاعلم انك صانع تلك الوسيلة ومحرك نبضات الكون فألف ذاتك وكن واعيا بالقدر الذى يجعلك ترقى دوما وتطمح ولا تضع نفسك فى أزمة روح …

زر الذهاب إلى الأعلى