كتب: محمد حربي
احتفل المتحف المصري في التحرير، بافتتاح ” معرض حسي رع “، ويطلق عليه علميا اسم ” اللوحات الخشبية لمصطبة حسي – رع: آفاق جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض في المتحف”. وأحد أهم المعارض التي تمت بالتعاون مع عدد من الشركاء. وقد حضر حفل الافتتاح، يمنى البحار، نائب وزير السياحة، والسفير إيريك شوفالييه- سفير الجمهورية الفرنسية لدى مصر، والدكتور محمد إسماعيل خالد- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور بيير تاليه- مدير المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، رئيس قطاع المتاحف- مؤمن عثمان، والدكتور مسؤولة قسم الدراسات الأركيومترية في المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية. وكان في استقبالهم جميعاً، الدكتور علي عبدالحليم- مدير عام المتحف المصري بالتحرير.
وفي بداية كلمه، أكد الدكتور علي عبدالحليم، على ترحيبه بكل الضيوف في المتحف الأم لكل المتاحف “المتحف المصري”. وذلك بمناسبة مشاركتهم في افتتاح معرض ” حسي رع “، واسمه العلمي “اللوحات الخشبية لمصطبة حسي – رع: آفاق جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض في المتحف المصري بالقاهرة”. والذي يُعد أحد أهم المعارض التي تمت بتعاونهم مع الشركاء. ويمثل حلقة في سلسلة من مشاريع عديدة للعرض المتحفي لديهم مما يساعد على رسم مستقبل المتحف المصري خصوصا في ظل المتغيرات والتحديات في الفترة الأخيرة والفترة المقبلة.
وأوضح الدكتور علي عبدالحليم، بأنه منذ عدة سنوات بدأت خطة لإعادة المتحف إلى ما كان عليه في بداياته الأولى تحت مسمى “إحياء المتحف المصري”، بحيث يكون مميزا عن المباني الحديثة؛ خصوصا وأن مبنى المتحف مسجل أثرا إسلاميا منذ عام 1983. وذلك تحت مظلة وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار نعمل جميعا على تحقيق تلك الخطة، وفق أحدث طرق العرض المتحفي.
وقد وجه الدكتور علي عبدالحليم، الشكر الكل المديرين السابقين للمتحف المصري، وجميع من كان يعمل تحت إدارتهم ؛ وخصوصا صباح عبد الرازق؛ التي بدأ مشروع “حسي رع “، في عهدها. كما أشاد بجهود كل الإدارات، سواء وكلاء المتحف، أو أمناء العهد الأثرية ، أو إدارة الترميم ، أو قسم التسجيل، أو الأرشيف المعارض ، أو العلاقات العامة ، أو النشاط الثقافي ، أو الإدارة الهندسية ، أو الشئون المالية والإدارية ، أو الأمن الإداري وأيضا شرطة السياحة والآثار. وذلك تقديرا لدورهم وجهودهم لإتمام هذا التطوير، لافتاً إلى أن المتحف المصري يستحق من الجميع، أن يضعوه في قلوبهم؛ فهو بيت الجميع منذ ما يزيد عن 122 عام.
ونوه الدكتور علي عبدالحيلم، إلى أن مشروع حسي رع – الذي تم افتتاحه؛ فتتوافق طريقة العرض التي ظهر عليها مع الخطة التي اشار إليها؛ وخصوصا مع ملاحظة أنه يقع داخل قاعة مقابلة لعرض تماثيل شيخ البلد، حيث إن كلا المجموعتين من الخشب.
وقدم الدكتور علي عبدالحليم، “حسي رع “، ولوحاته الخشبية النادرة، للحضور، بقوله: إن لوحات “حسي رع “، هي نسخة فريدة من نوعها، وتمثل قيمة أثرية، ليس فقط لعلماء المصريات؛ وإنما أيضا لأطباء الأسنان، حيث يعد “حسي رع “، من أبرز الشخصيات في زمانه، بل إنه لا يقل عن “إيمحوتب وكلاهما “من عصر الملك زوسر من الأسرة الثالثة حوالي 2700 ق. م.
وقد عثر على هذه اللوحات أوجست مارييت عام 1861 في الجبانة الشمالية من سقارة. وكانت كل لوحة من لوحات “حسي رع ” في العصور القديمة معلقة في كوة من كوات مصطبته وذلك من خلال تمرير حبل من الليف أو سيور من الجلد في فتحة عند طرفها العلوي بعيدا عن مكان نقش المناظر والكلمات الهيروغليفية، وتمثل كل لوحة وحدة مستقبل بذاتها وموضوعها.
مشدداً، على أن هذا المشروع، يمثل محاكاة وإعادة عرض داخل سياق مناسب. الأمر الذي جعلهم سعداء بالعمل المشترك مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية؛ وهو ليس التعاون الأول من نوعه. معربا عن تمنياته أن يستمر في المستقل. حيث لديهم أفكار أخرى يمكنهم تحقيقها معا.
وبالتالي قدم الشكر كلل من ساهم في إتمام مشروع” حسي رع “، بهذا الشكل المبهر من الجانبين الفرنسي والمصري.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد- الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المتحف المصري لن يموت، وخصوصاً مع الإعلان عن التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير..
وقال الدكتور خالد: “إن المتحف المصري، سيظل هو ايقونة المتاحف المصرية، ونحن نعمل على ذلك في المجلس الأعلى للآثار، وفي قطاع المتاحف من تغيير إعادة شكل واضافة قطع جديدة، وكل ما يخرج من الحفائر، سوف يتم احضارها للمتحف المصري بالتحرير”. لاثراء العرض، وجذب محبي المتحف المصري.
كما ثمن الدكتور خالد، التعاون المثمر بين المجلس الأعلى للآثار، وكل الشركاء من المعاهد الأجنبية، وخاصة المعهد الفرنسي للآثار، وعمر مديد من التعاون بينهم وبين المعهد الفرنسي للآثار. مشيراً إلى أن هذه الفعالية، هي جزء من هذا التعاون.
وأشار الدكتور خالد، إلى أنه تجري حالياً محاولة تشغيل نظام التهوية القديم؛ الموجود في بدروم المتحف المصري، والذي يعود تاريخ انشائه إلى عام 1920. وأنه تجري محاولة احياء ذلك من جديد، بالاشتراك مع العديد من الشركاء؛ وخاصة مع الجانب الإيطالي، بحكم أنه نظام إيطالي؛ ولذا يجري التواصل مع السفارة الإيطالية؛ وذلك من أجل تشغيله مرة أخرى.
وأضاف الدكتور خالد، بأنه يجري العمل حالياً على شخصية المتحف المصري؛ بمعنى أن يتم اختيار قطعة معينة، وتبقى رمزية، ترمز للمتحف المصري، في كل مكان، توضع في كل مكان، على كل المنتجات؛ بحيث من يشاهدها يعرف أنها ترمز للمتحف المصري في التحرير، ايقونة المتاحف المصرية
ومن جانبه، وجه السفير الفرنسي شوفالييه، الشكر لفريق العمل بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية، لإتمامه المشروع على نحو رائع، ولأجيال علماء المصريات.
وأشار إلى أن سفارة فرنسا، والمعهد الفرنسي بمصر، حريصان كل الحرص على التعاون الثقافي، لاستكمال هذا التعاون الاستثنائي. معرباً عن تطلعه لمواصلة العلاقات بين الشعبين
في مصر وفرنسا.
ومن جانبه أعرب الدكتور بيير تاليه، عن سعادته لمشاهدة النهضة الحقيقية، للمعرض الأثرى الرمزي، المشهورة بألواحها الخشبية الاستثنائية؛ والتي تعد من أروع النقوش. لافتاً إلى أن
” حسي- رع “، مازال محل العديد من النقاشات والدراسات.
وقال تالييه: إن مشروع الترميم الذي تم تنفيذه، يرجع إلى ما أصاب هذه الألواح الخشبية من تدهور. موضحاً أن المشروع تم تنفيذه في اطار تعاون وثيق مع المتحف المصري بالقاهرة، وتحت اشراف الدكتور صلاح عبدالرازق، وشارك فيه العديد من خبراء الترميم، ومن بينهم إسلام عزت، المتخصص في ترميم الآثار الخشبية.
كما وجه تالييه، الشكر للعديد من الشخصيات، ومن بينهم الدكتور حسن سليم من جامعة عين شمس، لدورهم كخبراء أكاديميين في علم المصريات.
وأشار تالييه، إلى أن العملية لم تكن مجرد ترميم للألواح، والتي قام بها الفريق على أكمل وجه
ولكن لإحياء هذا المعلم الأثري، واستعادة السياق الذي وجدت فيه القطعة الأصلية، وذلك بالرجوع إلى الأرشيف الذي واكب اكتشاف الألواح الخشبية. وبالتالي، فإن زائر القاعة الجديدة، التي تم افتتاحها، سوف يكون عنده اطباع بأنه يدخل في الكنيسة الجنائزية لهذا الشخص الرفيع، كما فعل كهنة طائفته، منذ أكثر من 4700 عام.
ونوه تالييه، إلى أن سر سعادته للمشاركة في الافتتاح، يرجع لارتباطه الشديد بالمتحف المصري؛ حيث اتيحت له الفرصة، لدراسة الآثار المختلفة، ولأكثر من ثلاثين عاما. وقد
واتيحت له الفرصة للعمل لفترة أطول عام 2017 مع أمناء المتحف، وتحت إشراف دكتور محمد مؤمن عثمان، رئيس قسم الترميم بالمتحف آنذاك؛ لترميم البرديات، التي تم اكتشافها في وادي الجرف. وأنه قد سعد بزيارتها عدة مرات خلال العام الماضي، بحضور الودود، والمبتسم دائماً مديره الحالي الدكتور علي عبدالحليم؛ الذي وصفه بأنه “صاحب ابتسامة دائمة” والراعي الحقيقي لهذا الزخم الذي يعيشه ” المتحف المصري ” تحت ادارته، وفي سياق إعادة العرض، وإبراز قيمة هذه المجموعة.