كتب: محمد حربي
أكد السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن الشعب الفلسطيني يواجه تحدياً مزدوجاً، موضحاً أن إعادة الاعمار، لا تعني إعادة ترميم الدمار المادي، بل إعادة الحياة الكريمة لشعب يواجه هذا الظلم التاريخي المستمر، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، في دعم جهود إعادة الاعمار، من أجل إحياء الأمل وإعادة الحياة لمن يعانون من هذا العدوان المستمر. جاء ذلك على المشاركة في فعالية ” إطلاق التقييم الثالث للآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب غزة الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) “، والذي يقدم موجز تقديرات محدثة لأثر الحرب على الفقر، والناتج المحلي الإجمالي والبطالة والتنمية البشرية، بعد مرور عام كامل على بدء الحرب، فضلاً عن سيناريوهات مقدرة لاحتمالات التعافي بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وذلك بحضور السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، و الدكتور عبد الله الدردري الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية، وطارق العلمي مدير مجموعة الحوكمة ودرء النزاعات بالإسكوا، وعدد من المندوبين الدائمين بالجامعة العربية.
وفي البداية وجه السفير عبدالله الرحبي، الشكر للجميع، وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية؛ لحرصها على جهودها مع الشركاء المعنيين برصد الآثار الاقتصادية والاجتماعية، وغيرها من الآثار الناجمة عن “حرب الإبادة الجماعية “، التي يتم ارتكابها ضد الأشقاء في فلسطيني، ولبنان، موضحاً أن هذا الجهد المُقدر، يعكس التزاماً مشتركاً، لمواجهة الممارسات الإسرائيلية الغير إنسانية، وهو خطوة في الاتجاه الصحيح، لتسليط الضوء على المعاناة المستمرة، التي يعيشها الشعب الفلسطيني، واللبناني.
وأعرب السفير عبدالله الرحبي، عن خالص شكره وتقديره للجهود الكبيرة، المبذولة من اجل تسليط الضوء، على هذه الآثار. موضحاً أن أن المعركة الحقيقية، يجب خوضها من أجل هذه الأنشطة، التي تفضح ممارسات الكيان الإسرائيلي، وتذكر المجتمع الدول بمسؤولياته، وبدوره في إيقاف هذه الحرب العدوانية، التي تنتهك حقوق الانسان والقوانين الدولية.
وفي هذا السياق؛ فقد وجه سعادة السفير عبدالله الرحبي، الشكر والثناء، لفريق العمل، الذي قامبتقييم نتائج الحرب، بعد مرور عام على اندلاعها. كما أثني سعادته على جهود الشرفاء، الذين يواصلون جهودهم، رغم الظروف الصعبة. مشيراً إلى أن استمرار هذه الجهود يعكس إصرار الجميع، على كشف الحقائق أمام العالم، لمواجهة العدوان، وبكل السبل المتاحة. لافتاً إلى أنه لا تقتصر آثار هذه الحرب على الجانب المادي فقط؛ بل تمتد لتعرقل مسار التنمية الشامل في فلسطين. مشدداً على أنه في الوقت الذي تدعو فيه الأمم المتحدة إلى تسريع وتيرة التنمية البشرية، على مستوى العالم، نجد أن الشعب الفلسطيني، يواجه تحديا مزدوجاً؛ فهو مطالب بالتقدم، على الرغم من استمرار السياسات الإسرائيلية المعيقة، التي لا تحترم القوانين الدولية، ولا تحترم القانون الدولي الإنساني.
ونوه السفير الرحبي إلى أن هذا الوضع غير المقبول، يستدعي ترحك حاسم من المجتمع الدولي باعتباره المسؤول بشكل مباشر عن انهاء هذه المأساة المستمرة، ووفقا لواجباته ومسؤولياته الأخلاقية والقانونية، وتأكيده على مساندة الدعاوي المطالبة، بأنه من الأهمية أن يجب التخطيط من الآن لإعادة الاعمار. وذلك لأن إعادة الاعمار، لا تعني إعادة ترميم الدمار المادي، بل إعادة الحياة الكريمة لشعب يواجه هذا الظلم التاريخي المستمر، وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، في دعم جهود إعادة الاعمار، من أجل إحياء الأمل وإعادة الحياة لمن يعانون من هذا العدوان المستمر.