السفير ليتشيانج: “6” نقاط قدمها الرئيس “شي جين ” للتعاون الصيني الأفريقي لدفع التحديث
السفير محمد أبو الوفا: ملتزمون بالعمل مع الصين " الفوكاك" نموذجاً للتعاون الدولي القائم على المساواة والمصالح المشتركة
كتب: محمد حربي/
أكد سفير الصين لدى القاهرة، لياو ليتشيانج، أن رؤية الرئيس الصيني شي جين بينج، للتعاون الصيني الأفريقي في دفع التحديث؛ قد استندت على 6 نقاط، وهي: العدالة والإنصاف، والانفتاح والكسب المشترك، وأولوية الشعب، والتنوع والشمول، والحفاظ على البيئة، والسلم والأمن. موضحاً أن منتدى التعاون الصيني الإفريقي، منذ تأسيسه في (عام 2000م.)، وهو بمثابة منصة مهمة وآلية فعالة لتعزيز الحوار الجماعي والتعاون العملي بين الصين والدول الإفريقية، وكذلك علامة بارزة للتعاون بين دول الجنوب. مشيراً إلأى أن هذا المنتدى، يعد أول آلية متعددة الأطراف، تقيمها الصين مع أفريقيا والدول النامية ككل. وأنه على مدى السنوات الأربع والعشرون الماضية؛ فقد أقيمت أربعة قمم، وتسع اجتماعات وزارية، وسبعة عشر اجتماعاً لكبار المسؤولين.
وقال السفير ليتشيانج: إن هناك أكثر من ” 160″ شركة صينية في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري ” تيدا”؛ والتي ساهمت في توفير فرص عمل لعشرات الآلاف من المصريين. مما يعزز مكانة مصر كأكبر شريك تجاري مع الصين منذ عام 2013م. كما ساهمت الشركات الصينية في تنفيذ تنفيذ مشروع منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة؛ وكذلك أبراج العلمين الجديدة، في الساحل الشمالي. هذا بجانب مشروع القطار الكهربائي والسكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان؛ والتي سوف تخدم نحو خمسة ملايين ممن يستخدمون هذا الخط في التنقل. موضحاً أن قيام مصر كأول دولة أفريقية، بإصدار ” سندات الباندا” في الصين، سوف يكون له يكون له مردود إيجابي، ويعمل على توفير الدعم المالي للتنمية المستدامة في مصر؛ فضلا عما حققه إطلاق القمر الصناعي ” مصر سات2″، من مساعدة مصر لتكون لها الريادة، كدولة متقدمة أفريقياً في مجال الفضاء.
وأوضح السفير لياو ليتشيانج، بأن هناك شغف بين الشعبين الصيني والمصري، ليعرف كل منهما المزيد عن الآخر؛ ويبرز ذلك بشكل أساسي في ذلك حركة الانفتاح العلمي؛ حيث توجد حوالي 30 جامعة تقوم بتدريس اللغة الصينية؛ بالإضافة إلى أكثر من 20 من المدارس الحكومية تقوم بتدريس اللغة الصينية. كما يعزز ذلك أيضاً حركة الطيران بين البلدين؛ حيث توجد هناك نحو 32 رحلة جوية أسبوعياً. فضلاً عن الحراك الثقافي والعديد من الفعاليات والمعارض، والحفلات، مثل: معرض الأعمال الإبداعية للفنانين الصينيين والعرب، والحفلة للموسيقى القومية الصينية المصرية. كما يسهم إقامة مصر لمعرض للآثار المصرية، يضم حوالي 800 قطعة أثرية نفيسة بمدينة شانغهاي، في تعريف الصينيين على حضارة المصريين القديمة.
وأشار السفير ليتشيانج، إلى الخطوات التي قطعها منتدى التعاون الصيني الإفريقي؛ والذي تحولت معه العلاقات الصينية- الإفريقية من فكرة “الشراكة الجديدة”، للانتقال إلى مرحلة “الشراكة الاستراتيجية الجديدة”، وبعدها دخل مرحلة “الشراكة الاستراتيجية الشاملة”؛ حتى تم الوصول إلى “المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد”؛ وما زال يواصل الطابع الاستراتيجي استمراريته. والذي انعكس على مضاعفة حجم التبادي التجاري من 10 ونصف مليار دولار في (عام 2000م.)، إلى ما يزيد عن 282 مليار دولار في (عام 2023م.)، أي تضاعف نحو 26 مرة. وكذلك ارتفعت الاستثمارات الصينية في أفريقيا من 500 مليار دولار، إلى 40 مليار دولار، خلال الوقت الحالي. وتحققت كثيراً من الإنجازات بالنسبة للتعاون في بناء ” الحزام والطريق”. بجانب تنفيذ ” خطة التعاون العشر”، لقمة جوهانسبرج، و” الأعمال الثمانية المشتركة”، من قمة بكين، و” المشاريع التسعة” من قمة داكار، وبشكل سلس. لافتاً إلى أن الصين قدمت مساعدات لأفريقيا من أجل بناء وتحديث نحو 100 ألف كيلومتر من الطرق العامة، و10 آلاف من السكة الحديدية، ونحو ألف جسر، و100 ميناء. هذا بجانب تقديم المساعدات الطبية الصينية، لجميع الدول الإفريقية، وخاصة في المناطق الريفية؛ وتوفير العلاج لنحو 230 مليون شخص في إفريقيا، وفي الـ 3 سنوات الماضية وفرت الشركات الصينية أكثر من مليون و100 ألف فرصة عمل لإفريقيا.
وأضاف السفير ليتشيانج، أن التعاون الصيني مع أفريقيا، قام على مبادئ أساسية، وهي: أولا، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لإفريقيا وتقديم المساعدات بنية صادقة، دون أي شروط سياسية. ثانيا، تلبية احتياجات إفريقيا، مع الاهتمام بمشاريع البنية التحتية؛ كمحرك للمشاريع المعيشية الصغيرة والجميلة، ومساعدة إفريقيا في رفع القدرة على التنمية الذاتية، وتحويل المزايا في الموارد الطبيعية والبشرية إلى القوة التنافسية ورفاهية الشعب. ثالثا، عدم الخوض في اللعبة الجيوسياسية، ورفض المحاولات لتشكيل الاستقطاب في إفريقيا أو تحقيق المصالح الأنانية باستخدام إفريقيا.
ومن جانبه أكد السفير محمد جابر أبو الوفا، نائب مساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الأفريقية، إيمان مصر بأن التعاون الصيني الأفريقي فى اطار “الفوكاك” يشكل نموذجاً للتعاون الدولي القائم على المساواة والشراكة والمصالح المشتركة، كما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان الأفريقية. موضحاً أن انخراط مصر الفاعل والنشطّ في “الفوكاك” هو نتيجة لإدراك راسخ بأن الجانب الصيني بما له من مصداقية لدى القارة يتفهم خصوصية السياق الأفريقي، وطبيعة التحديات التي تواجه القارة. مشيراً إلى تجديد مصر إلتزامها بالعمل مع الصين والاشقاء الافارقة لتعزيز هذا التعاون وتحقيق المزيد من الإنجازات المشتركة، ومشيدأً بكافة أشكال الدعم الصيني لقارتنا، وأنهم يتابعون باهتمام ما تم تنفيذه منها من مبادرات وتعهدات ومشروعات وبرامج ملموسة تساهم في التخفيف عن كاهل الشعوب الأفريقية.
وقال السفير أبو الوفا: إن الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي “فوكاك” والتى عقدت فى بكين خلال الفترة من 4-6 سبتمبر الجارى؛ والتي جاءت تحت عنوان “التكاتف من أجل دفع عمليات التحديث وبناء مجتمع صيني-إفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مُشترك”، والمشاركة الافريقية رفيعة المستوى فيها، لتدشن فصلاً جديداً فى مسار التعاون الصينى الافريقى تحت مظلة “فوكاك”، ولتؤكد على نجاح المنتدى كأبرز الآليات المؤسسية لتعزيز الشراكة بين الجانبين.
موضحاً على تأكيد مصر فى هذا الاطار، دعمها لتفعيل مخرجات الفوكاك لاسيما اعلان بكين وخطة عمل بكين 2025-2027، كونهما يتضمنان الرؤى والخطط المشتركة لتعزيز التعاون الصيني الأفريقي في عدة مجالات لعل أبرزها: الحداثة والحوكمة والحد من الفقر ودعم التصنيع والطاقة والتجارة وتسريع التحديث الزراعي والصناعي في أفريقيا، وكذا تعزيز التعاون فى مجالات التنمية والتجارة والاستثمار وتمويل خطط التنمية وتخفيف اعباء الديون ومشروعات البنية التحتية في القارة الأفريقية، فضلاً عن مجالات السلم والأمن والتعليم والثقافة وغيرها. وبما يساعد على دفع جهود تحقيق التنمية الشاملة في أفريقيا. وإن مصر عازمة على استمرار التعاون والتنسيق المشترك مع الصين وأشقائنا في الدول الأفريقية من أجل تنفيذ مخرجات قمة الفوكاك، وبما يسهم في الارتقاء بمستوى العلاقات الصينية الأفريقية وتلبية تطلعات الشعوب الأفريقية نحو تحقيق التنمية والازدهار والسلام والاستقرار.
وأشار السفير أبو الوفا، إلى أن القارة الإفريقية في حاجة إلى شراكة حقيقية مع الصين التي نجحت في تحقيق طفرة تنموية واقتصادية وقدمت نموذجاً يحتذى به في الحد من الفقر. لافتاً إلى أن قادة الدول الافريقية؛ قد عبروا خلال القمة عن أولويات القارة في الشراكة مع الصين وأبرزها التطلع لجذب المزيد من الاستثمارات الصينية لدول القارة في مجالات الزراعة والصناعة والطاقة المتجددة والتأقلم مع تأثيرات تغير المناخ، وكذا التطلع للتعاون مع الجانب الصيني في بناء منظومة زراعية وغذائية عادلة ومستدامة لضمان تنمية اقتصادية مستدامة، تساهم فى تحقيق الامن الغذائي والحد من مستويات الفقر في القارة، فضلاً عن التطلع لمساعدة الصين في مواجهة مشكلات الديون؛ التى تواجه القارة الافريقية.
مشدداً على تطلع مصر الى التعاون مع جمهورية الصين الشعبية لتنفيذ مخرجات قمة الفوكاك الاخيرة سواء في الاطار الثنائي من خلال تفعيل ما تضمنه اعلان بكين وخطة عمل بكين من مجالات تعاون ومشروعات ومبادرات في العديد من المجالات، والتي تتسق كذلك مع ما تضمنه البيان المشترك بين مصر والصين بشأن تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والذى صدر في مايو 2024 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين.