ربما لم تكن مفاجأة في نجاح دونالد ترامب في رئاسة امريكا أكبر دولة في العالم ،علي منافسته كاميلا هاريس ممثلة الحزب الديموقراطي ونائبه الرئيس السابق بايدن ،بسبب كون ترامب له شعبية كبيرة لدي الولايات الأمريكية المختلفة كممثل للحزب الجمهوري ،وكون الشعب الأمريكي لم يقبل أن تكون امرأة هي الحاكم للبلاد !
وهذه الانتخابات الأميركية تاريخية بلا شك ،لفوز رئيس كان يتولي رئاسة امريكا قبل أربع سنوات من الآن !
وبات ينتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب العديد من الملفات الخارجية المحتدمة التي تنتظر الحل ،ابرزها واهمها العدوان الاسرائيل علي غزة والحرب مع لبنان، وملف إيران النووي، وضربتها لإسرائيل والحرب الروسية الأوكرانية، والأزمة السودانية وغيرها، فقد تتجه الأنظار مع وعود ترامب الانتخابية بالعمل على إنهاء الحروب وحل أكبر الازمات الدولية!
فضلا عن أزمتنا الأساسية مع سد اثيوبيا الذي أصبح واقع فعلي الان بعد الملء
الخامس والسادس للسد، والمفاوضات بين الأطراف المعنية التي توقفت منذ كان ترامب رئيسا في المرة الأولي!!
وبعد أن انخرطت إدارته وقتها في هذا الملف المعقد والحساس وقطعت شوطا لا بأس به في سبيل تقريب وجهات النظر والتوصل لاتفاق بين إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان؟
أعتقد أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يمكن أن تؤثر على مسار مفاوضات سد النهضة. حيث أن تجربة ترامب السابقة في ملف سد النهضة كانت مميزة، ونجح في الوصول بالمفاوضات إلى مرحلة متقدمة في واشنطن عام 2020،و كان لديه اهتمام شخصي بالتوصل إلى صفقة تنهي الأزمة،مستخدما أسلوبه المعروف في التفاوض والضغط المباشر ،وهل معني هذا أن أزمة سد النهضة في طريقها للحل مع قدوم ترامب ؟ وهذا ما لم يحسم بشكل كبير ،لان السياسة ليس فيها ثوابت كما قال الرئيس الراحل أنور السادات.
كما ان هناك العديد من التحديات على الساحة الدولية قد تواجه حلحلة الأزمة، خاصة أن الوضع تغير كثيراً منذ عام 2020 وحتى الآن، بعد اكتمال 5 مراحل من ملء السد، وتصاعد التوترات في المنطقة!
والحل باعتقادي هو ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم لكافة الأطراف بشأن مواعيد ملء وتشغيل السد.!
كما أن موقف إثيوبيا من التدخل الأميركي قد تغير بعد تجربتها السابقة مع إدارة ترامب، كما أن تطور الموقف على الأرض بعد الإعلان عن اكتمال بناء السد، وتغير التوازنات الإقليمية والدولية في منطقة القرن الإفريقي، وظهور لاعبين دوليين جدد في المنطقة، مثل الصين وروسيا، كلها عوامل تؤثر على مسار أي وساطة محتملة.!
ترامب يمكنه أن يلعب تلعب دور محوري من خلال تقديم ضمانات دولية لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، واستخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي للضغط على الأطراف، مع تنسيق الجهود مع الاتحاد الإفريقي والمبعوث الأممي للمياه، وتقديم حوافز اقتصادية وتنموية للدول الثلاث!
ولابد من الإسراع في إثارة القضية مجددا خاصة أن الوقت عامل مهم في هذه القضية،لانه كلما طال أمد الأزمة زادت التعقيدات وتراكمت المشكلات، لذا فإن أي تدخل أميركي جديد يجب أن يكون سريعاً وحاسما مع الحفاظ على التوازن بين مصالح جميع الأطراف..حتي تنتهي أزمة سد النهضة الاثيوبي وتهديدها للأمن القومي لدولتي المصب مصر والسودان..! فعلينا أن ننتهز هذه الفرصة ولا نضيعها ،ربما لا تأتي مرة أخري !!