الدكتورة نجلاء نبيل تكتب : المصريون أبناء إدريس وأصل الحياة

 

بعد البحث المستفيض وسماع عدد كبير من الفيديوهات وقراءت الكثير من المقالات التي تحدثت عن إدريس عليه السلام خرجت منهم جميعا ورأسي تكاد تلامس السماء. شعوري بأنني مصري ادريسية وحضارتي تقارب الـ ثمانية عشر ألف عام وربما تزيد جعلني أكون على ثقة تامة أن مصر هي نواة الحياة التي انبثقت منها كل الحضارات  .

 

الماسون يحاولون تزييف التاريخ دائما لنسبه الى انفسهم لتنصيب اسرائيل الريادة على العالم فادعائهم أن اللغة العبرية هي الأم ادعاء خاطئ لأن جذورها تمتد 1200 عام قبل الميلاد بما يعادل الان تقريبا 4000 سنة  ولكن اللغة العربية تمتد جذورها لأكثر من 9000 عام وبها 18000 جذر لغوي واللغة العبرية 2500 جذر لغوي   .

 

 إدريس عليه السلام عندما نزل مصر ونزلت عليه الرسالة وكان ذلك قبل يعقوب عليه السلام بأكثر من 13000 عام أي قبل 20000 عام من الآن  . لقد نادى بالتوحيد إذن مصر هي الدولة الوحيدة الموحده بالله سبحانه وتعالى منذ فجر التاريخ وليس كما يدعون انها عبرانية وان موسى عليه السلام هو من دعا أهل مصر للتوحيد منذ 7000 عام .

 

عندما نزلت الرسالة على موسى عليه السلام كانت لدعوة الهكسوس وليس المصريين فالمصريين موحدين كما قلنا منذ فجر التاريخ . وفرعون موسى ليس رمسيس كما يشيعون مزيفي التاريخ ولكنه هو الملك السادس من ملوك الهكسوس  الذين جاءوا قبل عهد الأسرات .

 

والسؤال هنا هل توجد علاقة بين القدماء المصريين وقصص الأنبياء؟ . الاستدلال يؤكد إيمان القدماء المصريين بالله الواحد الأحد ووضح لنا هذا العالم الدكتور مصطفى محمود قائلا  :

أن ما أطلق عليهم كلمة الآلهة وهم “نوه وأتوم وأوزوريس” يتشابهون مع الأنبياء “نوح وآدم وإدريس” . وأن الرمز هنا ليس للآلهة  ولكنهم كانوا منتسلين على الأرض للإله الواحد الأحد أي أنهم أنبياء ورسل للدعوة لله الواحد وليس لتعدد الآلهة كما اشاع بعض المغرضون . الحضارة المصرية القديمة في جعبتها الكثير من الأسرار التي لم نتوصل إليها حتى وقتنا هذا رغم التقدم الكبير الذي وصلنا إليه مقارنة بالعصور السابقة .

 

ظل العلماء في اختلاف مستمر حول ما كان يحدث ويدور داخل أروقة الحضارة المصرية القديمة .ومن بين تلك الخلافات التي حملت الكثير من الغموض واللغط يتسائل البعض أين أنبياء الله من التاريخ المصري القديم .

 

ولماذا لم يذكرهم التاريخ بما فيها الحضارة المصرية القديمة رغم ذكرهم في القرآن الكريم ووصفهم بعظماء قومهم . بجانب دراسة قصص الأنبياء التي ترعرعنا عليها وحاكت أن أغلب الأنبياء أرسلوا تزامنًا مع الحضارة المصرية القديمة وما قبلها ولعل قصة سيدنا موسى و”فرعون” هي أشهرهم  .

 

وهل كان القدماء المصريين وثنيين أم موحدين؟ . تحدث الدكتور مصطفى محمود العالم المصري الادريسي عن تزييف التاريخ المصري منذ القدم لصالح الكهنة الذين تحكموا في مفاصل الدولة المصرية القديمة  وكأن التاريخ يعيد نفسه  .

 

وقال الدكتور مصطفى محمود إن الخلاف على التاريخ المصري القديم على أشده فهناك بعض العلماء تحدثوا عن بدء الحضارة المصرية منذ 7 آلاف سنة فقط ووصفوها بالحضارة الوثنية التعددية  . وهناك البعض الآخر الذي تحدث عن  مايقرب من 18000 ألف عام حضارة ووصفوها بالتوحيدية  .

 

وأضاف دكتور محمود أن العالم “مانيتون” وهو أوثق المؤرخين في التاريخ المصري القديم يقول إن الحضارة المصرية بدأت منذ 12 ألف وخمسمائة عام قبل يعقوب عليه السلام . وهناك أدلة قاطعة أن تلك الحضارة توحيدية وليست وثنية تعدودية رغم أن التاريخ والكثير من البرديات والهيروغلفيات تحدثت عن تعدد الآلهة عند القدماء المصريين والتي بلغت 2800 إله .

 

واوضح دكتور مصطفى محمود أن هذه التعددية ليست معناها تعدد الآلهة ولكن تعدد ممثلين الإله الواحد وشبههم بالملائكة المصطافين حول العرش وليس آلهة . وهو ما توصل له العالم الألماني روجش ولكن عندما نقرأ كتاب الموتى نستعجب من ذلك التاريخ المضلل .

 

كتاب “الموتى”وصحف ادريس ومتون الأهرام الذي كتبهم إدريس عليه السلام والألواح الادريسية التي بها اناشيد التوحيد العجيبة في شئ رائع ويثبت أن مصر على التوحيد منذ فجر التاريخ . وتابع الدكتور مصطفي محمود أن : “نصوص كتاب الموتى تتحدث عن التوحيد حيث جاء فيه:

“أنت الأول وليس قبلك شيء وأنت الآخر وليس بعدك شيء” . فيما جاء فيه أيضًا: “خلقت كل شيء وحدي ولم يكن بجواري أحد”.

 

كتاب الموتى وهو أقدم الكتب الدينية عند المصريين القدماء تحدث عن توحيدهم فلماذا تحدثوا عن 2800 إله في كتب التاريخ . لأن هناك كلمة في كتاب الموتى بالهروغلفية تدعى “نتر” والتي ترجمت بالخطأ إلى “إله” ولكن الحقيقة والترجمة الحرفية الدقيقة للكلمة “اليد القوية” أو المنتسب للعرش .

 

إذن فهي صفة وبالتالي فقد فهمنا كتاب الموتى وأن الـ 2800 “نتر” ليسوا ألهة بل صفة من صفات الإله الواحد  .وبالتالي فإن التاريخ المصري القديم الذي وصل لنا تاريخ مشوه تدخل في كتابته بعض الكهنة والحكام لمصالح شخصية . وذلك لأن تعدد الألهة بالنسبة لهم هو تعدد القرابين والأموال التي تأتيهم من هنا وهناك .

 

واستكمل الدكتور العلامة محمود أن الدليل على “توحيد” القدماء المصريين هي عشرات المسلات التي جاءت على هيئة إصبع يشير إلى السماء . والتي تمثل مآذين التوحيد كما أن أخناتون الذي وحد الألهة في إله واحد لم يخرج علينا من فراغ .

فيما استدل الدكتور مصطفى محمود أيضًا بأية قرآنية على إيمان المصريين القدماء والتي قال فيها الله عز وجل:

“وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ . 28 سورة غافر

 

وهنا الآية صريحة أن الرجل من ال فرعون  ولكن كان يكتم إيمانه تخوفًا من بطش حكامه وقد طالب الدكتور مصطفى محمود إعادة كتابة التاريخ لما شابه من عوار . فيما تحدث أن الألهة التي ذكرت في التاريخ أسمائهم تجعلنا نتوقف كثيرًا .فمثلا الإله أتوم، وأزوريس، ونوه، وهي نفس أسماء انبيائنا آدم وإدريس ونوح.الإله “أتوم” ويشبه سيدنا آدم بالإسم يصفونه القدماء المصريين إنه خلق بنفسه على قمة التل الأولى ومن ثم فهو أول من تواجد على الأرض .

 

و سيدنا “آدم” أبو البشرية وأول من خلق على وجه الأرض وهو ما يتشابه كثيرا لما جاء في التاريخ . ولكن قام الكهنوت بتنصيبه “إله” بعد موته وذلك عن طريق كتابتهم للتاريخ الذي كان يتحكم فيه الأقوياء .

 

الإله “أوزوريس” ويشبه اسمه سيدنا “إدريس”والإله “أوزوريس” كما دونه الكهنة في التاريخ المصري القديم هو من علم الكتابة بالقلم ولبس المخيط وتقسيم الفصول والتقويم الشمسي وهي نفس ما نسب إلى النبي إدريس ومن المعروف أنه كان مصريًا.

 

الإله “نوه” وسيدنا “نوح”عرف الإله “نوه” في البرديات بأنه إله الماء والفيضانات ومنقذ البشرية وهي نفس صفات سيدنا نوح عليه السلام . ولكن عند موته يتحول إلى أسطورة ثم إلى إله يعبد وهذا هو “الإفك القديم” تأليه الأنبياء  .كما استند الدكتور مصطفى محمود إلى عبارة “خرم خوفو” والتي وجدت داخل الهرم الأكبر والتي تعني الله جل جلاله وليس إسنادًا أن من قام بتشييد الهرم هو الملك “خوفو”.

 

وكلمة أخيرة لكل كاتبي التأريخ رفقا بنا ورفقا بتاريخ مصر العظيم فنحن أبناء إدريس وأصل الحياة

 

زر الذهاب إلى الأعلى