Site icon بوابة العمال

الاسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق

نقيب الفلاحين : الارتفاع نتيجة العرض والطلب وستنخفض في نوفمبر المقبل

تحقيق : فتحي حسين

صدق من سماها مجنونة، الطماطم كلمة السر في تعذيب المواطنين ارتفاع سعر الكيلو الي ما يقارب ال٤٥ جنيها في سابقة هي الأولي من نوعها ،وهو ما تسبب في أزمات وضغوط علي كاهل الأسرة المصرية علي اختلاف مستوياتها باعتبار أن الطماطم من المحاصيل الرئيسية التي يتم الاعتماد عليها بشكل كلي في مختلف الاكلات’

الخبراء ارجعو ذلك الي كثرة حلقات التداول ودرجات الحرارة أبرز الأسباب ونقيب الفلاحين يؤكد الارتفاع نتيجة العرض والطلب وستنخفض في نوفمبر المقبل

قالت منال مبارك موظفة . بأنها تشتري الطماطم ب٤٥ جنيه ورغم ذلك تجد حالتها غير جيدة ولكنها مضطرة الي الشراء حتي تجهز وجبه الافطار والغذاء والعشاء وهو ما جعلها تنفق حوالي ١٣٥ جنيه لشراء ٣ كيلو طماطم في اليوم لعمل وجبات الطعام للأسرة المكونة من ٦ أفراد ،هذا غير تكاليف المكونات الأخري للطبيخ وهو ما جعلها في حيرة كبيرة .
محمود سلطان ،موظف في المطرية،يري أن أزمة الطماطم غير مسبوقة علي الإطلاق خاصة وأن سعرها تعدي كل التوقعات بعد أن كانت ٣ كيلو بعشرة جنيهات الا ان الغلاء منعه من شرائها والاستعانة بعلب الصلصلة الجاهزة من السوبر ماركت برغم تحذيرات الأطباء .

ايمان محمد،ربة منزل ،من فيصل ،تقول بأنها تكتفي بشراء نصف كيلو طماطم فقط وأحيانا بعشرة جنيهات حتي تتمكن من شراء باقي السلع من الخضار والفاكهة . وتعتمد علي شراء المخللات الجاهزة بديلا للسلطة والطماطم .

محمود المصري،مسن علي المعاش ،يقول ،بانه لم يسمع من قبل عن ذلك السعر ومن أجل ذلك يشعر بالحزن الشديد لما وصل إليه حال الأسعار في بلادنا خاصة الطماطم التي لا يمكن الاستغناء عنها وهي ابسط حقوق الناس في طعام قليل وبسيط .

ومن جانبه طالب أشرف أمين عضو مجلس النواب من الحكومة بصفة عامة ومن وزارتى الزراعة واستصلاح الأراضي والتموين والتجارة الداخلية اتخاذ جميع الإجراءات لمواجهة الارتفاع الجنوني وغير المسبوق فى أسعار الطماطم.

وتساءل عن الأسباب الحقيقية التى وراء ارتفاع سعر كيلو الطماطم إلى 40 جنيها ؟ ولماذا يتعلل الغالبية من مسئولى وزارة الزراعة والغرف التجارية بأن السبب وراء ارتفاع أسعار الطماطم يرجع إلى قلة المعروض فى الوقت الذى تتواجد فيه الطماطم لدى بائعى الخضراوات والفواكه على مدار الـ 24 ساعة يومياً وبكمات كبيرة؟

وأكد النائب أمين أن المواطنين لايمكن أن يقاطعوا شراء الطماطم لأنها من المنتجات الغذائية الضرورية التى لا يمكن لمنزل فى مصر أن يستغنى منها ، مشيراً إلى أن السبب الرئيسى فى جنون أسعار الطماطم هو عدم التدخل من الأجهزة الحكومية المختصة لتحديد سعر مناسب لبيعها سواء من المزارعين أو داخل أسواق الجملة حتى وصولها للمستهلك الأخير. مطالبا في الوقت نفسه من الحكومة بوضع سياسات وخطط جديدة تكفل عدم تكرار مسلسل الارتفاعات الكبيرة وغير المبررة للعديد من السلع والمنتجات خاصة السلع الأساسية التى لا غنى عنها لدى المواطنين مثل الخضروات والفواكه ، و أن تقوم الأجهزة الرقابية بدورها فى الرقابة الحقيقية على الأسواق والأسعار..

وسألنا حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، عن أسباب ارتفاع أسعار الطماطم خلال الفترة الحالية بـشكل مبالغ فيه ،فاجاب قائلا : ده قانون العرض والطلب هو الذي يحكم الأسعار، وإذا كان المعروض كثير والطلب قليل تنخفض أسعار السلعة وإذا كان المعروض قليل والطلب كثير ترتفع أسعار السلعة.
واضاف ان ارتفاع أسعار الطماطم يعود إلى عدة أسباب منها ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر بالطبع على المحصول، بالإضافة إلى انخفاض مساحات الأراضي المزروعة بالطماطم هذا العام، موضحا أن ارتفاع أسعار المبيدات والتقاوي أدى إلى ارتفاع أسعار الطماطم ليتمكن الفلاح من تحقيق أرباح.

واشار صدام إلي أن هناك انخفاض متوقع في أسعار الطماطم في شهر نوفمبر المقبل وستصل أسعار الطماطم إلى 15 جنيهًا، والبطاطس بدل 25 تسجل 12 جنيهًا والخيار بدل 20 سيسجل 10 جنيهات.!

وعن رأي الخبراء في ارتفاع أسعار الطماطم يقول د.محمود الصغير الباحث بالمركز القومي للبحوث أن الطماطم تعد أحد المحاصيل الاقتصادية الناجحة في مصر، شريطة توافر الظروف البيئية والمناخية الملائمة، والالتزام بتطبيق المعاملات الزراعية الموصى بها ، مشيرا الى أن المحصول يستكمل مراحل نموه على النحو المطلوب والمأمول، حال توافر درجات الحرارة المثلى، التي تساعد على إتمام النبات لدورة حياته ومراحل نموه كاملة دون أي عوائق، و أن عدم وجود الوعي الكافي بطرق التعامل مع تداعيات التغيرات المناخية، يعد أحد أسباب الأزمة الحالية.

وقال محمود أن عدم تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية، الخاصة بالحد من تبعات التغيرات المناخية، والارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال شهري يوليو وأغسطس، أدى إلى موت نسبة كبيرة من الزهرات.

وقال بأن الإهمال في تطبيق التوصيات الفنية والإرشادية الواردة بشأن طرق التعامل مع موجات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، انعكست بالسلب على حجم الإنتاج المتوقع، وطبقًا لمبادئ العرض والطلب، ارتفعت الأسعار بشكل كبير، مشيرًا الى أن الأسعار سوف تعود إلى صورتها الطبيعية، وتتراجع مرة أخرى مع فى اوائل أكتوبر الحاري وحصاد العروة الجديدة.

وقدم محمود مجموعة من الخطوات لزراعة محصول الطماطم الصحيحة، وذلك وفق القواعد العلمية الحاكمة لهذا الملف كى يثمر الموسم عن تحقيق النتائج الاقتصادية المأمولة من قِبل المزارعين، عند الوصول لمرحلة الحصاد، مؤكدًا على ضرورة التأكيد على ضرورة تحليل التربة والمياه، والتى تمثل الركيزة الأساسية لوضع خطة الزراعة الصحيحة، والطريقة المثلى والصحيحة لتلافي 60% من جملة المشاكل التي قد تواجه المزارعين على مدار الموسم.

ومن جانبه يقول حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضار والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، أن هذا الارتفاع غير مبرر و أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو انخفاض الإنتاج الزراعي بنحو 50% لبعض الأصناف. وقد أدى هذا التراجع في حجم الإنتاج إلى خلق فجوة بين العرض والطلب، مما تسبب في زيادة الأسعار بشكل ملحوظ.

وقال نجيب إلى أن الأحوال الجوية غير المستقرة، وخصوصًا ارتفاع درجات الحرارة، كان لها دور كبير في التأثير على المحاصيل الزراعية، وخصوصًا الطماطم.

واضاف : أن الحرارة المرتفعة اثرت على جودة المحاصيل وكميتها، مما أدى إلى تقليل العرض وزيادة الطلب، وبالتالي ارتفاع الأسعار.

وأوضح نائب رئيس شعبة الخضار والفاكهة أن كثرة الوسطاء وحلقات التداول بين الفلاحين والمستهلكين تساهم بشكل كبير في ارتفاع الأسعار. كلما زادت عدد حلقات التداول بين المنتج والمستهلك، كلما زادت التكلفة النهائية للمنتج، مما يؤدي إلى تحميل المستهلك أعباء مالية إضافية.

Exit mobile version