كتب – عاطف عبد الستار
أكد الخبراء المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ICT 2019، والذي يقام في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2019 بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار “The Digital Experience”، والتي جاءت تحت عنوان «التحوّل الرقمي في أفريقيا» أن هذا التحوّل أصبح أحد الفرص الواعدة لتنمية المجتمعات الأفريقية.
وتطرقت الجلسة التي أدارها الإعلامي أسامة كمال، الرئيس التنفيذي لشركة تريد فيرز، المنظمة للمعرض، إلى المحاور الرئيسية للاستثمار في مجالات التحوّل الرقمي داخل القارة السمراء وكيف يمكن النهوض بالشعوب الأفريقية من خلال هذا التحوّل.
في بداية الجلسة قال حمدين توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، إن النسخة الثالثة والعشرين لمعرض القاهرة الدولي للاتصالات Cairo ICT، تمثل نجاحًا كبيرًا للمعرض، حيث أنه يعد انعكاسا لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المصري، وأن مصر تعتبر حجر الزاوية لقطاع الاتصالات الأفريقي مع سوق يمثل نحو ١.٢ مليار مستهلك.
وأضاف توريه، أن هناك نحو ٣ مليارات فرصة للاستثمار في سوق البنية التحتية في السوق الأفريقي، وأن القطاع محظوظ بوصول الرؤساء الأفارقة إلى بنود التجارة الحرة، لافتا إلى أن قطاع الاتصالات سيمكن العالم الأفريقي من التواصل عبر تلك السموات المفتوحة.
وأكد الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات على أن قيادات أفريقيا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرأس الاتحاد الأفريقي سيمنح الفرصة للعديد من القيادة الشابة، وفتح المزيد من الفرص الاستثمارية عبر الاستثمار في الشباب منذ الطفولة من خلال تكنولوجيا المعلومات في السنوات المقبلة.
وتوجّه لاسينا كونيه، مدير عام مؤسسة سمارتك أفريقيا، بالشكر للمسؤولين في مصر على الدعوة لحضور مؤتمر Cairo ICT، مشيرًا إلى أنها فرصة جيدة جدًا للوصول إلى أفريقيا الذكية، وأن سمارت أفريقيا منظمة دولية هدفها تحويل القارة إلى سوق موّحد رقمي وهو تحد كبير، خاصة مع وجود مليار و٢٠٠ مليون نسمة، منهم ٨٠ % شباب، وهو الأمر، الذي يمنح العديد من الفرص والتحديات في نفس الوقت، لافتا إلى أنه يمكن تحويل تلك التحديات إلى فرص عبر تعليم الشباب التكنولوجيا واللحاق بالثورة الصناعة الرابعة، مشددًا على ضرورة التوعية بأهمية التكنولوجيا في تطور الدول وتقدمها.
وأكد على أهمية وجود قواعد البيانات القوية لمستخدمي القارة الأفريقية عبر وجود مراكز «الداتا سنتر» للكبيرة في سبيل التحوّل لسوق رقمي موحد، مشيرًا إلى أن انتشار الذكاء الاصطناعي حول العالم، ضاربًا المثل بشباب رواندا، الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في كافة مناحي الحياة.
من جانبه قال محمد أمين، نائب رئيس شركة ديل للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن السوق الأفريقية لها خصوصية كبيرة تجاه السوق العالمي الرقمي، مشيرًا إلى أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة يتم التحدث عن التحوّل الرقمي وهو أمر يشير إلى أننا نسير على الطريق السليم للمستقبل.
ولفت إلى وجود نحو ١.٢ مليار مستخدم في السوق الأفريقية يمنح الشركات فرصة عظيمة للتحوّل الرقمي، مع الأخذ في الاعتبار من بعض المخاوف، التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
من جانبه أكد كريس جيبسون، رئيس منظمة فيرست للأمن السيبراني، على تواجد المنظمة في ١٦ فرعا حول العالم، مشيرا إلى أنه في الماضي لم يكن الإنترنت منتشرًا بالقدر الكافي، الذي يسمح بالتطوير أما الآن تغير الوضع تمامًا، وأصبح الإنترنت يستخدم في كل مكان وفي معظم القطاعات، مما يستلزم أهميه توافر جميع عناصر التأمين اللازمة لاستمرار الاستخدام الآمن للإنترنت، فمعظم المعتمدين على خدمات الإنترنت في أعمالهم أو في مناحي حياتهم إن لم يشعروا أن هناك آليات آمنة للاستخدام فلن يستخدموه.
وأضاف جيبسون أن الذكاء الاصطناعي يعد منبعا لطموحات عريضة على جميع الأصعدة، والتي ستظهر بشكل ملموس في القريب العاجل ولذلك نجد كل ما يعمل في مجال الأمن السيبراني يتحدث عن التطور الرهيب، الذي يصاحب أنظمة الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، وفي المقابل هناك أشرار يستخدمون نفس هذه السبل للهجوم، واختراق المنظومات وهذا لايزال مقلق بالنسبة لجميع وذلك بسبب التطور المستمر، الذي يلجأ إليه القراصنة.
وأشار رئيس منظمة فيرست للأمن السيبراني، إلى أن الحكومات الأفريقية لديها من الخطط والأفكار والاستراتيجيات الطموحة جدًا، والتي تعتمد على التكنولوجيات المتطورة فمثلا أوغندا لديها استراتيجية ٢٠٣٠، والتي تتحدث خلالها عن التطوير في القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والمدن الذكية، وفي مصر لديها أيضا استراتيجية طموحة للتحوّل الرقمي كل هذه أمور إيجابية جدًا تحتاج فقط إلى تنظيمها ليكون التأثير كبير وواضح على القاهرة السمراء.
وكشفت جُلستان رضوان، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لشؤون الذكاء الاصطناعي أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لأفريقيا للتطور التكنولوجي ومواكبة التحول التقني العالم، مشددة على ضرورة استغلالها على عدة أصعدة مختلفة بهدف تقليص الفجوة الرقمية بين أفريقيا باعتبارها منطقة نامية والعالم المتقدم من حولها.
وأكدت رضوان على أن أفريقيا تحتاج لأن يكون لها صوت موحّد ومسموع على مستوى العالم في مجالات حماية البيانات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وبناء القدرات البشرية، منوهة إلى أن متطلبات الدول تختلف وتتباين من دولة لأخرى حسب مجموعة من المؤشرات والمعايير.
وضربت رضوان مثالا بجانب الأمية، التي تحاول الدول الأفريقية القضاء عليها بنسب مختلفة حسب كل دولة، مشيرة إلى أن هناك ثغرات في أنظمة الدول الأفريقية تعمل كل دولة على سدها على حسب حاجتها، لافتا إلى أن مصر تقدمت منذ شهر بمقترح لتكوين أول فريق عمل أفريقي لوضع أول استراتيجية موحّدة للذكاء الاصطناعي في أفريقيا، تدور أهدافه حول تشكيل أول موقف أفريقي موحّد للتعبير عن كل أفكارها من خلال صوت واحد عن طريق الذكاء الاصطناعي والتكامل في بناء القدرات بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات العالمية، لكي تساهم أفريقيا في دعم الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي، والتشارك بين العاملين في مجالات أخرى تستفيد من الذكاء الاصطناعي مثل التعليم والصحة والزراعة سواء كان بين الحكومات وبعضها أو بين الحكومات والقطاع الخاص.
بدوره قال أحمد مكي، رئيس شركة فايبر مصر، إن «تركيزنا الرئيسي خلال تلك الفترة هو التحوّل الرقمي في أفريقيا، التي أعتبرها منطقة الفرص وأن أبناء هذه القارة هم الأولى بهذه الفرص في مجالات التحوّل الرقمي، وأهمها مجال البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تعتبر هي العامل الرئيسي لتنفيذ مشروعات التحول الرقمي»، مشيرا إلى أن مصر حاليًا تستحق أن تقود هذه الصناعة لظروف المكان والموقع الجغرافي المتميز، وأيضا لعوامل الزمان والتوقيت الراهن نتيجة للقيادة السياسية الواعية والمدركة لأهمية هذا التحوّل وتأثيره على المجتمع المصري والشعوب الأفريقية وهو ما جعل الحكومة المصرية تضخ استثمارات ضخمة لمشروعات التحول الرقمي.
وأضاف أن «الاستثمار متوسع في مجالات التحول الرقمي بداية من مشروعات البنية التحتية والاستثمار في مجال الداتا سنتر وأبراج الاتصالات، ولذلك انطلقنا شركة أفريقيا تاورز المتخصصة في هذه المجالات بجانب الاستثمار في مجال كابلات المارينز لربط كابلات العالم»، مشيرًا إلى أن مصر ثاني أكبر دولة في العالم يمر بها كابلات بحرية وهو ما شجع على اتخاذ المبادرة بالتعاون مع المصرية للاتصالات لإنشاء أول شركة أفريقيا في هذا المجال بهدف الاستفادة من الفرص الأفريقية في مجال التحوّل الرقمي من أفريقيا وإلى أفريقيا.
و قال وائل عبدوش، مدير عام شركة IBM، إنه لمن دواعي سرورنا العودة من جديد إلى المشاركة في معرض كايرو آي سي تي، والذي يعد واحدا من أكبر المعارض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حرصنا أن تكون مشاركتنا هذه الدورة مميزة وذلك من خلال إطلاق العائلة الجديدة من تكنولوجيا حاسبات IBM وهو Z50 أحدث إصدار شركتنا، والتي قمنا بالاستثمار به منذ فترة سواء فيما يتعلق بالأبحاث أو استطلاع آراء العملاء، لافتا إلى أن Z50 تعد أول تكنولوجيا متخصصة في التحكم بعملية تأمين البيانات والمعلومات أثناء تنقل البيانات على أكثر من نظام حوسبة علاوة على الدقة في عملية تشفير البيانات خاصة في ظل أهمية عملية التشفير والتأمين، التي باتت تعتمد عليه أغلب القطاعات بشكل كبير، مؤكدا أن نظام Z50 يتمتع بالعديد من الخصائص والمميزات الكثيرة، التي سيتم كشف النقاب عنها خلال فعاليات المعرض.
ومن جهتها قالت باستورا فاليرو، نائب رئيس شركة سيسكو للسياسات العامة والحكومة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وروسيا، إن التحوّل الرقمي يحدث بشكل سريع للغاية في المنطقة وأفريقيا والعالم ككل، ولقد سعدت كثيرًا بالمبادرات، التي تدعم التحوّل الرقمي في مصر مثل رقمنة مكاتب البريد وغيرها من الجهات والخدمات الحكومية مما يستلزم أهمية وجود بينة تحتية على أعلى مستوى وإيجاد شبكات تدعم خدمات الاتصالات بصورة جيدة وتجنب القرصنة مما سيخلق تأثيرًا عظيمًا علي أفريقيا ككل، خاصة وأن أفريقيا تمتلك من الكوادر البشرية المؤهلة لنقل القارة السمراء إلى العصر الرقمي، ولدينا في سيسكو خطط لتطوير المهارات البشرية حيث قمنا بتطوير مهارات 100 ألف طالب كما أننا على وشك الانتهاء من تأهيل 20 ألف طالب وخريج بنهاية 2019.
وأضافت أن في جنوب أفريقيا كان هناك تصريح شهير في ديسمبر 2018 لأحد الوزراء والذي أكد خلاله خطة جنوب أفريقيا لتدريب وتأهيل مليون طالب بحلول 2025 مما يدل على أهمية التعليم والمعرفة، ومن ناحية أخرى لدينا في سيسكو رؤية طموحة وهي تتعلق بكيف نستطيع أن نتأكد أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تستفاد من التحوّل الرقمي، حيث لدينا حاضنات أعمال للشركات الناشئة في جنوب أفريقيا.
وكشفت عن بدء الشركة خلال الفترة القادمة بإطلاق مشروعات الحاضنات التكنولوجية في غانا وإثيبويا ومصر بهدف مساعدتهم في تبادل المعرفة، وإيجاد الحلول للتحديات المحلية، مشيرة إلى أهمية دور الحكومة في أن يكون هناك إطار عمل بتشريعات مناسبة فضلا عن دعم تطوير البنية التحتية واللوجيستية خاصة في ظل وجود 60 مليون مستخدم للإنترنت في أفريقيا ومن المفترض أن يصل عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت إلى 2,5 مليار جهاز، مؤكدة على أهمية تفعيل الشراكات بين القطاع الحكومي والقطاع الصناعي، مؤكدة على التزام سيسكو بالكامل تجاه هذه القارة ومصر حتى نستطيع ترك أثر إيجابي على المواطنين.
وانطلقت الدورة 23 لمعرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2019 بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة، تحت شعار “The Digital Experience”.
ويتمتع المعرض بمكانة إقليمية ودولية مرموقة كونه مصدر الإلهام الأكبر للمهتمين بقطاع التكنولوجيا والاتصالات على مدار أكثر من 20 عاما منذ إطلاقه لأول مرة عام 1996، وقد حظى Cairo ICT باهتمام ورعاية شخصية من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، الذي أسبغ رعايته على المعرض خلال آخر 5 دورات، وافتتح فعالياته بنفسه 4 مرات متتالية، وأطلق من خلاله عدة مبادرات محلية وإقليمية لدعم خطط واستراتيجيات التحول الرقمي في مصر ودول الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتضم النسخة الثالثة والعشرون من Cairo ICT مجموعة من المعارض والمؤتمرات المتخصصة، منها المعرض والمؤتمر الدولي لتكنولوجيا النقل “Trans MEA 2018″، والدورة السادسة لمعرض ومؤتمر التكنولوجيا المالية والشمول الرقمي “PAFIX”، والدورة الخامسة لمعرض ومؤتمر “الأمن والسلامة الدولي DSS – “، والدورة الخامسة لمؤتمر المدن والمجتمعات الذكية Intelli-Cities، وملتقى الابتكار Innovation Arena” الذي يقام في نسخته الرابعة، والدورة الثانية من “قمة الحكومات للتحول الرقمي” (Dot-Gov MEA).