كتب: محمد حربي
ما أصعب لحظة الفراق، وأصابع الألم تعزف لحن الرحيل، فترقص على نغماته مشاعر الشجون، وتسكب العيون من أجله الدموع، ويعجز مداد القلم في العبير عنه؛ فلا البوح يكفيه، ولا الحروف تحكيه. والأصدقاء الحقيقيون، هم الذين يكتبون دائماً كلمات الوداع على ورقة أمل اللقاء. وقد اختار أعضاء جمعية خريجي قسم اللغة اليابانية وآدابها برئاسة الدكتورة ليلى نصر، ضفاف نهر النيل، ليسطروا على شاطئيه مشاعرهم في لقاء الوداع الأخير مع السفير الياباني- أوكا هيروشي، الذي انتهت فترة عمله لدى مصر، وبرفقته قرينته؛ وليكون آخر ما تراه عيونهما نيل مصر؛ ليظل يجري في عيونهم، حتى يعودوا له من جديد. وكانت احتفالية بمذاق خاص، امتزج فيها الروح المصرية- اليابانية، وتوحدت المشاعر مع نغمات الأغاني التي تعمق الانتماء المصري، والياباني.
ومن جانبه أكد الدكتور كرم خليل، صاحب فكرة إنشاء الجمعية، في كلمة، ألقتها نيابة عنه الدكتورة ليلى نصر، أنهم قد اعلنوا ، عن حفل الوداع للسفير أوكا هيروشي، ولكنهم كعرب ومصريين يشعرون بالوحدة الشديدة بكلمة “حفلة وداع ، لذلك قرروا أن يكون اليوم حفلة شكر” للسفير.
وقال الدكتور خليل في كلمته: شكراً جزيلاً للسفير أوكا لحضوره اجتماع أعضاء رابطة الخريجين على الرغم من أنه كان مشغولاً للغاية قبل عودته إلى اليابان. موضحاً أن رابطة خريجي القسم الياباني بجامعة القاهرة، تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية العشرين
لتأسيسها.
وأشار الدكتور خليل، إلى أنهم منذ تأسيس الجمعية، ويحظون بتعاون السفراء اليابانيين المتعاقبين في تطوير تعليم اللغة اليابانية، وعلى وجه الخصوص ما قدمه السفير أوكا، الذي بذل جهودًا غير عادية منذ تعيينه.
وأضاف الدكتور خليل، بأنهم حصلوا على تعاون العديد من اليابانيين عند تأسيس الجمعية، وأنهم يأملون بقوة أن يتمكنوا من الاستمرار في المساهمة في العلاقات الودية والتعاونية بين البلدين من خلال التبادل الثقافي.
وقد وجه الدكتور خليل الشكر للسفير أوكا، على العمل الجاد الذي قام به في السفارة اليابانية في مصر لمدة ثلاث سنوات. لافتاً إلى أنه يدرك بأنه كان من الصعب جدًا عليه تولي منصبه، خاصة أثناء جائحة فيروس كورونا.
وأضاف الدكتور خليلي، بأنه سوف يكون سعيدا جدا إذا تمكن السفير أوكا من الاستمرار في البقاء على مقربة من رابطة الخريجين حتى بعد عودته إلى وطنه.
ومن جانبها، جددت الدكتور ليلى نصر، ترحيبها بالسفير أوكا هيروشي، وقرينته، وكل الحضور من أعضاء الجمعية والضيوف. موضحة أن اللقاء ليس للوداع، ولكنه لتقديم الشكر للسفير هيروشي؛ والذي ظل لفترة طويلة يمد لهم يد العون، خلال فترة مدة عمله كسفير لليابان بالقاهرة. وأنه كان دائما يبذل قصارى جهده من أجل أن يفعل الكثير لتعزيز العلاقات المصرية- اليابانية، وتقديم كل ما يستطيع لدعم مصر، يستحق عليه كل الشكر العميق. معبرة عن تمنياتها له بدوام الصحة والتوفيق.
ومن جانبه، فقد أعرب السفير أوكا هيروشي، عن عميق سعادته لهذا الاستقبال من الجمعية، موضحاً بأنه حرص أن يجعل اللقاء معهم، هو أخر ما يرى ويحضر من فعاليات، قبل أن يغادر مصر؛ لتظل ذكرى هذه المناسبة عالقة في ذاكرته دائما، بكل لحظاتها السعيدة. لافتا إلى أنه سوف يعود إلى اليابان، محملاً بالعديد من الذكريات واللحظات والمناسبات الجميلة، التي عاشها في مصر.
وقد أشاد السفير هيروشي، بالدور الذي تقوم به جمعية خريجي اللغة اليابانية وآدابها، كحلقة وصل بين الشعبين المصري والياباني، وأشاد بجهود كل من طارق ومنى، من أعضاء الجمعية.
ومن جانبها تحدثت قرينة السفير أوكا هيروشي، عن سعادتها الكبيرة، أن يكون أخر فعالية تحضرها، تكون على ضفاف النيل، وأنها لن تنسى مصر أبداً؛ وقد اصطحبت معها أربعة قطط مصرية.