عرب و عالمأهم الأخبار

السفير ليتشيانج: عقد ذهبي مضى على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين

الدكتور عمر سليم" صندوق استثماري تكنولوجي بحجم 300 مليون دولار وبناء القدرات الرقمية والتوظيف


كتب: محمد حربي/
أكد السفير الصيني لدى القاهرة- لياو ليتشيانج، أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين؛ قد مرت بعقدٍ ذهبيٍ من التطور، ووصلت إلى أفضل حالتها. وذلك بفضل القيادة المشتركة للرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الصيني شي جين بينج. موضحاً أنه خلال العقد الماضي، التقى الرئيسان 12 مرة، الأمر الذي رسم الخطوط العريضة للمواءمة المعمقة بين التحديث الصيني النمط ومبادرة “الحزام والطريق” وبين بناء “الجمهورية الجديدة” و”رؤية مصر 2030″. مشيرا إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لمصر منذ 12 سنة متتالية. لافتاً إلى أن تدشين “عام الشراكة الصينية المصرية”، سوف يزيد من التبادل والتواصل والتعاون بين البلدين، وفي كافة المجالات والمستويات. جاء ذلك خلال الاحتفال بالذكرى الـ 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية؛ الذي أقامته السفارة الصينية، لدى جمهورية مصر العربية. وحضره وزير الاتصالات المهندس عمرو طلعت، نائباً عن رئيس مجلس الوزراء المصري- المهندس الدكتور مصطفى مدبولي، ومساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية- السفير عمر سليم، والدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المصري الأسبق، وعدد من السفراء، والملحقين العسكريين المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية.

وقال السفير ليتشيانج: ‘ن الصين قد حققت هدف بناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل في الموعد المحدد، الأمر الذي يعد معجزة في تاريخ النضال ضد الفقر وساهمت الصين بنسبة تفوق 70% في القضية العالمية لمكافحة الفقر. موضحاً أن الصين تعمل على تسريع وتيرة تطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية، وأحرزت إنجازات ملحوظة في التحول الأخضر والمنخفض الكربون، وتحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث القدرات المركبة للطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة الكتلة الحيوية. مشيراً إلى الصين بصفتها قوة مساهمة في السلام والاستقرار والتقدم بالعالم، فإنها تبذل جهود حثيثة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والمضي قدما بالتعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية”.

وأوضح السفير ليتشيانج، أن الشركات الصينية في مصر، قامت ببناء أعلى مبنى، وأول سكة حديدية مكهربة في إفريقيا، كما ساعدت مصر في إنجاز أكبر مشروع لتحديث وإصلاح شبكة الكهرباء في تاريخ مصر، وبناء أكبر قاعدة لإنتاج الألياف الزجاجية، وأكبر مركز لتخزين اللقاحات وأسرع شبكة النطاق العريض الثابت، وأكبر تجمع لإنتاج الأسمنت. كما ساهمت التكنولوجيا الصينية في إطلاق القمر الاصطناعي المصري إلى الفضاء، وجعلتها أول دولة إفريقية تمتلك القدرة الكاملة على تجميع وتركيب واختبار الأقمار الاصطناعية، فضلا عن بناء مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية كونه أول مركز للذكاء الاصطناعي لتحليل ومعالجة البيانات الضخمة في مصر حتى شمال إفريقيا بأكملها. وكذلك قامت الصين ومصر بتعاون مبادلة الديون من أجل التنمية، للتباحث في الأساليب المبتكرة للتعامل مع الديون ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، كما تلقت الثقافة الصينية واللغة الصينية إقبالا متزايدا في مصر، وتم إدراج اللغة الصينية بشكل رسمي إلى منظومة التعليم الوطني المصري.
وأشار ليتشيانج، إلى أنه خلال شهر مايو الماضي، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة ناجحة للصين، حيث أكد خلال اللقاء مع الرئيس الصيني، على الدفع بتطور العلاقات بين البلدين، نحو هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، معلنين معناً عن تدشين “عام الشراكة الصينية المصرية”، وعلى ضوء ذلك، سيزداد التبادل والتواصل والتعاون بين البلدين تكثفا وثراء في كافة المجالات والمستويات. لافتاً إلى أهمية الزيارة التي قام بها المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إلى الصين. وكذلك أصداء معرض حضارة مصر القديمة عند الصينيين، وترحيبهم الشديد به. لافتاً إلى أن عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين 32 رحلة أسبوعيا، مما يشير إلى أن مصر تجد إقبالا متزايدا بين السياح الصينيين.
مشدداً على أن الحزب الصيني، ساعد الصينيين على النجاح في أن يستكشفوا طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وبالتالي إحراز المعجزتين العظيمتين المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأمد، وخلق نمط جديد من الحضارة البشرية عبر التحديث الصيني النمط، حققت الصين طفرة تاريخية من حيث القوة الوطنية الشاملة، حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة في قطاع التصنيع وتجارة السلع، وساهمت أكثر من 30% في نمو الاقتصاد العالمي منذ سنوات متتالية. وحققت الصين هدف بناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل، الأمر الذي يعد معجزة في تاريخ النضال ضد الفقر وساهمت الصين بنسبة تفوق 70% في القضية العالمية لمكافحة الفقر.
وحول القمة الصينية الأفريقية، قال السفير ليتشيانج: إن الرئيس الصيني والقادة الأفارقة، اتفقوا على الارتقاء بالعلاقات الصينية الإفريقية إلى مستوى مجتمع المستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد. وأعلن الرئيس شي جين بينج عن “الرؤى الست” و”أعمال الشراكة العشرة” للعمل الصيني الإفريقي المشترك لدفع التحديث، مما ضخ ديناميكية جديدة في تطوير التعاون الصيني الإفريقي على مستوى أعلى وبشكل أعمق ومجالات أوسع، كما أكد الرئيس شي أنه لا يجوز غياب أي أحد أو ترك أي بلد خلف الركب في طريق التحديث، فبتكاتف أبناء الشعب الصيني والشعوب الإفريقية البالغ عددهم 2.8 مليار نسمة، يتوسع طريقهم تجاه التنمية المشتركة والتعاون والكسب المشترك، وتتخطى دول الجنوب العالمي خطوات أكثر ثباتا نحو التحديث.
من جانبه أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أنه تم توقيع 5 مذكرات تفاهم بين مصر والصين، في المجال الرقمي، بما يشمل مراكز البيانات، والتعهيد، والشبكات الضوئية. موضحاً أن المذكرات الموقعة مع الجانب الصيني، تتضمن التعاون في إنشاء 3 مصانع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية، بطاقة 4 ملايين كيلومتر، ومعدات الاتصالات. مشيراً إلى أنه قد تم توقيع هذه المذكرات خلال زيارة الدكتور مصطفي مدبولي، للصين، أثناء انعقاد فعاليات منتدى التعاون الصيني الإفريقي، الذي عقد خلال شهر سبتمبر الجاري.
وقال الوزير: إنه تم الاتفاق مع الصين على رؤية جادة لتعميق الاستثمارات في مصر، من خلال إنشاء صندوق استثماري تكنولوجي بحجم 300 مليون دولار، إلى جانب التركيز في العلاقات المصرية الصينية على مجالات بناء القدرات الرقمية والتوظيف، من خلال إقامة الشركات الصينية 3 مراكز لتصدير خدمات التعهيد بطاقة 800 فرصة عمل، في مجالات تصميم الدوائر الإلكترونية، وتطوير البرمجيات، والبحث، والتطوير في الشبكات الضوئية، وتكنولوجيا التحول الأخضر، وأشباه الموصلات. لافتاً إلى أن كل هذه التخصصات عالية القيمة في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. مشدداً على أنه تم الاتفاق كذلك مع الجانب الصيني على توفير 4 مراكز ومعامل لبناء قدرات لأكثر من 3 آلاف متخصص.
وأضاف الدكتور طلعت، أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات شهد زخماً مستمراً في التعاون بين مصر والصين امتد ليشمل إنشاء مصانع لكابلات الألياف الضوئية والهواتف المحمولة، وإنشاء مراكز البيانات، وإطلاق السحب الحاسوبية، وبناء منظومات الذكاء الاصطناعي، للتعرف إلى اللغات، فضلاً عن الشراكة في تنفيذ برامج بناء القدرات الرقمية في كافة أنحاء الدولة المصرية، وإقامة معامل تقنية تسهم في إعداد أجيال مصر الرقمية.

زر الذهاب إلى الأعلى