كتب عبدالعظيم القاضي
اكد الرئيس عبدالفتاح السيسى انه رغم مرور واحد وخمسين عاما،مازال معين نصر أكتوبر، يفيض بالعبر والدروس والتجارب، التي نستلهم منها رؤيتنا لحاضرنا ومستقبلنا، وتؤكد لنا، أن التخطيط العلمي والتنفيذ الدقيق والتكاتف أمام التحديات، هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف، لافتا ان نصر أكتوبر حقاً.. حكاية شعب .. حكاية آباء وأمهات، قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن،
جاء ذلك فى الندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ”51″ لنصر حرب أكتوبر المجيدة، والتى جاء نصها
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور،
نجتمع اليوم، في تقليد سنوي متجدد، للاحتفاء بانتصار – كان وسيظل – علامة فارقة في تاريخ وطننا العزيز .. معبراً عن إرادة أمة، حولت الهزيمة إلى نصر، ورفعت أعلام مصر على أرض سيناء .. في ملحمة سطرها الجيش والشعب، ليحفروا في ذاكرة هذا الوطن بطولات النصر، الذي نفخر به.. جيلاً بعد جيل.
ورغم مرور واحد وخمسين عاماً، مازال معين نصر أكتوبر، يفيض بالعبر والدروس والتجارب، التي نستلهم منها رؤيتنا لحاضرنا ومستقبلنا .. وتؤكد لنا، أن التخطيط العلمي والتنفيذ الدقيق والتكاتف أمام التحديات، هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف .. وهذه رسالة متكررة من الشعب المصري، على مدار السنوات.. باختلاف الصعاب والتحديات.
الحضور الكريم،
لقد سجل التاريخ العسكري بحروف من نور، عظمة انتصار أكتوبر، إلا أنني أود التركيز اليوم، على دور الشعب المصري بأكمله، في تحقيق هذا الانتصار .. حيث قدم بجميع فئاته، مثالاً يحتذى به، في مساندة جيشه، مادياً ومعنوياً .. وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال، وإنما يتحقق أولاً بوحدة الشعب، وصموده ووعيه وإيمانه، وإرادته في التحدي والنصر.
فقد كان نصر أكتوبر حقاً.. حكاية شعب .. حكاية آباء وأمهات، قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن .. حكاية زوجات وأبناء وبنات، عانوا مرارة الفراق .. حكاية كل مواطن؛ من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها، تحمل وصبر من أجل بلده … حكاية تجلت فيها الشخصية المصرية بكل عبقريتها، فصنعت ما كان يعتقده البعض أنه المستحيل .. لتؤكد أن هذا الشعب، يبذل الغالي والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه، ضد أي تهديد أو اعتداء .. وأن القوات المسلحة، هي الدرع الحصين الذي يحمى مقدرات هذا الوطن، مدعومة بوحدة شعبها وصلابته وإرادته.
السيدات والسادة،
يحل علينا هذا العام نصر أكتوبر، في ظل أحداث متلاحقة وأوضاع مضطربة، يشهدها محيطنا الإقليمي .. تؤكد لنا من جديد، أن خيارنا للسلام العادل والمستدام، يفرض علينا الاستمرار فى بناء قدرات القوة الشاملة لهذا الوطن، كونها السبيل الوحيد لصون وحماية السـلام، وردع أى محاولة للتفكير فى الاعتـداء عليــه.
ومن هذا المنطلق، فإن مساعي مصر الدائمة، للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، تنبع من موقع القدرة والقوة، والقناعة بأن السلام العادل والشامل، يجب أن يراعي حقوق الشعب الفلسطيني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، والتخلى عن أوهام التوسع وسياسات العداء.. لضمان التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، وتجنيب الأجيال القادمة ويلات الصراع.
واسمحوا لي في ختام كلمتي، بأن أتقدم بأسمى آيات التقدير، إلى أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة، في حرب أكتوبر وجميع الحروب .. وأقول لأسرهم وذويهم: “إن شعب مصر أصيل، لا ينسى من ضحوا من أجله، وأن مصر ستظل بارة بكم، كما كان أبناؤكم بارين بها”.
كما أتوجه بالتهنئة، إلى قيادات وأبناء القوات المسلحة المصرية في عيد النصر .. فقد كنتم على مدار التاريخ، حصن الوطن، ويده الضاربة في حماية أرضه وحفظ كرامته.
وتحية من القلب إلى المواطن المصري.. صاحب الإرادة والقرار، في معادلة مواجهة التحديات وتنمية القدرات .. وأؤكد أنه بتلاحمنا وإخلاصنا ووعينا، قادرون على تجاوز الظروف الصعبة، كما تجاوزناها من قبل.. مهما كانت صعوبتها .. وفي ذات الوقت نحرص على الاستمرار في التنمية، لتحسين ظروف المعيشة ولبناء مستقبل أفضل، تحظى فيه مصر، بالمكانة اللائقة، التي تستحقها بين الأمم.
أشكركم… وكل عام وأنتم بخير.
ودائمــاً وأبـــداً، وبالله العظيم:
تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.