أهم الأخبارتحقيقات و ملفاتعرب و عالم

الدكتور محمد بن صديق: منتدى التعاون العربي – الصيني أصبح تجربة رائدة بفضل الإرادة المشتركة للجانبين

التحديث الصيني النمط، ينطلق من خصائص الصين ويناسب ظروفها الوطنية ويسهم في تعميق سياسة الإصلاح والانفتاح ويستهدف التنمية الشاملة للإنسان

كتب: محمد حربي
أشاد الوزير مفوض الدكتور محمد بن صديق- مدير إدارة آسيا وأستراليا والتعاون العربي الأسيوي بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أبما حققه منتدى التعاون العربي الصيني، الذي يصادف هذا العام مرور 20 عاما على تأسيسه، كتجربة رائدة وناجحة للتعاون المشترك، وحقق نتائج إيجابية؛ حيث توسعت آلياته لتصل إلى نحو 20 الية للتعاون في مختلف المجالات. جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر الترويج لكتاب ” مقتطفات من خطابات شي جين بينغ حول التحديث الصيني النمط “. والذي نظمته مجموعة ” بيت الحكمة للثقافة” بالقاهرة، برئاسة الدكتور أحمد السعيد، وبالتعاون مع دار النشر المركزية للتأليف والترجمة، وتحت رعاية السفارة الصينية في مصر، ومعهد تاريخ وأدبيات الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني. وبحضور سون دونتشنغ- نائب رئيس معهد تاريخ وأدبيات الحزب باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والسفير لياو ليتشيانغ- سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، والسفير الدكتور عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية.

وأكد الدكتور محمد بن صديق، أن موضوع هذا المؤتمر يتمحور حول التحديث الصيني النمط، وهو موضوع هام، ومهمة محورية للحزب الشيوعي الصيني في الحال والمستقبل ، مستشهدا في هذا الإطار بما جاء في كلمات الرئيس الصيني بهذا الشأن، والتي تضمنها كتاب: شي جين بينغ حول الحكم والإدارة المجلد الرابع). فقد أكد الرئيس ” بينغ” على أنه (وأقتبس): يجب على بلادنا أن تمضي قدما في التحديث بالطراز الصيني بثبات، وتمضي قدما في النهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال التحديث بالطراز الصيني، حتى تواصل تقديم مساهمات جديدة أكبر للبشرية.
من هنا يمكن القول بأن أفكار الرئيس الصيني حول هذا الموضوع ذات دلالة هامة وتستطيع أن تتبين من خلالها خصائص ومميزات التحديث الصيني النمط، والتي من بينها ما يلي: أنه نمط ينطلق من خصائص الصين ويناسب ظروفها الوطنية، وأنه يسهم في تعميق سياسة الإصلاح والانفتاح على نحو شامل، ويستهدف التنمية الشاملة للإنسان، ويسعى الى الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، كما أنه يستخلص الدروس من التاريخ ويمضي قدما نحو . المستقبل. ويراعي كذلك الخصوصية الثقافية للحضارة الصينية، والحفاظ على البيئة الأيكولوجية. كما أنه تحديث على طريق التنمية السلمية ويحترم الخصوصيات التنموية للشركاء الدوليين، ويهتم بالمنفعة المتبادلة، وتوفير فرص تنموية جديدة للعالم، كما أنه يساهم في السلام والتنمية البشرية وفي بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وقال الدكتور محمد بن صديق: لقد بدأت سياسة الإصلاح والانفتاح المسيرة نحو التحديث الصيني النمط، وحققت للصين منجزات تنموية كبيرة خلال الأربعين عاما الماضية. واليوم نشهد تعميقا لهذا التوجه من خلال ما طرحه الرئيس شي جين بينغ من أفكار هامة ومبادرات عالمية ومن بينها على سبيل المثال: الحزام والطريق، والتنمية العالمية”، و”الحضارة العالمية”، وغيرها. موضحاً، بأنه فيما يخص مبادرة الحزام والطريق فالجدير بالذكر أن كل الدول العربية انضمت إلى هذه المبادرة، وكانت جامعة الدول العربية من أولى المنظمات الإقليمية التي أصدرت وثيقة مع الصين في هذا الشأن (عام 2018). كما نص الإعلان الصادر عن القمة العربية الصينية الأولى (2022)، على العمل على المواءمة بين هذه المبادرة والرؤى التنموية للدول العربية بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة.. وقد أقيمت في إطار هذه المبادرة مشروعات تنموية على امتداد الوطن العربي الكبير.
وأوضح الدكتور محمد بن صديق، أن جمهورية الصين الشعبية بقيادة الرئيس شي جين بينغ؛ قد حرصت على مواصلة تعزيز العلاقات الصينية العربية في مختلف المجالات، وبفضل الجهود والارادة المشتركة للجانبين وتوجيهات القادة وكبار المسؤولين، أصبح منتدى التعاون العربي الصيني، الذي يصادف هذا العام مرور 20 عاما على تأسيسه، تجربة رائدة وناجحة للتعاون المشترك، وحقق نتائج إيجابية؛ حيث توسعت آلياته لتصل إلى نحو 20 الية للتعاون في مختلف المجالات، كما أصبحت الصين من أكبر الشركاء التجاريين للدول العربية ويواصل الجانبان تبادل الدعم في القضايا الجوهرية وفي هذا الإطار كانت ولا تزال مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية محل تقدير من جامعة الدول العربية، التي تتطلع إلى المزيد من الدعم الصيني لهذه القضية ولغيرها من القضايا العربية، لاسيما في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة بسبب حرب العدوان المستمرة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من عام، والتي اتسعت رقعتها الى لبنان.
وأعرب الدكتور محمد بن صديق، عن أسفه بأن الحروب وعدم الاستقرار تشكل أحد التحديات الكبيرة أمام جهود التنمية والتحديث، فلا يمكن تحقيق التنمية في ظل الحرب، كما أنه من الصعب وجود استقرار حقيقي في غياب التنمية المستدامة. ومن هنا يمكن القول بأن التنمية والسلام سبيل النهضة، والتحديث والتعاون طريق التقدم، من أجل مستقبل زاهر للبشرية. واختتم كلمته باقتباس من كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية في القمة العربية الصينية الأولى حينما قال: “أن توثيق التعاون العربي الصيني يمكن أن يطلق طاقات هائلة، وفرصا بلا حدود.. فإمكانات التنمية في المنطقة العربية كبيرة وواعدة … والخطط التنموية الطموحة يمكن أن تغير وجه المستقبل.. ولا تفوتني في هذا المقام – يقول معاليه – الإشارة والإشادة بالمبادرات الرائدة التي طرحها فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وبالأخص كلا من مبادرة “الحزام والطريق، ومبادرة “التنمية العالمية، واللتين تشكلان فرصاً هامة لتعزيز أواصر التعاون بين الدول النامية ورفع حجم الاستثمارات في مجالات تنموية وحيوية واعدة.”

زر الذهاب إلى الأعلى